عبدالحميد الخطيب
ضمن المسابقة الرسمية للدورة الحادية عشرة لمهرجان أيام المسرح للشباب، الذي يقام خلال الفترة من 22 الجاري الى الأول من ديسمبر، قدمت فرقة «الخليج العربي» مساء امس الاول بالدسمة مسرحية «الذكرى السابعة»، من تأليف فاطمة العامر وإخراج علي بدر رضا وتمثيل: سعود بوعبيد، روان مهدي، ميثم الحسيني، إيمان فيصل، سعاد الحسيني، محمد الأنصاري، مساعد مخرج طيف العروج، مخرج مساعد بدر الحلاق، ديكور فهد الهاجري وموسيقى عبدالعزيز المسعود.
تناولت أحداث المسرحية ثورات الربيع العربي، من خلال قصة 4 أصدقاء (قس وتاجر ووزير وفنانة مشهورة) يجتمعون في ملهى ليلي لإحياء الذكرى السابعة لوفاة صديقهم «آدم»، يثملون، وتدور بينهم الكثير من النقاشات حول «آدم» وكيف كان محبا للحياة حتى فارقها مسرعا نحو قدره المحتوم، وهنا تدخل عليهم «عرافة» فتخبرهم بأن اثنين منهم سيواجهان الموت فيرتعبون خوفا، وفي هذه الأثناء تندلع مشاجرات كثيرة في الملهى بين معارض ومناهض للحرب، فيأمر المسؤول بطردهما، فيتذمر أهل البلدة ويخرجون في ثورة ضد الظلم وسلب حقوقهم.
ووسط حالة الغضب الشعبي، يختبئ الأصدقاء الـ 4 في سرداب الملهى، ويقترحون ان يخرج «القس» ويخطب ليقنع الثوار بالعودة، فهو رجل دين وله تأثير على الجميع، ويستجيب لهم ويخطب في الناس ولكن دون جدوى فيعود خائبا، ويستمر التذمر بين الأصدقاء وكل يرمي بالتهم على الآخر في انه سبب الثورة، حتى يدخل الجيش الى الملهى ويصل الى السرداب، وتنتهي المسرحية بإلقاء ضابط للتحية أمام المسؤول، في إشارة الى ان الثورة قد أجهضت وكل شيء عاد كما كان.
قدمت المسرحية بطريقة مباشرة أسباب ثورات الربيع العربي، حيث ربطتها بالسلطة والمال والشهرة والدين، وركزت على الإشكاليات السياسية والصراع بين السلطة والشعب وعلاقة ذلك بحالة الفوضى التي قد تنشأ في لحظة نتيجة قرار غير مسؤول في لحظة غياب عن الوعي، ونجح المخرج علي بدر في استخدام سينوغرافيا متميزة لعبت دورا مهما في ان يعيش المتلقي الأحداث من البداية الى النهاية بعيدا عن الملل، وساعدت الإضاءة في التنقل بين مشاهد القصة بسلاسة، كما عبرت الموسيقى عن الحالات النفسية التي تعيشها الشخصيات، ووضع المخرج الأصوات الخاصة بالثورة والمذياع بحرفية، وكان الديكور عبارة عن مستويات تظهر في اي مكان تدور الأحداث.
وكان الأداء التمثيلي متناغما بين الفنانين المشاركين، الذين بدا عليهم التدريب الجيد واستغلال طاقاتهم التمثيلية لإثارة مشاعر الجمهور، حيث نالوا الإعجاب وصفق لهم الحضور كثيرا.
أنشطة اليوم
تتواصل اليوم أنشطة الدورة الـ 11 لمهرجان أيام المسرح للشباب، حيث يشهد مسرح الدسمة في الثامنة مساء تقديم فرقة «المسرح الكويتي» لآخر العروض المنافسة ويحمل عنوان «عطسة». ويقام في الساعة الـ٦ مساء تكريم الجهات الاعلامية.
محمد المزعل: «لا للتقشف» في دورات «أيام المسرح للشباب» القادمة
ضمن نشاط وفعاليات المركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح بدورته الحادية عشرة، أقيم يوم أمس مؤتمر صحافي لمدير مهرجان «أيام المسرح للشباب 11» محمد المزعل، ادارته الزميلة هديل الفهد.
وقال المزعل: اشكر كل الجهود المبذولة لنجاح هذا المهرجان الفني المهم وهو مهرجان ايام المسرح للشباب الـ11، ولله الحمد العروض المسرحية فاقت كل التوقعات التي تدل على تواجد مساحة ابداعية وطاقة شبابية كبيرة من خلال ما لامسناه من تنوع من افكار وطرح، وهذا شيء يبشر بالخير والتفاؤل للدورات المقبلة، ويفتح باباً لتنافس فني ذي قيمة وجودة عالية مستقبلا.
وعن وجهة نظره في اداء فرقة مسرح الشباب، قال: اعترف بأن أداء الفرقة في الآونة الأخيرة قد تراجع بشكل ملحوظ وذلك لظروف داخلية تمر بها الفرقة، ومن هنا يأتي دوري في ترسيخ معنى التحدي بإيجاد الحلول لرجوعها كما كانت في اوج عطائها.
وحول قبوله المنصب الجديد بوقت قصير اوضح المزعل: مدير المهرجان السابق محمد الزلزلة لم يعزل من منصبه ابدا وغير هذا الكلام هو عار عن الصحة، ولكنه اعتذر عن ادارته لهذه الدورة لظروف خارجة عن ارادته، حينها عرض علي رئيس المهرجان بأن اتولى ادارة المهرجان بدورته الحالية، وها هنا اشاهد معكم نجاح الدورة بجميع المقاييس.
اما عن آلية التكريم المتبعة لهذا العام، فقال: ارضاء الناس غاية لا تدرك، حيث ندرك تماما بأن هناك بعض الأشخاص العزيزين لم يحز تكريمنا لبعض الشخصيات استحسانهم ولكن المهرجان سيستمر وسنحرص على ارضاء بعض الاشخاص المستحقين للتكريم في دورات المهرجان المقبلة، فنحن لا نحبذ فكرة التكريم لشخصيات قد سبق تكريمها في دورات سابقة ونحرص على التجدد، وايضا نحن لا نستطيع تكريم الجميع في دورة واحدة فلدينا ضوابط وشروط وآلية متبعة.
وبسؤاله عن تطلعاته للمهرجان في الدورة المقبلة، اجاب: نحلم بأن يستمر هذا المهرجان الى عدد غير منته، واعدكم في الدورات القادمة بأن تشاهدوا تفاصيل وتطورات اكبر تحوز اهتمامات الشباب وتطلعاتهم وسيكون شعارنا للدورة القادمة «لا للتقشف».