محمد بسام الحسيني
خلال السنوات الماضية شكّل «الإعلام الاجتماعي» أو «السوشيال ميديا» ما يشبه المجرّة المُكتشفة حديثاً في فضاء الإعلام الواسع. ان ما يدعوني لهذا التشبيه هو ظهور عدد كبير من النجوم «غير التقليديين» الذين باتوا ينافسون بشهرتهم زملاءهم من نجوم الفن والرياضة والسياسة وعموم المشاهير الذين اعتادوا أن يستأثروا بعناوين الصحافة والإعلام التقليديين في الماضي.
من نجوم «المجرة الجديدة» الذين برزوا كويتياً وخليجياً حمد العلي عبر حساباته التي تحمل شعار «مع حمد قلم» والتي تحوّل من خلالها الى نجم يعتمد في صنع نجوميته على موهبة «التواصل» بمزيج من الذكاء وخفة الظل في جذب انتباه الناس وحثهم على التفاعل معه.
ما أهّل حمد لهذا النجاح وهذه الشهرة إذاً هي موهبته في التواصل والتفاعل مع الناس، وليس صوته أو إنجازاته الرياضية، أو أزياؤه أو منصبه السياسي أو غيرها من العوامل التي تسهل على «النجم التقليدي» ان يكون من مشاهير «السوشيال ميديا».
لكن كما سارع النجوم التقليديون الى اقتحام عالم «السوشيال ميديا» اثر ظهوره، يرد حمد بخوض معركة مضادة عبر برنامج «مع حمد شو» على تلفزيون «الراي» ليثبت أن «نجم التواصل» يمكنه ايضا ان يكون نجماً تقليدياً ومقدماً ناجحاً يحصد جماهيرية كبيرة عبر التلفزيون.
تجربة رأيناها ايضا في حالة بعض زملاء حمد الذين توجهوا نحو تقديم البرامج الحوارية السياسية «عبدالله بوفتين، عبدالوهاب العيسى، محمد المؤمن وغيرهم...».
خلال حضورنا تسجيل احدى حلقات «مع حمد شو» في موسمه الأول تحدث حمد عن أسباب حبه للإعلام، وكيف كان لا يترك برنامجا تلفزيونيا أو إذاعيا يتيح للجمهور الاتصال إلا وكان يستنفد- بلا كلل أو ملل- فرص المشاركة فيه، وقد تكون رغبته في النجاح ببرنامجه اليوم ملاقاة لهذا الحب القديم، لكن لذلك ايضا أسباباً أخرى برأينا وهي مهنية بامتياز، فالإعلام الاجتماعي عالم لشهرة كأنه ليس عالم احتراف، إذ لا تحكمه معايير كتلك الموجودة في الإعلام التقليدي، والدليل ان حمد حقق شهرته، لكنه في برنامج «مع حمد شو» يسعى الى تحقيق موهبته وإظهار تفوقه في مجال صعب يشكّل تحديا كبيرا وصعبا، اذ ليس من السهل ان تقضي ساعات تكتب وتتمرن وتحاور وتهتم بمظهرك وكل التفاصيل من حولك.
..كان بإمكان حمد ان يكتفي بإطلالاته اليومية عبر وسائل التواصل لكنه اختار الطريق الأصعب والأبقى، حيث سيعود البرنامج بموسمه الثاني مع بداية السنة القادمة وبمساندة فريق شبابي موسع.
والاهم أن حمد يقدم- كما ذكرنا- نموذجا في اتجاه نجوم التواصل نحو الاعلام التقليدي بعكس المألوف وهي ظاهرة حَرِية بالدراسة والمتابعة في مجال الإعلام.