أميرة عزام
ضمن انشطة نادي الكويت للسينما، قام «استديو الاربعاء» باستضافة الكاتب والمخرج السينمائي الفاروق عبدالعزيز لعرض ومناقشة سيناريو الفيلم الأميركي «متسلق الليل»، وذلك مساء الاربعاء الماضي بمسرح مكتبة الكويت الوطنية، بحضور جماهيري كبير من الأدباء والكتاب والمثقفين.
في البداية، رحب عادل المشعل رئيس نادي الكويت للسينما بالحضور وعرض بالتفصيل السيرة الذاتية للمخرج الفاروق عبدالعزيز وانجازاته وتاريخه الحافل والواصل الى مختلف أرجاء العالم.
وقبل عرض الفيلم، ركز المخرج الفاروق عبدالعزيز على كيفية بناء السيناريو باعتباره الدعامة الاساسية لأي فيلم، موضحا انه عبارة عن مجموعة من الأحداث التي تبدو متفرقة في البداية ويجمع بينها الحدث الرئيسي أو الشخصية الرئيسية، وهو العمود الفقري للسيناريو، ثم تتشابك الخيوط لتصل الى ذروتها وتتعقد، وهنا تظهر براعة الكاتب في احكام الحبكة الرئيسية المندمجة مع الحبكات الفرعية، مشيرا الى ضرورة إبراز الشخصية عن طريق أفعالها الكثيرة مع تقليل الكلام، لافتا الى إمكانية ابتداء القصة سرديا أو من الخلف «فلاش باك».
وخلال عرض الفيلم، ظهر البطل في البداية لصا يسرق الأسلاك ليبيعها ولا يمانع من ضرب الشرطي وسرقته ان لاحظه، وهو في الوقت ذاته يطلب من المقاول الذي يشتري منه الأسلاك ان يوظفه ولكنه يرفض، وبالمصادفة يشاهد في طريقه حادثا مروعا فينزل ليرى ما يحدث فيجد مصورا يبيع صور الحوادث للقنوات التلفزيونية، فيراقب ما يصنع ثم يقرر ان يفعل مثله، ويسرق دراجة ويبيعها ليتمكن من شراء كاميرا وملتقط إشارة، وبدأ في رحلته في هذا المجال ونافس المصور الذي اعطاه الفكرة، واستطاع ان يجذب مخرجة الأخبار التي شجعته على الاستمرار، وبدأ بتسلم دولارات معدودة، ولكنه طالب بالمزيد من المال مع تفوقه وحصوله على تصوير حصري للحوادث، والسيناريو يوضح ان «الدماء هي التي تبيع» اي الحوادث هي التي تربح القنوات بنسب المشاهدة والاعلانات.
ومع تواتر الاحداث يستغل البطل شخصا فقيرا مشردا ليوظفه معه في التصوير بدولارات قليلة في حين يتقاضى هو الآلاف من المخرجة التي يستغل شرفها هي الاخرى بالتهديد للبيع لقنوات اخرى، ثم يشترط عليها ان تعرفه على الجميع لينال احترامهم بما يقدم من صور على أنه صاحب شركة «فيديوهات الأخبار المصورة»، ومع تصاعد الأحداث، يخطط البطل لتنفيذ حادث لمصور الحوادث الذي التقاه من قبل، فيفسد سيارته ويتتبعه لتصويره وهو يتعرض لحادث، ولم يكتف بذلك وانما جره خارج السيارة ليتمكن من التقاط زوايا افضل له مع السيارة!
وتزداد شهرة هذا المصور عندما يسمع إطلاق نار، حيث يقوم بتصوير الجناة والقتلى الأربعة، منهم 3 نساء، في منزلهم بالتفصيل وعندما باع الشريط قص الجزء الذي يظهر الجناة وسيارتهم، ليتتبعهم هو بنفسه لاحقا بعد الكشف عن هويتهم ثم يبلغ الشرطة ليتمكن من التصوير كاملا، وذلك من خلال استغلال موظفه الفقير الذي يعرضه للقتل خلال مطاردة احد الجناة، ويصوره بلا قلب أو مشاعر، وعندما تستدعيه الشرطة لإخفائه معلومات عن الجناة، يبرع في تقديم الأدلة الكاذبة ويخرج من دون أي تهمة، وبعد ذلك تشاركه المخرجة في عمله بعد ان أصبحت مثله تهتم بما يطور الأموال بعيدا عن القيم الإنسانية أو الأخلاقية.
وفي تعليقه على الفيلم، اكد عبدالعزيز ان «متسلق الليل» يعتبر نموذجا يحتذى به في بناء السيناريو عن شخصية واحدة، لافتا الى عدة دورات اقامها في كتابة السيناريو بسبب رغبة الشباب في الاطلاع والدخول الى هذا المجال، مثنيا على محاولات إنتاجهم، واصفا شخصية البطل بأنه بدأ من تحت الصفر، قتل وسرق واستغل الآخرين لمنفعته، مشيرا الى خبرة الكاتب الكبيرة بعلم النفس ليظهر البطل شخصية اكتئابية، استقطانية، شديد الذكاء، سريع اكتساب المعلومات، يجيب عن أي سؤال بإقناع، ولا يملك القيم، إضافة الى انه لص الكتروني يتقن سرقة الأكواد، أرعن يتحول الى شخص ميت القلب، ملمحا الى ان الاستغلال موجود في الحياة ولكن ليس بهذه الصورة الدموية التي قدمها الفيلم.