- شريحة من الفنانين ما زالت محافظة على الأداء الكلاسيكي وتكرره
- قدمنا في فترة الستينيات والسبعينيات أعمالاً أكثر جرأة وأنتجت وعرضت على تلفزيون الكويت
سماح جمال
أكدت الفنانة القديرة أسمهان توفيق ان تكلفة إنتاج عمل درامي كامل في الخليج لا تتخطى اجر فنانة مثل يسرا، مبدية استغرابها حول حالة ركود العملية الإنتاجية واعتبرتها غير مبررة.
وقالت توفيق، في حوارها مع «الأنباء»، انها لا تتكبر على الحضور لدورات التمثيل، مشيرة الى انها تأخذها باستمرار في «لوس أنجيليس»، لافتة الى وجود شريحة من الفنانين ما زالت محافظة على الاداء الكلاسيكي وتكرره في كل الاعمال التي تقدمها.
ورأت ان اختيار نص سيئ يؤدي لخروج العمل بصورة مهلهلة من كثرة الترقيع فيه أثناء التصوير، مشددة على وجوب تحديد المحذورات الرقابية بصورة واضحة لمعرفة قواعد رفض أو قبول الأعمال، وقالت انهم قدموا بفترة الستينيات والسبعينيات أعمالا اكثر جرأة وانتجت وعرضت على تلفزيون الكويت.
وتطرقت الفنانة القديرة اسمهان توفيق للكثير من المحاور المهمة، وفيما يلي التفاصيل:
ما الأعمال التي تحضرينها في الفترة الحالية؟
٭ أستعد للمشاركة في ورشة لكتابة السيناريو والتمثيل، أتعاون فيها مع الاكاديمية الدولية للفنون.
ما أهمية هذه الدورات بالنسبة للفنانين أو الكتاب الشباب؟
٭ ألاحظ ان اغلب الشباب الذين يتجهون الى التمثيل أو الكتابة لا يجدون من يوجههم في بداية الطريق، والمنهج الذي اتبعه في الدورات عادة ما يشمل جانب تثقيف وتاريخ حول الدراما والمسرح، ولكن لابد ان يكون الأساس متوافرا، فعلى المنتسب للدورات ان يمتلك الموهبة الفطرية والقابلية على تطوير هذه الموهبة، والرغبة في ثقلها وتطوير نفسه حتى يستطيع الاستفادة.
قدمت العديد من الدورات لفترات تجاوزت السنوات العشر، فما الجديد هذه المرة؟
٭ صحيح، ولكن هذه المرة هي الأولى التي اقدم فيها ورشة خاصة للتمثيل، فعادة الورشات السابقة تتعلق بكتابة السيناريو، وذلك لأنني أؤمن ان الخطوة الأولى لتقديم أي عمل ناجح هي وجود سيناريو مكتوب بطريقة احترافية صحيحة، وإلا بقي في العمل عنصرا ناقصا، وكنت ألاحظ في العديد من الدورات التي قمت بها في السابق ان الكثير من الشباب يمتلكون موهبة كتابة القصة وليس السيناريو غالبا، ولذا نلاحظ ان اغلب النصوص الأدبية التي تم تحويلها الى عمل درامي تلفزيوني او سينمائي كانت تتم الاستعانة فيها بكاتب سيناريو محترف لأنها تتطلب مقدرة واحترافية خاصة.
إذاً ما الذي دفعك لتقديم دورة في التمثيل؟
٭ أسافر عادة الى الولايات المتحدة الاميركية بحكم ان ابنتي تعيش هناك، وآخذ الكثير من الدورات الخاصة بالتمثيل، وتعلمت من خلال حضوري السر وراء نجاح واستمرارية اغلب الأفلام الاميركية في ذاكرتنا وحبنا لمشاهدتها أكثر من مرة، فإلى جانب الكتابة المتقنة والحبكة المتميزة هناك طريقة التمثيل التي تعتمد على اداء يتبع فيه الممثل مدرسة فنية، ونتيجة لاستفادتي من هذه التجربة أردت نقلها لتعميم الإفادة، وخاصة منهجهم في مزج ثلث مدارس التمثيل بصورة متجانسة.
