مفرح الشمري
حمد الراشد
المتابع للساحة الفنية الكويتية وتحديدا الغنائية لايمكن أن ينسى بصمات الملحن الكبير خالد الزايد الذي رحل عن دنيانا قبل ايام ولا يمكن ان ينكرها احد سواء على المستوى المحلي او الخليجي وقد فقدت الساحة الفنية الغنائية برحيله المفاجئ فارسا من فرسانها الذين لا يعوضون ابدا لأنه من الملحنين الذين ساهموا بشكل كبير في المحافظة على التراث وذلك من خلال ألحانه الشعبية التي تحمل بين طياتها عبق الماضي الجميل ،حتى في عصر التكنولوجيا لم يتخل الراحل خالد الزايد عن خطه في المحافظة على هذا التراث سواء من خلال ألحانه للأغاني العاطفية او الوطنية.
الراحل الكبير خالد الزايد اشتهر في الساحة الغنائية بأنه مكتشف للنجوم الذين لاتزال اعمالهم الغنائية عالقة في عقولنا مثل الراحلة عايشة المرطة والمطربة رباب والمطرب فيصل عبدالله حيث قدمهم للساحة الفنية بشكل جميل الامر الذي جعل منهم نجوما في الساحة الغنائية كما انه تعاون مع المطربة نوال الكويتية وغيرها من المطربين مثل الراحل غريد الشاطئ وحسين جاسم ومبارك المعتوق وآخرين.
الراحل أبوهيثم عرفته الساحة كشاعر وملحن ومطرب وكان له دور كبير في ابراز مسيرة فرقة التلفزيون من خلال تعاوناته معها في جميع اعمالها الوطنية خاصة بعد تحرير الديرة من براثن الاحتلال الصدامي.
نشأته
من مواليد المرقاب عام 1943، كان في بداية حياته يستمع ويتابع الحفلات الشعبية التي يجد فيها متنفسا للتسلية، وبعد أن أنهى المراحل الدراسية الأولى في الكويت، واصل دراسته عام 1962 في الإسكندرية، وهناك انتقل الى جو جديد، واستفاد من وجوده هناك، وعندما عاد الى الكويت انضم الى المجموعة التي تعلمت الموسيقى على يد احمد علي، وفي عام 1967 قدم نفسه ملحنا في قسم الموسيقى في إذاعة الكويت ليبدأ بعد ذلك مشوار التلحين، ثم انضم الى جمعية الفنانين الكويتيين.
تعاوناته
وفي بداية حياته الفنية تعاون مع العديد من المطربين مثل حسين جاسم، راشد سلطان، غريد الشاطئ وغيرهم، وللملحن خالد الزايد العديد من الألحان الجميلة التي قدمها لكبار المطربين في الكويت، حيث تعاون مع اسماء بارزة، وقدم ألحانا مازالت تتردد على الشفاه، ومن ذلك تعاونه مع المطرب الراحل غريد الشاطئ الذي لحن له اغنية «قلبي ارتجف» للشاعر مبارك الحديبي وتقول كلماتها:
«قلبي ارتجف يوم سمع طرياك من حرتي زادت لواهيبه شيء ارجعني على ذكراك وشيء يتل القلب ويجيبه لوما التردد كان قلبي جساك وكان اوصلك وانت ما تدري به اخاف يوصل لك ولا يلقاك وفي ردته تكثر تحاسيبه» قدّم الملحن الكبير خالد الزايد عشرات الاعمال لكبار المطربين مثل الراحلة عايشة المرطة التي لقبت بملكة السامري وقدمت من ألحان الزايد اشهر اغانيها مثل منسية والبارحة وغيرها الكثير، والمطربة رباب، ومن اعماله الجميلة اغنية «لا تشره علينا» التي قدمها المطرب مبارك المعتوق، المرحلة الثانية التي بدأت مع سفره الى ادواته الفنية، ومن ثم تحديد الاتجاه الفني له، وهي المرحلة التي شهدت نضوجا فنيا لديه، وحققت له نقلة مهمة على صعيد الألحان، وقد تعاون الفنان خالد الزايد مع المطرب فيصل عبدالله في اغنية نالت شهرة واسعة، هي اغنية «غالي» التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي فايق عبدالجليل، ومازالت من اهم الاعمال التي قدمها المطرب فيصل عبدالله:
«غالي حبيبي كان وقليبي مختاره سافر وهو زعلان وانقطعت اخباره ادري اهو مشتاق ومطول الغيبة يصعب عليه الفراق ومعاند قليبه لو ادري بيسافر كان اوقف اترجاه وان ما قبل عذري اروح انا وياه».
آخر الاعمال الغنائية التي قام الفنان الراحل خالد الزايد بتسجيلها بتكليف من تلفزيون الكويت مؤخرا وهي:
ثلاث اغنيات للفنانة الشعبية «رابحة»، عملان غنائيان للفنان الشاب فواز المرزوق، كانت لديه مقطوعة موسيقية بعنوان «عواشة» احياء لذكرى الفنانة الراحلة عايشة المرطة وهي مقاطع لأبرز اعمالها الغنائية وسترى النور قريبا للمستمعين، عمل وطني تم تحضيره لفرقة التلفزيون، لديه لحن عاطفي للمطربة الكويتية الشابة «ماجدة».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )