أحمد الوسمي
من النادر جدا ان تجد عملا تلفزيونيا تتوافر فيه جميع مقومات العمل الناجح والجيد، الا ان برنامج «الديوانية» الذي عرض عبر قناة الوطن والذي تزامن عرضه مع دورة الروضان الرمضانية خالف القاعدة وأثبت انه من البرامج التي لا تعترف بالندرة بل بالواقع والحقيقة اللذين تشكلا أمام المشاهدين من خلال برنامج مشوق عكس جهود فريق العمل على الرغم من وجود بعض الهفوات والسلبيات البسيطة التي يؤكد وجودها ان الفريق يعمل، واستطاع هذا البرنامج ان يحصل على نسبة مشاهدة عالية وغير مسبوقة في شهر رمضان وان يتبوأ مقدمة البرامج الرياضية المحلية ذات الاختصاص وان يحجز له مكانا على رأس الهرم ويكون في المقدمة.
وجاء نجاح البرنامج من خلال تمكن مقدمه المذيع عبدالعزيز العطية من اعطاء شكل جديد ونموذج يستحق الاحترام للإعلامي الكويتي المفعم بالثقافة الرياضية والمعلومات العامة وقدرة فائقة على ادارة دفة الحوار بصورة متوازنة وعقلانية ترضي جميع الضيوف خاصة المحاورين داخل الاستديو المدرب الوطني صالح العصفور واللاعبين أسامة حسين وفواز بخيت حيث تمكن العطية من خلق حالة من التواصل والحميمية مع ضيوفه الدائمين معتمدا على علاقته الشخصية بهم ومرتكزا على أدواته السليمة كمذيع ومحاور محترف يجيد فن اللعب في مستطيل الاستديو ولا يتجاوز خط التماس الذي رسمه له المخرج محمد الطني وفريق الاعداد لذا استطاع ان يصوب جل تركيزه داخل الاستديو فظهر البرنامج طوال حلقاته بصورة متميزة رغم ان بعض الضيوف كانوا «جديين» وخجولين في الإطلالة وحاول العطية جاهدا بذكائه وحرفيته ادماجهم في روح البرنامج ومع العصفور وأسامة وبخيت وشكل بهم لوحة تلفزيونية رائعة انعكست بالإيجاب على الشاشة كما لعب فريق اعداد البرنامج دورا رئيسيا وفاعلا في تمويل البرنامج بجرعات ذات قوة دفعت به نحو الأمام وتحديدا من خلال التقارير الخارجية التي يتم تنفيذها للمرة الأولى في تاريخ الإعلام الكويتي بهذه الصورة الحرفية التي مزجت بين دقة اختيار اللقطات والموسيقى التصويرية التي تباينت ما بين العالمية والمحلية مما أعطى التقرير بعدا فنيا أضاف للبرنامج الكثير، وكل من تابع البرنامج شعر بالجهد الكبير الذي يبذله فريق الاعداد المكون من المايسترو بندر سليمان، والدينامو مشعل الشمري، والمجتهد عبدالله الأنصاري وهذا ان دل فإنما يدل على ان روح الرجل الواحد هي التي تقود فريق العمل وأظهرت حلقاته بشكل متوازن.
ومن هنا لابد من الاشارة الى حسن اختيار ضيوف الديوانية من مشارب مختلفة وشخصيات إعلامية ورياضية وفنية بالاضافة الى الاعتماد على اللاعبين فواز بخيت وأسامة حسين اللذين خلقا حالة كوميدية أضافت للبرنامج نكهة وخفة دم كسرت الرتابة المتوقعة في مثل هذه النوعية من البرامج الحوارية مبتعدة عن البرامج التقليدية، فهما تميزا بانتهاج أسلوب يعتمد على «القفشات» و«الإفيهات» والذكريات الطريفة الى جانب المقالب الكوميدية ويساعدهما في خلق هذه الأجواء المذيع عبدالعزيز العطية في حين شكل الكابتن صالح العصفور الهدوء والتحليل المدروس يقوده الى ذلك الخبرة العريقة التي عرف بها في المجال الرياضي كلاعب ومدرب، مما جعل روح التناغم تنسجم بين نجوم الديوانية كما شكلت بعض اللقطات أو «الطلعات» مثلما نطلق عليها بلهجتنا المحلية، حيزا جميلا يشد ويلفت انتباه المشاهد الذي بات يترقب «طلعة» أو «فنتك» جديدة، أضف الى ذلك قدرة مقدم البرنامج عبدالعزيز العطية بالثقل الإعلامي الذي يشكله بالتنويع في المعلومات والأسلوب الشائق في التقديم النوعي والتعليق المتمكن الى درجة انه تميز بطبقة صوت وخامة باتت معروفة للمتلقي والمشاهد معا بالاضافة الى حضوره المتميز من خلال الشاشة.
من جانب اخر علمت «الأنباء» ان نجاح البرنامج دفع المسؤولين في قناة الوطن لدراسة امكانية استمرار عرضه مرتين في الأسبوع كل خميس وجمعة بشكل جديد وعرضه في الدورة البرامجية المقبلة.