ممثلة لديها تاريخك الحافل الا تجد غضاضة في دخول دورات تمثيل؟
٭ لا أستكبر على حضور دورات مماثلة، وأرى ان هذا يجب ان يكون منهجاً يتبعه الجميع حتى يتعلم ويكتسب المزيد من المعرفة، ولكن للأسف البعض متمسك بنفس التكنيك ويتبعه لفترات طويلة، فهناك شريحة من الفنانين ما زالت محافظة على الأداء الكلاسيكي وتكرره حتى «إشاراتهم العصبية، طريقة رفع الصوت، اصطناع الأداء..»، في حين انه في الغرب عندما يختارون ممثلين لأداء دور معين حتى لو كان دورا ثانيا لابد من عمل «كاستنغ» لاختيار الممثل ورؤية مدى مناسبته للدور من عدمه ولا يجد احد غضاضة أو انزعاجا في الأمر، كما ان هذه الورشات او الدورات تعد مهمة لمرونة الممثل وقدرته على الفهم الى جانب تقليل معدل النرجسية أو الأنانية التي تتواجد لديه، من خلال تقبله لنقد ورؤيته لممثلين آخرين يقدمون أداء افضل منه، ومن ناحية اخرى تعتبر فرصة للممثل حتى يحصل على المتعة الفنية بمشاهدة تجارب متنوعة بطرق احترافية مختلفة.
الفنان يتخلى عن الـ «انا» بسهولة؟
٭ يجب عليه ان يحاول التقليل منها والتحكم في نفسه، وشخصيا الدورات التي أخذتها في «لوس انجيليس» كانت تبدأ ببعض التمرينات للتخلص من الطاقة السلبية، وأرى ان الفنانين وخاصة الشباب يجب ان يحرصوا على تطوير انفسهم ويتابعوا التطور وما يقدم من حولهم ولا يكتفون برؤية انفسهم وتضخيم الذات، لأنهم عندها سيقعون في فخ التكرار وسيأتي غيرهم ويتخطاهم، وعندها سيفقدون الكثير مما حصلوا عليه.
ما سر قلة الأعمال الفنية مقارنة بتلك التي كانت تنفذ في نفس الفترة الزمنية بالموسم الماضي؟
٭ أرى انها حالة ركود غريبة وغير مبررة، واعتقد ان افضل من يجيب عن هذا السؤال هم المنتجون، خاصة ان لدي الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الأمر، واعتقد انه هناك بعض العقبات الإنتاجية وغيرها من الظروف الخارجة عن إرادة حتى المنتجين.
بحكم عملك في الدراما العربية عموما والمصرية خصوصا، كيف تفسرين السخاء الإنتاجي العالي والتفوق الفني الذي يقدم فيها مقارنة بالدراما الخليجية وتحديدا الكويتية مع العلم ان الأخيرتين اكثر ثراء في النواحي المالية؟
٭ للأسف ان البعض يفضل تقديم أعمال فقيرة على صعيد الإنتاج، وتبدأ العملية من اختيار نص سيئ، فقط لأنه أرخص، معتقدين انهم قادرون على تصويبه أثناء التصوير ما يؤدي الى خروج العمل بصورة مهلهلة لكثرة الترقيع فيه، وهناك حالات أخرى يقع فيها البعض عندما لا يجدون جهة إنتاجية للعمل، وهنا يلجأون لتقليل التكلفة والتركيز على وجود اسم أو اثنين من النجوم لتسويقه ويتم اتباع سياسة تقشفية في باقي عناصر العمل الفني، لهذا أرى انه لو اتبعت هذه الفئة من المنتجين سياسة تقديم أعمال اقل من حيث العمل وأعلى على صعيد الجودة فعندها ستكون النتائج أفضل مما نراه حاليا، والمضحك في الأمر انه أثناء حديث بيني وبين المنتج صفوت غطاس في احدى المرات حول الأجور والإنتاجات، ضحك عندما علم أن تكلفة إنتاج عمل درامي كامل في الخليج لا تتخطى اجر فنانة مثل يسرا، مع ان الاعتقاد السائد ان الأجور والتكلفة في الخليج أعلى.
وماذا عن الجهات الرقابية التي يقول البعض انها تقف في أحيان كثير عقبة؟
٭ لا ننكر ان الرقابة هي جزء من المشكلة، خاصة أمام الكاتب، فهناك أعمال يتم رفضها رغم عدم تجازوها للحدود الرقابية المتعارف عليها، ولذا يجب ان يتم تحديد المحذورات بصورة واضحة لنعرف القواعد التي يتم الاحتكام إليها بالرفض أو القبول للأعمال، وللأسف اننا في فترة الستينيات والسبعينيات كنا نقدم أعمالا اكثر جرأة في الطرح من اليوم ونناقش من خلالها الظواهر السلبية في المجتمع بكل حرية، وكان يتم إنتاجها وعرضها على تلفزيون الكويت.