خلود أبوالمجد
ضمن عروض المهرجان العربي لمسرح للطفل، عرضت فرقة «بالك ستسج قروب» مسرحية «حكاية سنفور» التي أخرجها الفنان محمد الحملي وشارك في بطولتها إلى جانبه الفنان عبدالعزيز النصار، وفهد البناي وهبة الدري وعصام الكاظمي، والتي كانت تدور في فحواها حول أهمية وضرورة نبذ الأنانية والرغبة في معرفة كل شيء، والتركيز على معنى الأخوة والصداقة في المجتمع والتي تساعدنا في التغلب على قوى الشر التي قد تحيط بنا، وذلك ضمن قيم تربوية كثيرة في العرض المسرحي.
طريقة دمج الجمهور مع أحداث المسرحية طريقة صحيحة، إلا أنه لا يتطلب تواجده في كل مشاهد العمل المسرحي، وكذلك استخدام الافيهات التي تستوحى من الأغاني او المواقف المتواجدة في الحياة، حتى وإن كنا متأكدين من سهولة فهمها من قبل الأطفال، وهذا ما كان يدور ويتواجد في عرض أمس الأول (حكايات سنفور) طوال الوقت بين الحملي والفنان فهد البناي، ما أضاع الفكرة الأساسية المتواجدة في النص، خاصة مع العدد الكبير من الجمهور الذي تواجد داخل مسرح الدسمة، جعل كثيرا من الجمهور يفترشون الأرض في المسرح.
التيمة المتواجدة في العرض ليست تلك العقدة التي لا يسهل فهمها على عقلية الأطفال من الجمهور، فهي تدور حول قيم الخير المتمثلة في السنافر، وقوى الشر المتمثلة في شرشبيل، فنشاهد بابا سنفور يخرج على السنافر في عيدهم ليخبرهم بأنه بصدد تحضير مفاجأة لهم، ويحاول «سنفور ملقوف» التعرف عليها دون أن يدري أحد وينجح في هذا، ويكتشف أن المفاجأة ما هي إلا بلورة سحرية، يعتقد «سنفور ملقوف» أنها ستكون سببا في معرفة الغيب، وهذا ما يؤكده في ختام العرض المسرحي بابا سنفور أنه لا أحد يعلم الغيب سوى رب العالمين، كما يؤكد النص على ضرورة عدم التعامل مع الغرباء عنا بسهولة وإعطائهم كافة بياناتنا، لأننا لا نعلم عنهم شيئا، وهذا ما جسدته الفنانة هبة الدري فكانت هي تلك الغريبة التي ذهبت لقريتهم للتعرف في البداية على مكان تواجدهم في الغابة والذي يبحث عنه شرشبيل منذ سنوات، ومن ثم وبعد أن يعرف عنها كل شيء وتأتي له «سنفورة ضيفه» بالبلورة التي أخبرها عنها «سنفور ملقوف» ما كاد يجعلهم يفقدون قريتهم، لولا سماع السنفورة لحقيقة نوايا شرشبيل تجاهها، فتقرر أن تساعد السنافر الذين ساعدوها بالفعل.
وأكمل القصة على خشبة مسرح الدسمة ذاك الديكور الممتع لقرية السنافر وبيت شرشبيل الذي يعيد جمهور المسرحية من الكبار لحلقات مسلسل الكرتون الذي شاهده في طفولته فيشعر بأنه دخل لأحدها ويشاهد الشخصيات ويلمسها بنفسه. العرض في مجمله ممتع وقدم عددا من القواعد الأساسية للأطفال أهمها أنه لا أحد يعلم الغيب سوى رب العالمين، وأيضا ضرورة الابتعاد عن الفضول حتى لا نورط أنفسنا في المشاكل.