- فاطمة الأمير: شرف لنا أن نُخلّد ذكرى شهدائنا الأبرار في عمل فني ضخم
- العنزي: «أوبرا ديرة» تنطلق من الأقوال المأثورة لسمو الأمير تجاه الشهداء
- البغيلي: سأجمع بين نمط الأوبرا المعروف والرؤية الفنية الشرقية
- العبدالمحسن: «أوبرا ديرة» نقطة مضيئة في تاريخ الحركة الفنية في الكويت
عبدالحميد الخطيب
في خطوة جديدة، تضاف الى سجله الحافل بالعديد من المشاريع التي تهدف الى تكريم وتخليد شهداء الكويت الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، أعلن «مكتب الشهيد» عن إقامة أول عمل أوبرالي في الكويت، تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والعمل بعنوان «أوبرا ديرة... نبقى كويتيين».
وفي هذا الصدد، قالت الوكيل المساعد، المدير العام لمكتب الشهيد، فاطمة الأمير، في المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء أمس الأول للاعلان عن تفاصيل هذا الحدث الضخم: «العمل يجسد حب الوطن، وهو عنوان «نبقى كويتيين»، وهي الكلمة التي نرددها لدار الأمن والأمان، دار العز والوفاء، كما كتبها الشهداء بدمائهم الطاهرة وفدوها بأرواحهم، فحقا علينا أن نفخر ونحتفل بهم في كل مناسبة، وخاصة في احتفالاتنا الوطنية، حيث ان من أهم أدوار «مكتب الشهيد» بالإضافة لرعاية ذوي الشهداء، تخليد شهدائنا من خلال استذكار بطولاتهم تذكيرا لحبنا لهذه الأرض، وتأكيدا لروح الولاء لوطننا الحبيب واعترافا بفضل من ضحوا بأرواحهم في سبيل وطننا الغالي الكويت وسنكون يدا واحدة لحفظ هذا الوطن».
وأضافت الأمير: «في كل عام ينتهج المكتب القيام بعمل تخليدي معين، وفي هذا العام كان لنا شرف التعاون مع مجموعة من الأساتذة تشجيعا للشباب الكويتي على الإسهام بالأعمال الفنية الوطنية التي تعمل على بث الروح الوطنية وتعكس مدى ثقافة الكويت وحضارتها في تنفيذ «أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين» والتي ستقام خلال احتفالات الأعياد الوطنية، ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام صاحب السمو الأمير على رعايته لهذا العمل الفني والوطني الذي آمل أن يكون بمستوى يليق بهذه الرعاية، مستدركة: «كما أشكر وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح الصباح، على دعمهما لكل أعمال المكتب ورسالته»، آملة أن تنال الاوبرا الاعجاب وان يصل صداها الى أبعد مدى، قائلة: «ستعرض «أوبرا ديرة» لثلاثة أيام وإذا وجدنا الصدى المرجو داخل الكويت، قد نقوم بعرضها في الخارج لأنه شرف لنا ان نخلد ذكرى شهدائنا الأبرار في عمل فني ضخم يراه العالم كله».
ملاحم وبطولات
وتحدث مؤلف النص الدرامي لتخليد ذكرى الشهداء د.علي العنزي، موجها الشكر لقيادات الديوان الأميري و«مكتب الشهيد» على احتضانهم ورعايتهم لهذا الحدث الوطني الضخم، وقال: «أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين» تسير على خطى ما سطرته الحكومة الرشيدة من رعاية كريمة لأبنائها أبناء وذوي الشهداء وتخليد ذكراهم، حيث يحاول العمل تسطير ملاحم بطولاتهم، بأقلام وألحان كويتية، تنحني لهم إجلالا وإكبارا لمنزلتهم، مستذكرين في هذا السياق الملحمة التي يسطرها على هذا الصعيد، سمو أمير البلاد «القائد الإنساني» الشيخ صباح الأحمد، ومن قبله حكام الكويت جميعا لرعاية أبناء الشهداء».
وتابع العنزي: «يستوحي العمل حكاياته من وحي حكايا شهداء الكويت عامة، بما فيها ملحمة بيت القرين، واستشهاد الشهيد الشاعر فايق العبدالجليل، ومجموعة أخرى من الشهداء ممن افتدوا الكويت بأرواحهم، وما هذا العمل إلا جزء يسير من الدور الوطني للفنانين الأكاديميين والموسيقيين الكويتيين، تعبيرا عن مشاعر الإخلاص والولاء الحق لوطننا الطيب، حيث ينطلق المشروع من القول المأثور لسمو الأمير «إن ثروة الوطن الحقيقية تكمن في شبابه، فهم عدته وعماده وأمله في بناء حاضره ومستقبله»، مستذكرين حرص سموه الدائم على الابتهال إلى المولى عز وجل أن يتغمد بواسع رحمته ومغفرته شهداء الكويت الأبرار، ويسكنهم فسيح جناته، وينزلهم منازل الشهداء».
وقال العنزي: «مشروع «أوبرا ديرة»، يصور أن من ارتبط بنبض الأرض ورائحة التراب وتمسك بجذور الوطن والتاريخ ودافع بكل إخلاص وثبات ونال شرف الشهادة واختار الخلود في رحاب سماء الكويت الأبية، كاشفا عن أن عروض «أوبرا ديرة» ستكون لمدة ثلاثة أيام «22 و23 و24 فبراير المقبل»، اليوم الاول لكبار الضيوف والثاني لأهالي الشهداء والثالث مفتوح للجمهور.
لحن وحكاية
من جانبه، قال المؤلف الموسيقي د.رشيد البغيلي: «العمل يعد أول تجربة كويتية لتقديم عمل أوبرالي، ويتميز بأن موضوعه كويتي، حيث نخلد من خلاله بطولات وملاحم شهداء الكويت، مستطردا: رؤية «أوبرا ديرة» جديدة، حيث سنجمع فيها بين نمط الأوبرا المعروف القائم على الجمع بين الإمكانيات الصوتية بأسلوب غنائي أوبرالي إيطالي والذي يعرف بـ «البيلكانتو»، وبين رؤية فنية وأسلوب موسيقي غنائي شرقي، مضيفا: «تقوم الأوبرا بشكل أساس على لحن وحكاية، وبكل صدق، فإنني لم أجد ملحمة تضاهي ملحمة شهداء الكويت وقصص بطولاتهم وتضحياتهم، لهذا السبب فقد تم بناء العمل من وحي القصائد التي كتبها هؤلاء الأبطال وفي مقدمتهم الشاعر الشهيد فايق العبدالجليل وغيره من الشعراء الذين فدوا الكويت بفنهم». ومضى د.علي العنزي يقول: «أوبرا ديرة» ستتكون من اوركسترا سيمفوني كويتي، يقودها المايسترو الهولندي إستاين سافينيرز، وذلك بمشاركة عازفين من عدة دول مهمة، منها هولندا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وأخيرا وليس آخر الشقيقة مصر، وهو ما يؤكد أن الأوبرا فن عالمي، حيث ستستمعون إلى الموسيقي الكويتي يعزف إلى جوار شقيقه العربي ونظيره الأوروبي».
القائد الإنساني
بدوره، تحدث مخرج الأوبرا المرتقبة د.فهد العبدالمحسن، قائلا: «أوبرا ديرة» تأتي لتكمل المشهد الحضاري لكويت الإنسانية، برعاية كريمة من «القائد الإنساني» صاحب السمو الأمير، فدولة الكويت لاتزال منارة حضارية مشعة، وحاضنة إنسانية متألقة لمختلف الفنون والثقافات، وإننا اليوم وبالتعاون مع «مكتب الشهيد» نطلق تجربة فنية جديدة نستكمل من خلالها الدور الحضاري للكويت الذي أسسه الرواد، مستمدين الشموخ والوعي من شهدائنا الأبرار، إذ بروح العطاء والإصرار تأتي هذه المبادرة الفنية لفريق أوبرا ديرة، والتي ستنبثق من التجربة المريرة التي مر بها الوطن الغالي منذ نشأ وحتى 2/8/1990، مستلهمين درسا مهما كتبه شهداؤنا بدمائهم الزكية على صفحات الكويت، ليسطروا السيمفونية الأهم، سيمفونية التضحية والفداء، مخلدين المقولة الشهيرة «تبقى الكويت ونبقى كويتيين».
