- نقابة الفنانين ليست مهنية بل عمالية تعني بالعامل والمدافعة عنه
- لدينا هوية فنية كويتية وثوابت ولدينا مفردة وأسلوب غناء لا بد أن نحافظ عليه
- العمل الفني القوي المتكامل هذه الأيام أشبهه بـ «الدر».. و«الدر» لازم تتعبله وتغوصله
- «الشيلات» حلوة.. لكن مو قاعد أسمع صوت آدمي قاعد أسمع صوت إلكتروني
- إنتاج الألبومات الآن خسارة على الشركات لأن أي إنسان ممكن يسحب الألبوم من النت بـ «بلاش» وينتشر سريعاً
- قدمت ثلاث «زهيريات» منها اثنتان لبرنامج «الفنون ألوان».. وأسلوب سليمان الموسى مختلف
هو صاحب الصوت العذب، الخامة المخملية الراقية، فهو الذي لا يتكرر مثله فنان، يمتلك أخلاقا فنية عالية، متشبث بالماضي والأصالة والعراقة، وهو أول من طور الأغنية وجدد التراث وأغنياته، تأصلت فيه قيم الفن الراقي، ليه قال «اه يا جاسي» اقشعرت له الابدان وصوته يدخل الاذن ويلامس القلب سريعا ولا يطرق بابا، وليه قال «يا دارنا يا دار» تحركت روحنا الوطنية، أما اذا شدا بـ «اه يا جاسي» لانت قلوبنا، كل منا يسمعه يستمتع بفنه، وله وجه يشرح الصدر.
أسلوب غنائه يجعلنا «ندندن» مع انفسنا، فهو يمتلك الوجدان عندما يبدع بـ «الزهيرية»، أحب الفن ودافع عنه بكل جوارحه تاركا بصمة واضحة يحلق في سماء الفن، وان غاب قليلا لكن صوته يصول ويجول في أرجاء الخليج والوطن العربي مع الشجن الذي ليس له من يشبهه، انه الفنان القدير محمد المسباح، الذي حل ضيفا على ديوانية «الأنباء»، وتواصل مع القراء مجيبا عن جميع الأسئلة برحابة صدر، والى التفاصيل:
كتبت: دلال العياف
نرى الفن في الآونة الأخيرة في هبوط نوعيا.. من وجهة نظرك ما سبب هذا الهبوط؟
٭ اليوم اذا ما تم التعامل مع الفن بشكل سليم راح يضيع كل شيء، حتى الفنانون أصابتهم حالة يأس، والهبوط وارد في كل مجال، والسبب الاعلام والرقابة، اليوم عندنا الرقابة المختصة بها وزارة الإعلام، ان كانت مصنفات أو رقابة الموسيقى أو الدعم من خلال إدارة المنوعات، فنحن كلنا نندرج تحت وزارة الاعلام وليست بهيئة مستقلة، فنجد انه لا يوجد تنسيق.
الآن أصبحت تقريبا في الخليج وزارة الإعلام شبه منسية ولكن يوجد هيئات.. انت مع وجود هيئة؟
٭ نعم، لأن في كل الحالات ان وجدت هيئة أو وزارة فالكل يؤدي دوره بشكل سليم.
في السابق وزارة الاعلام كان لديها تكليفات؟
٭ لا، في السابق التكليفات كانت قليلة جدا، كانت المساهمات من خلال الشركات، وهي تثري مكتبة وزارة الاعلام، وأغلبها إهداءات من شركات مثل «النظائر» و«رومكو» و«بوزيد فون» وكلن له خطه الفني.
لماذا لا تكون لدينا مثل تلك الشركات في الإنتاجية الآن؟
٭ الحين خسارة بسبب النت، حيث يمكن لأي إنسان أن ينزل ألبوما كاملا قيمته تتراوح ما بين الأربعين والخمسين ألف دينار، ويسحبه من النت بـ «بلاش» وينتشر سريعا.
خالد: أنا يسموني «محمد المسباح» لأني أشبهك وأنا أهديك أغنية من أغنياتي موجودة في النت بعنوان «جاوبيني».
٭ مشكور خالد على الاغنية الجميلة ويسعدني التواصل معك دائما.
علي محمد: في دكتور عندنا لا يحضرني اسمه ذهب الى اوزبكستان وسوى النشيد الوطني، وعندما تسمعه تتثاوب، وهنا سؤالي الآن معقولة في 2016 ما عندنا فرقة تحمل الطابع الشرقي حتى في أعمالنا الوطنية.. ليش ما عندنا فرقة إذاعية؟
٭ أذكر في التسعينيات كان هناك مجموعة، على حياة «الله يرحمه» الأستاذ الموسيقار احمد باقر والله يطول بعمره استاذ إبراهيم الصولة وأستاذ صالح المسباح كان وقتها هو مراقب الموسيقى بالاذاعة، وكان في مشروع انهم يستقطبون فرقة مثل ايام الشيخ جابر العلي «رحمة الله عليه» لكن توقفت الفكرة في عهد «الله يرحمه» الشيخ سعود الناصر الصباح وبعدها وضعوا فرقة بديلة لهذا المشروع وهي فرقة المجلس الوطني.
ما نوع نقابة الفنانين المتواجدة حاليا في الكويت؟
٭ اكثر الصحافيين الذين يكتبون عن النقابة لا يعلمون بالضبط ما تعني، فهي نقابة ليست مهنية، بل عمالية تعنى بالعامل والمدافعة عنه.
دائما نرى المسباح يبدع ويخلف الدرر في الأغاني التراثية، ويعطيها حقها وثقلها وتذكر المستمع بمفردات من الصعب على الجيل الحالي ان يفقه معناها، فقد اصبح هناك تعتيم للجيل الحالي.. ما السبب؟
٭ الحركة الانتاجية حاليا والكثرة في الاعمال هذا يؤثر، فالعمل الفني القوي المتكامل هذه الايام أشبهه بـ «الدر»، و«الدر» لازم تتعبله وتغوصله، ومثلا مصر رائدة في الفن وهي من تبنت الثقافة الشرقية وكان هناك اهتمام إعلامي وحقبة ذهبية وأسماء عظيمة، أما الآن من الموجود على الساحة؟ في الفترة الاخيرة هناك أصوات ظهرت، ولكن هناك افتقار لملحنين بمستوى السنباطي وعبدالوهاب والموجي وبليغ، مع حفظ الالقاب، حتى التبادل الاعلامي كان له قيمة، ولا انكر هنا وجود أصوات رائعة وتشعر معهم بانهم استمرارية لذلك الجيل أمثال أنغام وغادة رجب وآمال ماهر وكثيرين.
ابو عبدالرحمن: انت عليك مسؤولية كبيرة للدفاع عن اصالة الاغنية.. فهل انت قمت بدورك كفنان في هذا الجانب؟
٭ نحن لدينا هوية فنية، والكويت بلد احتضن ثقافات كثيرة انصبت عندنا، ولنا خط معين تميزنا به مثل اغاني البحر والمدينة والبر، اما ان اجلب فنا خارجيا مهجنا فلا استطيع، لأن لدينا ثوابت ولدينا روحا ومفردة وأسلوب غناء لا بد ان نحافظ عليه.
ما رأيك باللون الجديد والذي يعتبر «هبه» مؤخرا، وهو «الشيلات»؟
٭ «الشيلات» حلوة، لكن مو قاعد اسمع صوت ادمي، قاعد اسمع صوت الكتروني، وما تحس انه صوت طبيعي فإذا الصوت جميل فلماذا لا يظهره المطرب؟ جميل ان يكون الصوت حلوا ويؤدي بعمق، فـ«الشيلة» لها ايقاع وأسلوب غناء ويجب ألا تكون بصورة سيئة، واذا اجتمعت الكلمة الحلوة الراقية والايقاع المتناسق معها فستكون بقمة الروعة.
محمد: أوبريت ستاد جابر، هل تم اختيارك للمشاركه فيه منذ البداية، ومن الذي عرض عليك الانضمام؟
٭ نعم من البداية وتم الاتصال من الاخ الفاضل خالد الروضان وأيضا من الشيخ محمد العبدالله وكلمني فهد الناصر كملحن، وأكيد رحبت جدا وهذا شيء يفرح ويشرف.
يطري عليك سليمان الموسى، بوفؤاد اصدر البوم «زهيريات» وانت عندك نفس الإحساس ولديك صوت عذب يدخل القلب فلماذا لا تقدم الفكرة نفسها؟
٭ أنا قدمت ثلاث «زهيريات» منهم اثنتان لبرنامج «الفنون ألوان»، لكن أسلوب بوفؤاد مختلف، وهو ظهر في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات وله أسلوبه، أما أنا فأسلوبي في «اليامال» مختلف شوي عنه، وبوفؤاد حبيبنا واخونا العود ومعلمنا، وأنا أسلوبي يميل الى أهل البحر، وهناك فئة تقول طريقة الزهيري بطريقة خاصة.