بيروت ـ ندى مفرج سعيد
شكر «أبوجندل» بطل مسلسل «الاجتياح» الفنان عباس النوري محطة «ال.بي.سي» التي عرضت العمل على شاشتها وانقذته من الظلمة، في حين ارادت الشاشات العربية الاخرى تصويب شاشاتها نحو صحن الفول في شهر رمضان، ووضع النوري سؤالا في رسم الفضائية السورية عن سبب عدم عرضها للعمل كذلك التلفزيون الفلسطيني المعني بالقضية التي تناولها المسلسل.
النوري الذي قال ان جائزة «ايمي اورد» عالمية حيث لا محسوبيات كما في المهرجانات العربية، اشار الى انه سيختار ادواره بشكل مغاير، مؤكدا ان عودته الى «باب الحارة» غير ممكنة وربط العودة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
«الأنباء» التقت النوري على هامش زيارته الى لبنان اثر تكريم المؤسسة اللبنانية للارسال ابطال العمل فكان هذا الحوار:
ان تأخذ الجائزة من اي بلد عربي امر قد نتوقعه ولكن ان تأتي من نيويورك فأمر يدعو الى الاستغراب خاصة ان المسلسل يتناول القضية الفلسطينية؟
الامر فعلا «مفاجأة» على كل المستويات الفكرية والسياسية طبعا، فموقف الرأي العام العربي معروف، بيد ان اللوبي الصهيوني الكبير الموجود في اميركا تحديدا يسيطر على الاعلام، وفي نيويورك بالذات التي هي ملكة الاعلام في اميركا، على المستوى الآخر الفني انا اعتقد ان المسلسل جدير ان يصل الى المراتب الاولى على المستوى العالمي نظرا للجهد الانساني الكبير الموجود فيه، والذي اردنا ايصاله ولا علاقة له بهذا الجهد الانتاجي فقط، في النهاية اجمل واكبر فنون العالم تعتمد على لحظة صدق، وهذه اللحظة كانت موجودة في «الاجتياح» وهي التي اوصلته الى الذهبية ليس فقط في نيويورك، اذ من الممكن ان نصعد الى المريخ.
ما الذي تتوقعه بعد هذه الخطوة؟
التوقع امر صعب لان هذا يتعلق بمعطيات مختلفة، نحن دائما نتمنى ودعني أوضح ان النجاح يجب ان يخرج من التوجه العربي لاننا نمتلك ارثا كبير جدا نحن العرب الحمد لله ان القسم الاكبر من الفنانين مثقفون ولديهم التوجه والاستعداد للنجاح، وهناك مشكلة اذا نجح اي مسلسل عربي او اي فنان عربي، فنادرا ما تجد الفنانين العرب يصفقون لفنانين آخرين الا عبر الصحافة ووسائل الاعلام، فلا نجدهم مثلا يقفون امام الكاميرا كما اقف الآن واقول يا سلام الفن العربي جميلا وان كان بدوني، كلنا فينا عيب في هذه المسألة بالذات، الحقيقة ان «الاجتياح» دخل المهرجانات العربية وحقق حضورا عاليا لكن فوق الطاولة، اما تحت الطاولة فهناك غيره الذي حقق حضورا، وبالتالي خرج الى النجاح في الختامات وهو الذي اخذ في النهاية ما أمكن من جوائز، وتم اهمال «الاجتياح»، طبعا هذا الاهمال لم يكن مقصود او عبر مؤامرة انما هو التقليد الشائع عند العرب دائما، نحن عندنا مشكلة في المهرجانات العربية على حاجتنا لها، وانا معها طبعا، ولكن اصبح من الضروري ان نضع لها عناوين رئيسية تبتدئ بالنقد، والنقد لا يخاف منه الفنان الحقيقي لانه يحتاج اليه، وبالتالي يجب ان تكون المهرجانات مصدرا رئيسيا لعملية النقد.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )