تأتي استعدادات مهرجان هلا فبراير 2009 وسط توقعات بحدوث انتعاش في قطاع السياحة وتعزيز مكانة الكويت على الخريطة السياحية في المنطقة وتحقيق طفرة اقتصادية حقيقية بعد ان خيمت تداعيات الازمة المالية العالمية على الاداء الاقتصادي قبل نحو 4 شهور.
واكدت شخصيات اقتصادية وسياحية ان هناك حاجة ملحة للعمل على توفير الكثير من الامكانيات للمهرجان وتقديم مجموعة افكار جديدة ومتميزة قادرة على الجذب السياحي، بعيدا عن شعارات لا تحمل في جوهرها المضمون الحقيقي للعمل.
وركزوا في حديثهم على ضرورة دعم الدولة لتلك المهرجانات لما فيها من تميز في طرح الخصومات والمنتجات المعروضة، وكذلك التشديد في الرقابة على الاسعار بما يضمن تقديم منتج سياحي راق قادر على جذب الافراد.
وتوقعوا ان يكون هناك تنوع في اداء مهرجان هذا العام بما يلائم العمل الاقتصادي المشترك خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذي طالبوا فيه بضرورة العمل على تبني آليات عمل وبرامج متطورة في تنظيم مهرجان السياحة والتسوق في دول المنطقة بما يتناسب مع الواقع الكويتي.
وقد اكد استاذ الاقتصاد في كلية العلوم الادارية في جامعة الكويت د.صادق البسام ان مهرجانات التسوق والسياحة عادة ما تحقق الانتعاش الاقتصادي وتعيد الحيوية الى الكثير من القطاعات الاقتصادية وتضع الدولة على الخريطة السياحية اقليميا وعالميا.
وقال ان المهرجان المزمع اقامته في الكويت نهاية يناير الجاري فرصة حقيقية لتلاقي الكثير من النشاطات السياحية لتطوير وتحديث الامكانيات الاقتصادية للدولة، معربا عن اهمية تبني الدول للبرامج المقدمة وتقديم كل الخدمات اليه حتى يخرج بالصورة المرجوة دون اي سلبيات.
ودلل البسام على ما ذكره بالقول ان امارة دبي استطاعت تعزيز وترسيخ مكانتها السياحية من خلال مهرجان دبي للتسوق، والذي اعطى دفعة قوية لمختلف القطاعات الاقتصادية بالامارة ووضعها ضمن اطر صحيحة، الامر الذي رسخ مكانتها كوجهة رئيسية للسياحة والتسوق في المنطقة، وعليه بات الاقتصاد في دبي لا يعتمد كليا على قطاع النفط، وأصبح لقطاعات اخرى كقطاعي السياحة والسفر دور بارز وأساسي في نمو الاقتصاد وتعزيز مقدرته على مواجهة التحديات وتقلبات اسعار النفط.
وبين ان نقل التجارب الناجحة والاستفادة منها في واقع عمل المهرجان قد يكون مفيدا للغاية في العمل خلال المرحلة المقبلة، وذلك وفق الضوابط المرعية في هذا الاطار خلال الفترة المقبلة.
كما اشار مدير التسويق والمبيعات في شركة ناشيونال لخدمات الطيران هشام عطرة الى اهمية مهرجانات التسوق في دفع الحركة السياحية وتطوير انشطتها بما يعود بالنفع على الاقتصاد وعلى العاملين في القطاعات الخدمية المكملة في الوقت الراهن.
وقال ان المهرجانات تضيف بلا شك حيوية في العمل الاقتصادي على القطاعات الخدمية الاخرى، ومنها خدمات الطيران والتي تتأثر بحركة الطيران يوميا، مشيرا الى انه كلما كان برنامج المهرجان متنوعا وقادرا على الجذب، حقق مزيدا من النجاح، مؤكدا ضرورة تميز المهرجان بخصومات كبيرة تجعل الافراد من مقيمين ومواطنين يقبلون على المنتجات الموجودة، وذلك في اطار العمل على توفير اكبر قدر ممكن من الجذب السياحي في المنطقة.
وتوقع عطرة ان يحمل برنامج هذا العام افكارا جيدة تناسب حجم الازمة المالية التي يواجهها الاقتصاد والذي بات بحاجة واضحة الى تنويع قدراته بعيدا عن الايرادات النفطية.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )