مفرح الشمري
شفت الكل بـ «طلة» بوعدنان، هذه العبارة التي اطلقتها الفنانة القديرة حياة الفهد بكل «حسرة» بعدما لم تجد احدا من رفاق دربها الفني في مسرح الدسمة ينتظرها حتى يتابع حوارها المفتوح مع جمهورها من خلال انشطة مهرجان القرين الثقافي مساء امس الاول ولكن عندما «شافت طلة» بوعدنان العملاق عبدالحسين عبدالرضا ارتاحت كثيرا لأنه «وفي» لزملائه الفنانين الذين رافقوه في مشواره الفني الطويل.
حياة الفهد بكل اعمالها تسجل حضورا حقيقيا للفنانة الجادة التي تحترم نفسها وفنها وتاريخها وهي كذلك كانت في «حوارها المفتوح» خاصة عندما تحدثت عن زملائها وزميلاتها في الوسط فكانت راقية وواضحة في اجاباتها التي وصلت لجمهورها الكثيف الذي اكتظت به قاعة الندوات بمسرح الدسمة، رغم ألمها الشديد الداخلي، ولكن عندما سئلت عنهم اجابت بكل احترام ملتمسة العذر لهم لعدم حضورهم في يوم «تكريمها» ولا حتى في «حوارها» المفتوح ولكن ذكرت: ان وجود الفنان العملاق عبدالحسين عبدالرضا يغنيني عن الجميع.
حياة الفهد التي كانت تتحدث بكل صراحة في هذا الحوار خانتها «العبرة» عندما سألتها «الأنباء» هل عانت من نكران الجميل واجابت عنه بالايجاب سواء من زملائها في الوسط الفني او من اصدقائها في الحياة مشيرة الى ان الله وهبنا نعمة النسيان، وأضافت: انا ما اشيل بقلبي بس يكون عندي موقف من الداخل تجاه اي شخص انجرح منه رغم انني اذا شفته اسلم عليه من باب الزمالة والصداقة التي كانت بيننا!
حياة الفهد ترفض في أعمالها ان تسلط الضوء على «البويات» و«الجنس الثالث» لأنها لا تريد ان تعطيهما اي اهمية في الحياة، طالبة من وزارة الداخلية ان تتخذ اشد العقوبات بحقهم حتى يكونوا عبرة للناس مستغربة في الوقت نفسه من بعض الاعمال الدرامية الكويتية التي تسلط الضوء علــى مثـل هـــذه الفــئة المنبوذة في المجتمع والتي تسيء للمجتمع الكويتي.
حياة الفهد ترفض حاليا الوقوف على خشبة المسرح لأنه اصبح ماديا بحتا وان جمهوره تغير كما انها تخاف من ان تكتب للطفل لأن الطفل مقلد بطبعه وتركت المجال للمختصين بذلك، على ان تقوم بتجسيد ذلك على الشاشة.
وتحدثت الفنانة القديرة حياة الفهد عن بداياتها الفنية، حيث دانت بالفضل لعائلة بوجسوم التي اخذت بيدها وجعلوها ضمن اسرتها الفنية كما كانت من اولى الفتيات الكويتيات اللاتي شاركن في التمثيل على خشبة المسرح ورغم التعليقات التي وصلت اليهن الا انهن ثابرن حتى استطعن ان يغيرن المفاهيم الدارجة عند الجمهور في تلك الفترة.
واشارت الى انها تجد نفسها كثيرا في الأعمال التراثية وانها حريصة على اعطاء الفرصة للشباب حيث يطلق عليها نصيرة الشباب لأنها تحرص على مشاركتهم في اعمالها التراثية.
وطالبت الفنانة القديرة حياة الفهد بنقابة للفنانين حتى يستطيعوا من خلالها التصدي لكل من يريد الاساءة للكويت من خلال الاعمال الدرامية والتخلص من الدخلاء في الوسط الفني سواء من فنانين وفنانات او كتاب ومنتجين.
يذكر ان الفنانة منى شداد كانت عريفة الحفل وقد تحدثت عن مسيرة الفنانة القديرة حياة الفهد وعطائها الكبير في الحركة الفنية الكويتية، بينما تصدت الفنانة احلام حسن لإدارة الحوار بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بــدر الــرفاعي وعدد كبـير مـن الإعـلامييــن والقـنوات الفضائية.
فيلم توثيقي لـ «حياة» الفن
عرضت إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فيلما توثيقيا للفنانة القديرة حياة الفهد تضمن العديد من اعمالها الفنية سواء كانت مسرحيات او اعمالا درامية مثل «فلوس ونفوس»، «للأمام سر»، «على الدنيا السلام»، «خالتي قماشة»، «الغرباء»، «الخراز»، كما تضمن الفيلم مشاهد فوزها في جائزة الشهيد فهد الأحمد للدراما التلفزيونية، بالاضافة الى مشاهد وهي تتسلم جائزة الدولة التقديرية التي فازت بها مؤخرا.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )