عبدالحميد الخطيب
ضمن منافسات مهرجان أيام المسرح للشباب، قدمت فرقة «تياترو» مساء امس الأول على خشبة مسرح الدسمة، عرضا يحمل اسم «تحت التراب»، بطولة جراح مال الله، سعيد السعدون، ناصر حبيب، عدنان بالعيس، إيمان فيصل، إبراهيم العلي، جاسم التميمي، عبدالله الهويدي، كريم المهندس، والعمل من إخراج ابراهيم نيرزو.
حملت قصة العرض تيمة الانتماء للأرض والولاء للوطن وأهمية الترابط وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة التي تقضي على الاخضر واليابس، حيث بدأت الاحداث مع رجل غريب الاطوار يكلم نفسه ولا يتوقف عن الحفر، يأتي ابنه الاصغر ويسأله عن سبب حفره الدائم، ولكن الأب يقول له «قادم لا محالة»، فيؤكد الابن الاكبر لأخيه الاصغر أن والده رجل يعيش مع الموتى منذ زمن وانه هو من دفن أمهما.
وفجأة يحدث انفجار كبير وتزداد هواجس الأب ويحفر اكثر، فيحاول الابن الاكبر معرفة مصدر الصوت لعله يجد أمرا يبعده عن حياته التي يعيشها، فهو غير راض عنها ويتطلع الى رغيد العيش والراحة من الفقر، لكن الابن الاصغر يقول له «هذه ارضنا ولن اتركها»، وهنا يطلب الأب من احدهما ان يساعده، فيظهر رجل غريب يسألهما عن سبب عدم نظافة بلدتهما فيخبره الابن الاصغر بانها كانت في الماضي جميلة لكنها تغيرت بعدما رحلت امه، ويسألانه من هو؟ فيجيب بانه جندي أتى من ارض بعيدة كبيرة جدا هواؤها لطيف وحياتها سعيدة، وقد أتى إلى بلدهما لغرض ما، فيصيح الحفار «جهزوا اكفانكم فقد اتت»، فيتجادل الأبناء عن هويته المجهولة، ويستمر الابن الاصغر في استجواب الرجل الغريب، ويسأله عن السبب الحقيقي لحضوره الى البلدة فيقول الغريب «لان هنا لا وجود للقانون وأمارس هوايتي.. وقد بدأت المعركة»، ويبدأ في السيطرة على أفكار الجميع، ويوهمهم بان العيش في بلده افضل، ويتوسل اليه الابن الاكبر ان يذهب معه، لكنه يرفض لأن الطعام والماء لا يكفيان رحلتهما، ويشترط على الابن الاكبر أن يتخلص من أبيه وأخيه في الحفرة حتى لا يتركهما يتعذبان وهما يصارعان الموت بسبب الجوع والعطش، لكن عقل الابن الاكبر يرفض هذا التصرف فيغريه بالراحة التي وعده بها في بلاده، فيوافق ويتخلص من أبيه وأخيه، ويتركه الرجل الغريب ويرحل بعد ان انتهى غرضه بتخريب البلدة، فيأخذ الابن الأكبر مكان أبيه في الحفر.
العرض كان غنيا بالتقنيات الإخراجية المتميزة، وقدم الحياة السوداوية التي قد يصل اليها الانسان اذا تخلى عن قيمه ومبادئه ولم ينتبه لما يحاك له من مؤامرات ظاهرها الخير وباطنها الشر، وقد وظف المخرج الاضاءة بشكل جيد وساعدت في نقل المواقف القاسية التي تعيشها شخصيات العمل والمختلطة بالصراعات النفسية، ووضع الموسيقى الممزوجة بالاهات في مكانها، حيث تناغم إيقاعها مع الاحداث صعودا وهبوطا، ولا ننسى الممثلين الذين قدموا مجهودا كبيرا وجذبوا الجمهور بأدائهم المتميز فاستحقوا التصفيق مع كل مشهد لهم.
جدير بالذكر ان المسرحية من تأليف وإخراج ابراهيم نيروز، إشراف عام محمد الكندري، تأليف موسيقي فهد البحري، «اهات» آلاء الهندي، تنفيذ موسيقي منتظر الزاير ومحمد جمال الشطي، مساعد مخرج شملان هاني النصار، أزياء حصة العباد، ديكور محمد جواد الشطي، مدير خشبة محمد المنصوري، تعبير حركي دعيج الخميس، اضاءة علي الفضلي، مكياج عبدالعزيز الجريب.
أنشطة اليوم
تتواصل اليوم أنشطة الدورة الـ 11 لمهرجان أيام المسرح للشباب، حيث يشهد مسرح الدسمة في الثامنة مساء تقديم فرقة «المسرح الشعبي» لسادس العروض المنافسة ويحمل عنوان «ريا وسكينة».
وتقام صباح اليوم في الساعة الـ 11 صباحا بالمركز الإعلامي مؤتمر رئيس مسرح الشباب ومدير المهرجان محمد المزعل.