زينب أبوسيدو
ضمن نشاطه الأسبوعي، عرض «ملتقى الثلاثاء الثقافي» الفيلم التونسي المميز «صندوق عجب» للمخرج السينمائي رضا الباهي من بطولة عبداللطيف كشيش، مهدي الربعي، لطفي بشناق، ماريان بسلار، وهشام رستم. وكان قد شارك به الباهي ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي وهو واحد من أكبر المهرجانات السينمائية في أوروبا والعام الى جانب مهرجان كان وبرلين.
في هذا الفيلم يروي رضا الباهي قصة أشبه بسيرة ذاتية عن حياة رؤوف مخرج أربعيني، يعمل على كتابة نص يفصح عن علاقته بالسينما منذ الطفولة وسط جو عائلي مؤثر بسبب زوجته الفرنسية التي ترغب في العودة الى فرنسا ومغادرة تونس.
فيلمه ليس فقط عن مخرج يتذكر، بل عن مخرج – داخل الفيلم – يتذكر من ناحية ويعيش في الوقت ذاته حاضرا صعبا. الفيلم يبدأ بكابوس يصيغه الباهي على شكل لقطات سريعة من وجهة نظر رجل هارب، منع بسبب بسبب حظر في المدينة، الجميع يحذره، ويغلق الأبواب في وجهه، صوت طائرة، شوارع تذوب في العتمة والفراغ، أخيرا يصل الحالم الى بيته، تستقبله امرأته، يخبرها انه مطارد يريد الاختباء، تشير الى صندوق كبير «التابوت» يدخل فيه، يدق البوليس الباب، تفتح الزوجة وتشير الى أين يختبئ زوجها.
يصحو رؤوف من نومه، يحاول إخبار زوجته بالحلم، لكنها لا تكترث، وتريد ان تنام، ينظر اليها مليا، ثم يغادر الى غرفة مكتبه، حيث يواصل العمل على سيناريو فيلمه المقبل، فقد طلبت منه شركة إنتاج فرنسية فيلما عن حياته.
يأتي المشهد الأخير على الفضاء الخارجي، ورؤوف منطلق على طريق ريفي عائدا الى تونس، فيتصل بالمنزل ليخبر زوجته بما رآه، وبما سيحققه الفيلم من نجاح، فلا ترد دلالة على عدم وجودها في البيت، فيترك صوته على شريط التسجيل، وبعدها تنقلب به السيارة ويموت، فيأتي رؤوف الطفل ليأخذه من يده بعدما وجده يدق بابا مشرعا على البحر ويريه الطريق المفتوح بدلا من الباب الموصد.