مفرح الشمري
اختار المخرج البحريني خالد الرويعي عرض مسرحيته «المحمل» ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح الخليجي في دورته العاشرة على مسرح مستطيل في مقر الامانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حتى يصبح المتلقي شريكا في احداث العمل بدلا من دور المحايد، ورغم ذلك ظل الجمهور على جانبي فضاء العرض بلا أي تفاعل حقيقي مع العمل الذي كتبه الشاعر علي الشرقاوي، وكان يتفرج على الممثلين و«يتأفف» من «الوقفة» ومن رتابة العمل والايقاع البطيء الذي سارت عليه احداث المسرحية.
ضيق المساحة
أحد أهم أسباب «الملل» الذي انتاب الجمهور خلال العرض كان «ضيق المساحة» المخصصة للجمهور ما دفع الكثير من الضيوف للعودة الى مقر اقامتهم نظرا لضيق المكان الذي أزعج الحضور وقيد حرية تحرك الممثلين.
كما أدى «ضيق المساحة» ادى الى ضياع اصوات الممثلين وتقيد حركتهم بشكل لافت للنظر.
فكرة المسرحية
الفكرة الرئيسية لـ «المحمل» تتمحور حول النزاع بين «النوخذة» و«البحارة» حيث يريد «النوخذة» السيطرة عليهم ما يدفع بأحد «البحارة» لثقب «المحمل» بناء على ايعاز من زميله «البحار» الشرير وعند بلوغ الصراع ذروته تهب عاصفة قوية يلتحم بعدها الطرفان للخلاص من هذه الكارثة التي حلت بهم فعادوا واجتمعوا في وجه الخطر.
الديكور
ديكور المسرحية يميل الى الواقعية وقد كثّف المخرج الكثير من مفردات البيئة البحرية مثل «الحبال» و«الخوص»، والمصابيح اليدوية محققا ما يشبه سطح السفينة.
شخصيات العرض
معظم شخصيات العرض المسرحي وهم «النوخذة» ابراهيم بحر، «النهام» زكريا الشيخ، «البحار» ابراهيم خلفان، «سلوم» خليل الرميثي، «سعدون» احمد جاسم، شخصيات واقعية يختلط فيها الضعف والقوة، الخير والشر ولا يستثنى من ذلك سوى «نورة» شيخة زويد ابنة النوخذة و«الراوي» عبدالله السعداوي، فهما شخصيتان موجودتان على ظهر السفينة على سبيل «الخيال»، فالفتاة ترمز الى الأمل والحلم والمستقبل والمعاني النبيلة، أما «الراوي» فهو امتداد لـ «الكورس» في المسرح الكلاسيكي كشاعر ومعلق على الاحداث وضمير العرض.
«المحمل» تحمل بين طياتها افكارا جميلة، لكن المخرج لم ينجح في إبراز جمالها مسرحيا ولو فكّر في عرضها مرة أخرى فهو يحتاج الى إعادة نظر جذرية في الإضاءة والمؤثرات الصوتية والديكور والحركة.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )