بيروت ـ ريميال نعمة
عصفورة الميادين هي، صوت ناعم انثوي سكن القلوب، واقام لفترة طويلة في عمق القضايا الكبيرة، وفي الذاكرة والوجدان، اميمة الخليل عرفها جمهور الاغنية الملتزمة، اداء ناعما ومؤثرا يصدح في شوارع الناس الطيبين، وازقة الثوار والمقاومين، مازالت منذ نعومة اظفارها ملتزمة بخط وبأداء مختلفين يجعلانها تحلق خارج سرب الفنانات الحاضرات على الساحة، اطلت اميمة الخليل فنانة ملتزمة بالحب والمشاعر الانسانية فغنت احدى ليالي الانس في مسارح المدينة وسط جمهور احبها وعشق صوتها ونعومة ادائها، اطلت بعيدا عن اغنية القضية، والفن الملتزم، فماذا تقول في هذا الشأن؟
لا اعتبر ان الالتزام هو فقط في اغنيات الثورة والحرب، وحمل السلاح، وشحذ الهمم، ابدا للاغنية دور اهم واعمق واكبر بكثير، وانا اعترض على توصيف الملتزم، فالالتزام قد يكون بالحب ومشاعر الصداقة والاخوة والعلاقات الانسانية المختلفة، فالحب بحد ذاته التزام من نوع آخر نحن ملتزمون كفنانين مختلفين ونحلق خارج السرب بالفن الراقي وبجودة النص، وملتزمون تجاه جمهور يجب ان نصدقه القول ونصدقه الغناء.
ولاستيضاح العديد من الامور، سألناها: مسألة خارج السرب الا يجعلك تجنحين بعض الشيء الى ما هو مطلوب تحت شعار «الجمهور اليوم عاوز كده»؟
لا ابدا، الامر مرتبط بالنسبة لي باحترامي لنفسي ولذاتي ولجمهور عريض جمهور مختلف، جمهور لا يصفق كيفما اتفق، ولا يهلل كيفما اتفق، ولا يسمع كيفما اتفق، على العكس الموضوع وما يحدث في الوسط الفني الحالي يجعلني لا اندم ابدا على خياراتي وعلى سلوكي بل يزيدني اصرارا ويؤكد لي حسن اختياراتي.
ما الاصعب في هذه المسيرة اختيار الاغنيات او الاطلالة على الجمهور او التشويق؟
في المرتبة الاولى نعم يأتي الاختيار، اختيار ما يليق بتاريخي الفني وسنوات عمري التي قضيتها مع فرقة الميادين ومع مارسيل خليفة، من حيث كلام حقيقي ويحمل مضامين جيدة، ومن ثم تأتي عملية التسويق فكما تعرفين ويعلم الجميع، هناك صعوبة في تسويق الاعمال المحترمة والجادة والهادفة.
بين صعوبة التسويق وتباعد الاطلالات كيف تعيش اميمة الخليل؟
انا متزوجة من الموزع الموسيقي المعروف هاني سبليني ولدينا صبي واحد وزوجي هو المسؤول عني، لدي اطلالات مختلفة، الحمد لله لم اتوقف يوما عن التواصل مع جمهوري العربي سواء من خلال مهرجانات او حفلات موسيقية راقية، ومؤخرا احييت اربع حفلات ضمن امسيات رمضان في مسرح بابل في بيروت كانت ممتازة واضطررنا لإضافة الليلة الرابعة، ولدي حفلات اخرى في الجزائر والمغرب، ومشاركة اضافية مع مارسيل خليفة من خلال بعض الحفلات التي سنقيمها في بعض الدول الأوروبية.
جلت العالم مع مارسيل خليفة وفرقة الميادين، لماذا لم يكتمل هذا التعاون؟
تضحك اميمة وتقول اكتمل كثيرا 17 سنة من العمل مع مارسيل والميادين ولم يكتمل؟ بل ازهر وأينع اغنيات ونجاحات كثيرة حققتها معه، مارسيل مدرسة حقيقية لكل من تعاون معه على كل المستويات فنيا، اخلاقيا، وانسانيا، وهذا التعاون بيننا لم ينقطع ابدا، وسنجدد التعاون من خلال ألبوم جديد نعمل على تحضيره وسيكون لمارسيل بصمة واضحة فيه.
تتعاونين اليوم مع زوجك الموزع الموسيقي هاني سبليني هل ثمة اضافة مختلفة في اسلوب التعامل؟
طبعا ثمة اختلاف بين اسلوب هاني واسلوب مارسيل ولكل واحد خصوصيته وعمله المختلف عن الآخر، انا تربيت فنيا مع مارسيل كالطفل الذي يدخل المدرسة ويتخرج فيها حاملا شهادات عليا، مع هاني ثمة اسلوب مختلف، تجديد تنويع، هاني يحب صوتي ويفهمه كثيرا ويستوحي منه ليعود ويصب فيه، ثم ان علاقتنا الانسانية تجعلنا يفهم بعضنا بعضا بشكل افضل ونعمل على تطوير الجمل اللحنية.
الجمهور يطالبك بأغنيات خاصة جديدة، الا تكتفي بالاعادات وغناء القديم؟
نعم، وانا جاهزة ما علينا سوى الانتظار لشهور قليلة وسيرى عملي الجديد النور وليس فيه اعادات، بل اغنيات جديدة بتوقيع مارسيل خليفة وآخرين.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )