- حجم الصعوبات التي واجهتها الفرقة في بداية الطريق تغلبوا عليها بوصولهم لقلوب الناس من خلال أغانيها
أميرة عزام
التقت « الأنباء» قائد فرقة «ميجنا» للتراث الشعبي الفلسطيني المطرب ماهر العتيلي الذي يعتبر نموذجا لطموح شاب مغترب لم يكف عن تطوير مواهبه معززا خلالها حبه لوطنه الأم «فلسطين» واعتزازه بوطنه الثاني «الكويت» الذي نما على ارضه وعاش في حماه، حاملا كلتا الرايتين مشتركتا الألوان والدين والعروبة، مؤكدا على رسالته الفنية بإحياء التراث الفني الفلسطيني لكل الأجيال العربية داخل الوطن العربي والمهجر.
نشأ العتيلي ردا على أرض الكويت عام 1983 وعاش طفولته في الكويت مع والديه وأخيه وأخته وخرج منها إلى الأردن عام 1991 مع والدته وأخته وأخيه لاستكمال الدراسة دون الوالد الذي استمر في الإقامة والعمل في الكويت، ولأن 2 من أعمامه عازفين ماهرين ووالده شاعر، فقد وجد نفسه محاطا بعائلة موسيقية من الطراز الأول، والتمس أول موهبة له بعزف الناي في الثامنة من عمره بمساعدة أخيه الأكبر سامر، ثم التحق بمعهد في الأردن لتقوية موهبته بالعلم وهناك اكتشف شغفه بالآلات التراثية الفلسطينية الثلاث «اليرغول والشبابة والقربة» واستمر عازفا ماهرا متوازنا بين فنه ودراسته من الجامعة الأردنية تخصص علوم الأدوية مقدما على تفوق موسيقي بعد تخرجه، ليعود إلى الكويت مستكملا مشوارا فنيا ومهنيا مضيئا.
يقول العتيلي «تخرجت في الجامعة عام 2008 وعدت إلى الكويت متذكرا العود الذي جاءني هدية من صديق، فبدأت اعزف وأغني معه، وقررت أن اتقن عزفه كذلك، فالآن أجيد العزف على 5 آلات موسيقية كما درست «صولفي» الصوت وبذلك أتقنت الغناء، ويسرني أن استقبلني الجمهور كمطرب بعد أن عرفني منذ طفولتي كعازف».
واستذكر العتيلي فضل د.إيناس عبدالدايم التي قدم معها عددا من اللقاءات في دار الأوبرا اضافة إلى بعض التسجيلات مع المايسترو د.طارق مهران لإعجابهما بتلك الآلات الشعبية البسيطة التي تثير الحنين وتبعث في النفس عبق الماضي وأصالته، ولذا فهو متمسك بها منذ صغره.
ومع حرصه على حفظ التراث، عرض ماهر على أخيه سامر فكرة فرقة للفنون التراثية الفلسطينية، واستطاع الأخوان أن يكملا الفرقة بـ 6 من العازفين الماهرين، اضافة الى 10 من راقصي الدبكة ليصبح عدد الفرقة مع المطرب ماهر 17 عضوا، مبينا حجم الصعوبات التي واجهوها في بداية الطريق والتي ما لبثت أن تغلبوا عليها بإقبال الجماهير والوصول الى قلوب الناس بصدقهم في التعبير، موضحا الدور الأهم في توظيف الألحان الجديدة في التراث القديم لتناسب الفئة الشبابية المستهدفة من 20 - 40 ليحبوها، مشيدا بفرقة «دلعونا» التوأم في قطر بقيادة الفنان عبدالله مطر، والتي تحمل نفس الشعار والأهداف والألوان، لافتا الى الاستعداد لانطلاق فرق مماثلة كذلك في جميع الدول العربية ابتداء من الإمارات الشقيقة قريبا ومن ثم باقي دول مجلس التعاون، انتشارا لأكبر مساحة في العالم معلقا بأن الإصرار اهم عوامل النجاح.
وعن أهمية الآلات الشعبية الثلاث المستخدمة في التراث الفلسطيني تزامنا مع الدبكة، أشار العتيلي الى ان القربة ذات أصل إسكتلندي وتصاحب الزفات كما ان اليرغول آلة نفخ تتكون من 3 أجزاء من القصب وهي اللعابة والدواي والعزبات البنيات، أما الشبابة فهي كالماسورة تحتوي على 6 ثقوب وتشبه الناي، لافتا الى طرفة القول بأنها تساعد الماعز في إدرار الحليب حين استخدمت أثناء الرعي.
وبسؤاله عما لا يعرفه الآخرون عنه، بيّن انه ليس مجرد مطرب يحب الغناء ولكنه إنسان مثقف أكاديمي وناجح في عمله ويمتلك قدرة على الإدارة، وانه يحب عمله اكثر مما سواه، لذلك تبلغ ساعات العمل في يومه من 12- 14 ساعة وهذا ما يجعله من المطار لمكتب العمل ومن المكتب للمهرجان، موضحا سعادته الكبيرة بإنجازاته خاصة عندما يسمع ان جمهوره يتكلم عنه بحب وبخير، فهو يحب التواضع وهدفه الأساسي الوصول الى قلوب الناس.
وبخصوص أعماله الجديدة ذكر ان لديه فيديو كليب «ظريف الطول» الذي سيؤديه بمشاركة فنان الراب العربي المطرب سامر صوان، والفيديو يتكون من 6 مقاطع تتناوب بين الراب والتراث وهو فكرة وتصوير واخراج المخرج الداعم له دائما محمد القاسم في قطر كما ستشارك فرقة الدلعونا في المشاهد المصورة، مضيفا ان في الشهر سيشارك بمهرجان في اسطنبول بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، كما يستعد لإحياء مهرجان في كندا في أغسطس المقبل.
وسجل العتيلي اعتزازه بمن دعمه فنيا ونفسيا ووقف الى جانبه حتى ذاق لحظات النجاح بعد كفاح مبتدئا بوالديه ثم بمن اسماه بتوأم الروح أخيه سامر، مثنيا على الكويت وأهلها لأنها الفضل في شهرته، ويتبعهم أستاذ الموسيقى بالجامعة الأردنية د.محمد واصف وكذلك المطرب التراثي عبدالفتاح السوياني.
وعن رسالته الفنية اكد الفنان العتيلي على أهمية الرسالة التي يحملها من اجل وطنه المغتصب مستدلا باعتقاد إسرائيل الخاطئ بأن الفلسطينيين جيلا بعد الآخر سينسون تراثهم، ولكنه ينتصر لتراث ارضه قائلا: «سنتمسك بالتراث وكل جيل سينقله عن آبائه لان التراث هو الحضارة والحضارة هي الأرض، ولن نسكت حتى نعود لأرضنا»، مشددا على ضرورة وصول التراث بالطريقة الصحيحة وأهمية انتشاره وكذلك كل تراث عربي لكافة العرب بالداخل والخارج.