سعود الورع
دائما يبحث عن التميز، لا يستهويه الغوص عند «اليال»، متعته الحقيقية عندما يصارع الأمواج لكي يغوص في أخطر محيطات البحار، أدوات البحار والغيص معا بسيطة جدا، مركب صغير وعدة بسيطة يخزنها في صندوق عقله الكبير.
الفن بالنسبة له أكسجين الحياة حتى لو غاص في أعماق البحار لا يمكن لفنه ان يموت، فكيف يموت والحياة تعيش في فنه، وهو النور كله الذي ينير هذه العتمة.
هذا كله اكتشفناه في المبدع داود حسين عندما خاطر بحياته وغاص في أعماقه لكي يكتشف نفسه من جديد من خلال عمله «d-tube» الأكثر من رائع والذي يعرض على قناة «الراي» التي استطاعت هذا العام ان تتميز من خلال برامجها ومسلسلاتها المحلية.
تحية كبيرة لك يا بوحسين على هذا العمل المنوع الذي استطعت من خلاله ان تجعلنا نغوص في أعماقك، ففي كل حلقة نتابع ونغوص في المتابعة حابسين الأنفاس وأكسجيننا الذي نستنشقه هو إبداعك وتنويعك وإجادتك لأدوارك سواء كانت في التقليد أو في فن النكتة التي نتلقاها بابتسامة عريضة، فكيف لنا يابوحسين ان نبتسم ونحن نغوص في أعماقك؟ كيف لا فهو الإبداع والإبداع هو.
اسمح لي يا عزيزي داود ان اذّكر جمهورك قبل ثلاث سنوات عندما توقفت عن انتاج برنامج «قرقيعان» الكل راهن على انك وقعت في محظور فشل التكرار والكل أيضا أكد مرارا وتكرارا ان مسلسل فن التقليد قد انتهى بالنسبة لداود، والكل أيضا يا بوحسين حبس الأنفاس طوال تلك السنين ينتظرونك عند «اليال» على أمل ان تعود من رحلة الغوص في ذاتك والتي طال انتظارها، وها أنت اليوم تعود من جديد في محمل «الراي» بأكبر دانة لتثبت لنا ولهم انك مبدع يستطيع ان يبحر في ذاته ويغوص في أعماقه دون ان تنقطع أنفاسه.
براڤو كبيرة لداود حسين وفريق عمله الذين استطاعوا هذا العام ان يجعلونا نحبس الأنفاس استمتاعا بمهارات الغيص داود حسين راعي النفس الطويل.