وأردف العبدالمحسن: لم يكن سهلا علينا مجرد التفكير بما سنقدمه للشهداء أمام تضحياتهم في محنة الوطن، فبعد رحلة التأمل والاعتكاف لشهور طويلة بغية الوصول لملحمة فنية وطنية لائقة، جاء الوقت للإعلان عن فكرة تدشين أول أوبرا كويتية، وفق المقاييس العالمية، آخذين في الاعتبار الهوية الكويتية، لتكون «دراما موسيقية سيمفونية»، يتم من خلالها تطويع فن الأوبرا للبيئة وللثقافة الكويتية، مع الالتزام بالمعايير والمواصفات الفنية العالمية على مستوى جميع العناصر الفنية للأوبرا، مكملا: «ولترى تلك المبادرة الوطنية النور وتدخل حيز التنفيذ، كان الأمل كبيرا في بيت الشهداء الكبير متمثلا بـ «مكتب الشهيد» ومن ورائه الديوان الأميري، والذين تفاعلوا بجدية مع مبادرتنا وثمنوا بوعي تام حجم التجربة ورصانتها الفنية وأهميتها الحضارية، وأشكر هنا فاطمة الأمير الوكيل المساعد لـ «مكتب الشهيد» بالديوان الأميري، التي ساندت مبادرتنا الفنية، ووفرت كل السبل لنجاحها، كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر والعرفان لجميع الأخوة والأخوات العاملين بمكتب الشهيد الذين شكلوا أرضية صلبة لهذا المشروع».
فريق كبير
وردا على سؤال «الأنباء» عن الأسماء التي ستشارك في الأوبرا من الكويت، قال العبدالمحسن: لدينا فريق كبير من الكويت، يضم فنانين ومغنين أوبراليين وكورال وسينوغرافيا وديكور وازياء وغيرهم، ومنهم: د.فاضل المويل، د.حسن المهنا، د.ابتسام الحمادي، د.محمد الزنكوي، د.خلود الرشيدي، د.حسين الحكم، خالد أمين، أحلام حسن، عبدالله الزيد، محمد الحملي، حنان السماك، عبدالرحمن المحميد، د.بدر آل هيد، أيمن عبدالسلام، عذاري العوضي، يوسف المنصور، عبدالوهاب القطان، وائل الخراز، عبدالله الضليعي، لوبانة القنطار، نورة القملاس، احمد الكندري، عبدالرحمن المحميد، عبدالله المراغي، فتحي الصقر، وأوجه لهم الشكر لدورهم وروحهم الوطنية العالية وحسهم الفني الرفيع، والإحساس العالي بالمسؤولية تجاه هذا الحدث الفني الوطني بكل تفاصيله وعناصره، متمنيا أن يشكل حدث «أوبرا ديرة» نقطة مضيئة في تاريخ الحركة الفنية في الكويت، وانطلاقة جديدة تضاف للإرث الثقافي والفني الذي سعى الرواد لتكوينه وتمكينه للمساهمة في بناء الإنسان.
وحول عدم ضم الصوت الاوبرالي الكويتي أماني الحجي لنجوم «أوبرا ديرة»، قال د.رشيد البغلي: أماني صوت كويتي قوي ومشهورة في فن الاوبرا، ولكن الاستعدادات لـ «أوبرا ديرة» أخذت وقتا طويلا جدا ومجهودا شاقا، فمنذ شهور ونحن نواصل العمل لإنجازها مع مجموعة فنانين تم اختيارهم لهذه المهمة، وكل التقدير لمنية الحجي ونتمنى ان تشاركنا في أعمال قادمة.
الجدير بالذكر ان المؤتمر حضره عدد كبير من أعضاء هيئة تدريس معهدي المسرح والموسيقى وفي مقدمتهم عميد معهد الموسيقى د.محمد الديهان، وعدد من الفنانين المشاركين في «أوبرا ديرة» ومنهم خالد أمين، أحلام حسن محمد الحملي وآخرون.