دمشق – هدى العبود
دائما متميزة تحمل في عينيها جمال الشام وفي قلبها بياض ياسمينها وفـــــي صوتــــها شموخ قاسيون وفي كل موســــم تكون الفنانة القديرة نبــــيلة النابلسي احدى نكهات هذا الموسم واحدى نجوم الشاشة الصغيرة.
فهي دائما مطلب المخرجين والمنتجين، نعم، تستحق فهي ذات باع طويل في الدراما السورية ولاسيما تلك التي تتحدث عن البيئة الدمشقية القديمة.
«الأنباء» التقت النابلسي لتعرف نظرتها للدراما السورية وآخر اعمالها، فإلى التفاصيل:
لماذا انت مستهدفة من الشائعات؟
اعتقد ان مرد هذه الشائعات جميعا هي الغيرة الفنية من قبل بعض الفنانين والفنانات بهدف ايقافي عن التمثيل بعد النجاحات الكثيرة التي كنت احققها في تلك الايام التي تعود الى سبعينيات القرن الماضي، ولم يستطيعوا ان يؤثروا علي.
هل صحيح ان الشائعات افقدتك فرصا فنية؟
نعم حصل ذلك اذ تم تحريف اقوالي في بعض لقاءاتي الصحافية وكان موضوعها مسألة الاجور الفنية، وفيها دافعت عن حقوق الفنانين، وليس عن حقي الشخصي واكدت ان هناك العديد من الزملاء والزميلات يتم التعامل معهم كفنانين كومبارس من حيث الاجور بالرغم من سنوات احترافهم الطويلة وفي جانب آخر طالبت نقابة الفنانين بالتأمين على الفنان عند تعرضه لمرض او عاهة دائمة جراء عمله في مسلسل فني ما، وهنا قيل عني انني استجدي واشحذ الآخرين لصالحي، وما شابه ولهذا اخذت نقابة الفنانين موقفا سلبيا تجاهي عندما كان الفنان اسعد فضة نقيبا للفنانين، وعمل لي ذلك قصة طويلة عريضة، وفي المقابل ادارت الشركات الفنية ظهرها لي وبقيت مدة عامين كاملين من دون اي عمل.
الفنانة نبيلة النابلسي وانت الفنانة المخضرمة كيف تنظرين الى واقع الدراما العربية ومن ضمنها الدراما السورية؟
اذا بدأنا بالدراما الخليجية اقول: ان اي دراما تظل محصورة في حدود قضاياها الاقليمية ومجتمعها الخاص لن تستمر طويلا وستبقى مغلقة على نفسها وهذا بكل اسف هو حال الدراما الخليجية الآن، والتي يغيب عنها تطرقها للمشكلات العربية المهمة.
اما الدراما المصرية فهي ايضا حصرت قصصها ومواضيعها ومشكلاتها ضمن المجتمع المصري، ولم تخرج عن نطاق ذلك، فكان تميزها محدودا خلال السنوات العشرين الماضية بالرغم من تاريخها الطويل، وريادتها في هذا المجال، وفي جانب آخر يتم الاعتماد في الكثير من الانتاجات الدرامية المصرية على النجم الاوحد الذي يأتي على حساب الفنانين الآخرين المشاركين معه في المسلسل، وهذا الامر لم يعد مقبولا هذه الايام، ومن هنا جاء تميز الدراما السورية.
وبالنسبة للدراما السورية فهي اذا بقيت على هذا الحال وهذا المستوى من الوعي العربي في طرح قضايا مهمة تلامس في موضوعاتها هموم المواطن العربي فهي بكل تأكيد ستظل تحتل موقع الصدارة بين الدرامات العربية الاخرى، وبالفعل هي كذلك حيث نشهد في الدراما السورية مواضيع لها علاقة بالسياسة والاقتصاد والتجارة وقضايا وطنية ومصيرية والامثلة كثيرة جدا، وهذه الامور مجتمعة قلما نجدها في الدرامات العربية الاخرى.
ومن هنا اجزم ان الدراما السورية ستتقدم في السنوات المقبلة وستواصل نجاحاتها وتزيد من نقاط ارتكازها بفضل وعي المعنيين بها، وحرصهم الشديد على استمرارية نجاحها، وهذا ما نأمله جميعا.
اعتدنا ان تطل علينا الفنانة نبيلة بأعمال جديدة متميزة فما جديدك هذا العام؟
شاركت هذا الموسم في خمسة مسلسلات تلفزيونية جديدة، بدأتها بمسلسل «يوم ممطر آخر» للمخرجة رشا شربتجي ولعبت فيه دور ام ابراهيم، حيث يكون ابنها عاقا لها بسبب طموحه غير المشروع وفي النهاية يأخذ عقابه في الحياة والمجتمع على السواء.
وفي مسلسل «هيك تجوزنا» للمخرج عمار رضوان والكاتب مازن طه، جسدت دور ام لفتاة جميلة وهذه الفتاة تحلم بالزواج من شاب مثقف، ومثلت دور الفتاة الفنانة جمانة مراد التي لعبت بطولة الحلقة وهي في ذات الوقت صاحبة انتاج هذا المسلسل.
وفي مسلسل «شركاء يتقاسمون الخراب» للمخرج محمد رجب لعبت دور ام لشاب يتاجر بكل ما هو ممنوع، وتحاول هذه الام ان تثني ابنها عما يفعله الا انها تفشل وينتهي به الامر الى الخراب.
والعمل الرابع الذي عرض في شهر رمضان وكان بعنوان «اولاد القيمرية» وفيه مثلت شخصية مركبة لامرأة قوية، لسانها «بسبع شطلات» كما يقول المثل الدارج.
ويبقى مسلسل «ليس سرابا» للمخرج مثنى الصبح الذي ابدي اعجابي الكبير بهذا العمل الفني الجميل، فهو بحق اعتمد على نص يتحدث عن التوافق الديني ولغة الحضارات والاديان، والتنوير والوعي والثقافة والمعرفة وكل ما نتمناه في مجتمعاتنا العربية، وجسدت في هذا المسلسل والدة شاب متنور يموت قهرا لانه لم يجد بارقة أمل في المجتمع الذي يعيش فيه.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )