عبدالحميد الخطيب
«السيد» هو عنوان المسرحية التي قدمتها فرقة الجيل الواعي علي مسرح الدسمة مساء أمس الأول ضمن العروض الرسمية لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي في الدورة السادسة.
المسرحية من فصل واحد وتعرضت لقضية الاستبداد والتسلط والتضحية والحب وذلك من خلال شخصية «السيد» يوسف الحشاش، و«الدكتور» علي كاكولي، و«الخادم شعبان» عصام الكاظمي.
أحداث المسرحية دارت مع طرق الدكتور على باب أحد المنازل فيفتح له الخادم ليدخل وهو يرتجف من الخوف والبرد ويسأله السيد ماذا بك يا رجل؟ فيقول الدكتور لقد تهت واصطدمت سيارتي بشجرة ولم أجد غير بيتكم في هذه الغابة الموحشة لألجأ إليه، فيرحب به السيد ويدعوه لشرب الشاي وان يجلس بجوار المدفأة والدكتور يقول «لن أنسى لك هذا المعروف أبدا»، ويسأله السيد الذي يدعى «جورج»: أنت دكتور في أي مجال؟ فيجيبه: أنا مجالي التاريخ خصوصا تاريخ العلوم عند العرب واهتم بالبيروني تحديدا.
فيقول له السيد: أتحب اللعب؟ فيجيب الدكتور: لا مانع عندي من بعض التسلية، فيسأله: بأي أنواع اللعب تحب ان تبدأ؟ فيقول له: كما تشاء، فيقترح السيد جورج ان يلعبا الورق، وبالفعل يبدآن في اللعب ولكن الغريب ان السيد جورج هو الذي يربح باستمرار فيعترض الدكتور على هذا الأمر، فيثور السيد جورج ويقول للدكتور: لا تعترض فأنت في بيتي وأنا من يضع القوانين هنا فنحن السادة الذين نضع القوانين ونقرر متى نربح ولا نحب الخسارة، وهنا يسأل الدكتور: هل ستغضب إذا توقفت عن اللعب خصوصا ان مالي نفد.
فيجيب السيد بعصبية: نعم ولكن يمكنني أن أقرضك.
هنا يثور الدكتور ويهم بالمغادرة، لكن الخادم شعبان يمنعه ويعود مجددا للعب رغما عنه ويجبره «جورج» على ان يناديه بـ «سيدي» ويقول له: سأتركك عندما يأتي البديل لك.
وتمر السنون ويكبر السيد والدكتور وشعبان، وفي أحد الأيام يمر أحد الشباب واسمه سلمان «حسين سالم» وكان تائها في الغابة ويدخل البيت وهنا ينشرح صدر الدكتور لأن البديل قد جاء ولكنه يتردد في الخروج من البيت بعدما علم بما حدث لزوجته وانها عملت كمطربة وتزوجت غيره فيقرر البقاء مع السيد وانقاذ ذلك الشاب الباحث عن الحياة والحب فيضحي الدكتور بنفسه من أجل هذا الشاب وينتهي العرض على وفاة كل من السيد والدكتور والخادم في المنزل المنعزل في تلك الغابة التي شهدت تسلط وتجبر السادات على الضعفاء التائهين.
حب وتضحية
العمل حسب ما سبق جمع بين فكرة التسلط والجبروت من قبل السيد والحب والتضحية من قبل الدكتور في محاولة لإيصال رسالة مفادها اننا يجب ألا نرضخ وان نكون قادرين على مواجهة الظلم حتى لا نفقد أعز ما لدينا ونندم بعد فوات الأوان.
العمل جاء قويا ووضح فيه احترام فريق العمل التام للمسرح خصوصا ان فرقة الجيل الواعي لها باع طويل في المسرح الأكاديمي حيث استطاع المخرج صالح الدرع في ثاني تجربة اخراجية له ان يفرض رؤية واضحة جذبت الجمهور رغم عدم استغلاله كل فضاء المسرح واطالته في بعض اجزاء العرض ولكن التماسك في عناصر الاضاءة والموسيقى وأداء الممثلين ساهم بانقاذه من الوقوع في فخ الرتابة.
يذكر ان عرض الليلة سيكون مع مسرحية «إعادة تصنيع» لجامعة الكويت وهي من اخراج نصار النصار وتأليف فاطمة المسلم وستكون على خشبة مسرح الدسمة الثامنة مساء.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )