دمشق - هدى العبود
في بداية حوارنا مع الممثلة السورية ريم عبدالعزيز المقيمة منذ عدة سنوات في العاصمة المصرية القاهرة تحدثت عن الفن كمهنة وهواية مؤكدا انها تعشق التمثيل ولا شيء يشغلها عنه، وقالت: إذا كان التمثيل مهنتي فإن إخراج الڤيديو كليب هوايتي، ويلبي حاجة في داخلي لأنني أيضا أعشق الموسيقى والغناء، «الأنباء» التقت ريم فكان هذا الحوار:
كيف تقيمين دور المرأة في الدراما السورية؟
الأدوار النسائية في الدراما السورية بالرغم من كثافتها وتنوع شخصياتها لاتزال تدور حول الرجل، ونحن نسعى لإيجاد نصوص تكتب للنساء ولكنها بكل أسف قليلة جدا، ولهذا مطلوب من الكتّاب المعنيين بالشأن التلفزيوني أن يلتفتوا أكثر لمشكلات جديرة بالاهتمام وتتعلق حصريا بالمرأة وهمومها ومشاكلها، وما أكثرها هذه الأيام.
كيف استطعت أن تتأقلمي مع أسلوب عمل المخرجين المصريين في أعمالك التلفزيونية والسينمائية الأخيرة؟
عندما اشتغلت مع الدراما المصرية لم أبدأ معهم من الصفر، فأنا فنانة سورية معروفة وفي رصيدي أكثر من سبعين مسلسلا تلفزيونيا سوريا وبالتالي أمتلك الخبرة، والأدوات الفنية، والموهبة موجودة أساسا ولولا ذلك لما دخلت الفن أصلا وأنا طالبة في السنة الأولى بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة دمشق، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى أنا فنانة قابلة للتعلم والتكيف مع ظروف العمل، وأعتقد أنني في عملي الأول مع الدراما المصرية وتحديدا في مسلسل «رحلة التبريزي» قدمت صورة جيدة عن الفنان السوري.
ما الذي قدمته لك الدراما المصرية، وقبلها الدراما السورية؟
بداية لابد من القول أن الدراما والاعمال السورية هي التي قدمتني للمشاهد العربي، وبالتالي حققت انتشارا مقبولا، وبالنسبة للدراما المصرية فهي قد أضافت لي رصيدا فنيا كبيرا وحققت لي انتشارا عربيا أوسع، خاصة وأن أهل مصر يشكلون ثلث عدد سكان الوطن العربي تقريبا والدراما المصرية عريقة وقديمة، والعمل فيها يمثل فرصة ذهبية لأي فنان عربي عليه أن يقتنصها.
تعرضت أدوارك الأخيرة في الدراما المصرية لكتابات نقدية عديدة، فما نوع النقد الذي لا يزعجك؟
في العموم أنا مع كل كتابة نقدية موضوعية لأي عمل فني، فهذه النوعية من الكتابات تفيد الخط الدرامي الفني لكل فنان وتنير له طريقه في تجربته الفنية، وفي العموم النقد البناء لا يزعجني، لأن الموضوعية مطلوبة في تقييم العمل وأداء الفنان وبالنسبة لي، لم أنزعج يوما من تلك النوعية من الكتابات، بل بالعكس أخذت في الكثير منها، ومن الملاحظات التي وجهت إليّ حيال بعض الأدوار التي جسدتها، خاصة عندما تكون هذه الكتابات صادرة من أجل الأفضل، وعن حب، أما الحقد والحسد اللذان يختبئان تحت كلمة «نقد» فلا أقبل بهما لأن هذا لا يكون نقدا.
كيف تنظرين إلى العمل الفني المشترك؟
أنا ومنذ بداياتي الأولى كنت متحمسة كثيرا لأي عمل فني مشترك، وهذا كان مبرر قبولي للعديد من المسلسلات الخليجية، في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، وأعتقد أنني شاركت في النسبة الكبرى من تلك الأعمال المشتركة التي زاوجت بين الفنانين السوريين والفنانين العرب ومنها: رمضان من تاريخنا، أبو زيد الهلالي، رحلة الانتقام وغيرها، من المسلسلات البدوية الخليجية.
أنت فنانة متجددة دائما، فمن التمثيل إلى الغناء في بعض المسلسلات إلى الانتقال إلى إخراج الكليبات وسؤالي: هل تحبين الهروب من الواقع؟
الواقع جميل، ولكن يجب أن تكون لدى الفنان فسحة من الخيال ليفرغ فيها كل ما في نفسه وما يقدمه الخيال لا يستطيع أن يقدمه الواقع في كثير من الأحيان، وهذا ما يفسر انتقالي من حقل إلى حقل في الجانب الفني، ولو أن وضعي كممثلة يبقى الارتكاز الأولى في حياتي المهنية، وأما الإخراج، أو الغناء، فهو نوع من الهوايات أحب أن أمارسها بين وقت وآخر ليس إلا.
أخيرا، هل تبررين لزملائك وزميلاتك من الفنانين السوريين الذين يشاركون في عدة أعمال في الموسم الواحد؟
بكل أسف، الفنان السوري مضطر للمشاركة في عدة أعمال في موسم واحد، لأن أجر الدور في الدراما السورية بسيط ولهذا السبب فنحن نطالب النقابة، أي نقابة الفنانين السوريين بوضع سلم أجور محدد للفنانين يكون عادلا ومجزيا، وعندئذ لا يضطر الفنان السوري إلى القيام بعدة أدوار في موسم واحد.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )