عبدالحميد الخطيب
وسط كومة من الخردة حاول فريق مسرحية «إعادة تصنيع» لجامعة الكويت كشف ما يجري في الحياة من مشكلات ومدى قدرتنا على مواجهتها والتغلب عليها، وذلك في اليوم الرابع للمسابقة الرسمية لمهرجان الخرافي لابداع المسرحي بدورته السادسة.
فكرة المسرحية التي كتبتها المؤلفة فاطمة شملان المسلم تدور حول مجموعة من الأشخاص اجتمعوا في مكان واحد ولكل منهم آماله وطموحاته التي يحاول ان يحققها وسط كم المعضلات التي تقف أمامه.
وهؤلاء الأشخاص هم «المخترع» حسين الحسن و«المساعد» حامد النصار و«الجنرال» علي بولند و«المتذمر» صالح القلاف و«المخلص» منصور حسين المنصور.
الحوار يبدأ مع «المخترع» ومساعده اللذين يحاولان ايجاد اختراع جديد، وبالفعل ينجحان ويضمانه الى كومة الخردة التي ملأت خشبة المسرح، وفجأة يخرج «الجنرال» ويطلب من «المخترع» ان يساعده في العودة الى ما كان عليه ويسأله «المخترع» ما الذي كنت عليه؟ فيجيب «الجنرال»: لقد كنت مع جنودي من أقوى الرجال كنا كالعاصفة نقتلع كل ما أمامنا، حماسنا لا ينطفئ، ننطلق ونقاتل بكل جرأة، لكننا هزمنا في احدى المعارك فنبذونا وطردونا ونسوا اننا انتصرنا مائة مرة ولم نهزم إلا مرة واحدة.
وأثناء حوارهما يدخل «المتذمر» الذي يبدو كأنه إنسان آلي يحتاج الى ضبط برمجته ليتحدث معهما عما حدث له في الماضي، وفجأة يكتشفون وجود أحد الأشخاص مختبئا في قـطـــعة خــردة ويخرجونه ويسألونه: من أنت: فيقول لهم: لا أعلم لقد تركني صغاري هنا، فيقترح «المخترع» ومساعده و«الجنرال» ان يحاولوا اختراع شخص يجمع أملهم ويكون شابا حتى يستطيع ان يصل الى الآخرين ويواصل ما لا يستطيعون مواصلته، خصوصا انهم حبيسو هذا المكان، وأثناء انشغالهم بالتفكير في الاختراع يحاول «المخلص» ان يتصل بقيادته فيكتشف الجميع أمره وانه جاسوس فينقلبون ضده ويحاولون ان يستقطبوه لهم، لكنه لوفائه ورغبته في تنفيذ الأوامر لا يرضخ.
وهنا يدور صراع بين الأبطال ينتهي باكتشاف «المخلص» ان قيادته أرسلته لهذا المكان لكي تتخلص منه ويقرر الجميع ان يتعاونوا للخروج من هذا المكان الذي وصفوه بالمعتقل بكل ما عندهم من أمل وان يبدأوا من جديد من اجل حياة أفضل.
الفكرة العامة من العرض رغم انها لم تقدم جديدا وكانت مزعجة في بعض الأوقات ووصفت من قبل الجمهور بأنها فيلم كارتون، إلا انها قدمت معالجة مميزة لكيفية مواجهة المشاكل باستخدام ارادتنا الإنسانية من خلال مجموعة من المواهب الشابة التي سعت الى ان توصل موهبتها للجمهور بكل طاقاتها.
باختصار لقد كان السؤال المطروح في مسرحية «إعادة تصنيع» هو: لماذا لا نستخدم إرادتنا في مواجهة المشاكل؟ وقد أجاب أبطال العمل عن هذا السؤال عندما تعاونوا على ايجاد حل للوصول الى هدفهم وتحقيق آمالهم.
ولا ننكر هنا التطور الكبير في اسلوب النصار الذي استخدم في العمل «سينغرافيا» متماسكة واستطاع ان يستغل جميع امكانيات الممثلين في العمل.
يذكر ان العروض الرسمية لمهرجان الخرافي المسرحي السادس ستختتم الليلة مع مسرحية «تاتانيا» لفرقة مسرح الخليج وغدا السبت راحة والاحد المقبل سيكون حفل الختام وتوزيع الجوائز.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )