- كان الراحل يقدر الزمالة ويحث الجميع على نبذ الخلافات وكان منفتحاً وصريحاً في طريقته في الإدارة
خلود أبو المجد
من بين منارتين ثقافيتين كويتيتين مقررتين في برنامج انشطة الدورة الـ 23 لمهرجان القرين الثقافي هذا العام، قدمت مساء امس الاول على مسرح مكتبة الكويت الوطنية المنارة الأولى حول حياة ومسيرة الفنان المسرحي الراحل فؤاد الشطي، وستكون الثانية حول الديبلوماسي والموسيقي علي زكريا الأنصاري وستقدم الأربعاء المقبل على مسرح مكتبة الكويت الوطنية.
وتميزت منارة الراحل فؤاد الشطي بحضور فني كثيف تقدمهم الأمين العام م.علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د.بدر الدويش، وأبناء وأصدقاء ومحبو فؤاد الشطي من الفنانين والصحافيين والنقاد الفنيين الذين رافقوا وعايشوا الفنان الراحل خلال مسيرته الفنية التي توقفت بعد رحيله في 6 أبريل عام 2016.
وتناول الحديث عن الشطي في المنارة الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع، والناقد الفني عبدالمحسن الشمري، وأدارها الفنان سليمان الياسين.
ووزع رئيس مجلس الإدارة بالإنابة في فرقة المسرح العربي صالح علي القيلاني بيانا تقدم فيه بالشكر باسم رئيس وأعضاء الفرقة لوزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود الصباح، والأمين العام م. علي اليوحة، والأمناء المساعدين في المجلس، ورئيس وأعضاء اللجنة العليا المنظمة لمهرجان القرين الثقافي على جهودهم الطيبة في سبيل إقامة وإنجاح هذه المنارة، وتسليط الضوء من خلالها على الدور الريادي الذي قام به الفنان الراحل فؤاد الشطي، ودوره المؤثر والفني بالعطاء في فرقة المسرح العربي، والحركة المسرحية الكويتية والخليجية والعربية.
وفي حديثه وذكرياته عن الفنان الراحل فؤاد الشطي، قال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع في ورقته: لفت نظري منذ العام 1965م ولاحظت حيويته وجاذبيته الخاصة، كما لاحظت إلى جواره زميلاه: عبدالمجيد قاسم (عوعو) وكنعان حمد - رحمه الله - وكان ذلك في تدريباتهم مع زكي طليمات وهم طلاب مركز الدراسات المسرحية المسائي في الدور العلوي من مبنى مسرح كيفان، كنا في ذلك الوقت قدمنا موسما غنيا لفرقتنا «فرقة مسرح الخليج العربي» الوليدة وصاحب هذا النجاح ما صاحبه من زهو وشعور بالتميز يصيب دائما الإنسان وهو شاب متوثب يتطلع للمستقبل، بادرت بتحية فؤاد ولم أكن أعرف اسمه ولا اسم أي من زميليه بل أشرت إليه وإليهما بأدوارهم المسندة إليهم ودعوتهم للانضمام لفرقة مسرح الخليج العربي وقد لاحظت بسرور أنه قد استقبل العرض بارتياح وقبول لكنه اعتذر عن نفسه وعن زميليه بأنهم جميعا قد سجلوا أنفسهم أعضاء في الفرقة الوليدة «فرقة المسرح العربي» التي أشهرت كجمعية نفع عام تحت رقم 30 وفق القانون رقم 24 لعام 1962م، وكان ذلك في أغسطس من عام 1964م أي بعد أكثر من عام على قيام «فرقة مسرح الخليج العربي» التي أشهرت بموجب ذلك القانون تحت رقم 11 في 13/5/1963م.
وتابع السريع: غبطت فرقة المسرح العربي على استئثارهم به وتمنيت له ولزملائه التوفيق مع الفرقة الزميلة، وتدور الأيام وتمر المواسم تلو المواسم ويحدث التنافس بين فرقتينا وتتحدد ملامح كل فرقة ويخرج التنافس عن حده مع فورة الحماس المتلازمة مع الشباب ويبدأ التنابز والتلاسن والتشنيع ويخرج الأمر أحيانا عن حدوده الطبيعية مع اللامبالين اللامسؤولين في الطرفين فيقول هؤلاء عن فرقتنا مسرح الخليج إنه مسرح المعقدين، ويقول المتشددون منا عن العربي فرقة المهرجين، ولكن المستوى القيادي واللقاءات ذات الطابع شبه الرسمي تقول غير ذلك، حيث كنا نجتمع وننسق ونتبادل الرأي في شؤون فرقتينا مع فرقتي الشعبي والكويتي المشهرتين بالقانون نفسه ووفق ذات النظام الأساسي.
وأضاف: كنا نقترع بندية على حجز دور العرض ونتنازل لبعضنا إذا اقتضى الأمر أو نتبادل أوقات العروض حسب الجاهزية وكان فؤاد المتحمس المتوثب عاملا رائعا في محاولة خلق الوئام والتفاهم بين الجميع، كان ذا رأي سديد وقوي وكان محبا حقيقيا لفن المسرح ويسعى دائما للتفاهم، وكنا أحيانا نسيء الظن به لكنه يفاجئنا بطيبته وسلامة طويته، وكان أن كسب الجميع وصار رقما صعبا في المعادلة المسرحية في الكويت تعداها بعد ذلك إلى دول منطقة مجلس التعاون ثم المستوى العربي العام وتلا ذلك اتصاله بالهيئة العالمية للمسرح، ومن خلالها خدم الكويت وقدمها خير تقديم كما خدم سائر الدول العربية ودول مجلس التعاون منها على وجه التحديد حيث كان صاحب المبادرة والسعي لأن تكون كلمة يوم المسرح العالمي لكاتب عربي.
وأكمل السريع: فؤاد الشطي شارك بفاعلية في تأسيس الاتحاد العام للفنانين العرب وكنت إلى جواره في كل الخطوات التأسيسية وقد قدمني على نفسه كما هي عادته في الإيثار والكرم، كما كان فارس تأسيس اتحاد المسرحيين العرب في بغداد واخترناه نائبا للرئيس سامي عبدالحميد، أما عن علاقاته الاجتماعية ومساعيه الإنسانية فإنها لا تعد ولا تحصى فقد كان وفيا لأصدقائه حريصا على مشاعرهم مشاركا لهم في الأتراح قبل الأفراح حريصا على أداء الواجب والقيام به خير قيام، كما كان عطوفا وسخيا إلى أبعد الحدود وقد شهدت له مواقف كثيرة لا تنسى ساعد فيها مساعدات مجزية، وأذكر من ذلك حادثة لأحد الإخوة الزملاء من إحدى البلاد العربية تعرض لعقوبة غير مستحقة وسجن فكان فؤاد المبادر لمساعدة أسرته طوال فترة سجنه.
واستطرد: فؤاد لم يغادر الكويت أثناء احتلالها الغاشم وبقي صامدا يشارك الناس ويساعد ما وسعه ذلك، رغم أنه متناقض فهو جسور وقوي وهو مذعور وخائف في ذات الوقت يثير الضحك أحيانا عندما يفزع لأمر بسيط وقد شهدت له مواقف كثيرة من ذلك، كان فؤاد أيضا فوضويا وكنا في كثير من الأحيان نسافر معا فكان يعجب بشنطتي الصغيرة بالقياس لشنطته، وموضع العجب أن شنطتي على صغرها تحمل كل شاردة وواردة لأنها مرتبة وملمومة، بينما تعيش شنطته الفوضى، وكان غالبا يطلب من أحد عمال الفندق وضع كل حاجياته في شنطته ويكرمه لقاء ذلك، كان على درجة عالية من الذكاء ومن الثقافة ولديه مكتبة جيدة ولم يكن يأنف من السؤال يوجهه لي أو للدكتور سليمان الشطي وهو من أصدقائه المقربين أو أي شخص آخر، وحديث الإعجاب بمواهب أولاده أسامة في التأليف والثقافة وأحمد في الإخراج وأوس في التمثيل فإنه محب يرى فيهم نفسه وأنهم امتداد لجهوده.
واضاف السريع: في حياته العامة وداخل فرقة المسرح العربي يقدر الزمالة ويحث الجميع على نبذ الخلافات وكان منفتحا وصريحا في طريقته في الإدارة لا يمنع أي عضو من حضور اجتماعات مجلس الإدارة إن رغب في ذلك، وكان نظاميا لا يهمل شاردة ولا واردة إلا وكانت مسجلة ومحفوظة، وأعتقد أن أرشيف العربي الوثائقي - للمواد المكتوبة والمطبوعة والمسجلة والمصورة ومحاضر الجلسات والصور - لا نظير له في أي فرقة من فرقنا المسرحية وكل ذلك بحرص من فؤاد وتوجيهاته وحب العاملين له وعلى الأخص المرحوم كمال جاب الله والصديق العزيز الزميل محمد حجازي.
وختم السريع بالقول: نصت الرسالة الموجهة لي للمشاركة في هذه المنارة على أن المطلوب مني هو الحديث عن الجانب الشخصي والاجتماعي عن الراحل العزيز فؤاد الشطي وأحسب أني قد لبيت المطلوب وفق ما اجتهدت، لكنني أختم بأن فؤاد الشطي قبل وبعد كل شيء مخرج مسرحي كبير وأحد كبار المسرحيين العرب.
في ليلة امتزج فيها الفن بالإبداع
«كمان» ألفريد جميل سحر الجمهور بأجمل المقطوعات الموسيقية
عبدالحميد الخطيب
بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قدمت دار الآثار الإسلامية مساء امس الأول في مركز اليرموك الثقافي أمسية موسيقية طربية ممتعة كان بطلها عازف الكمان القدير د.ألفريد جميل، الذي جال وصال بأعماله المتميزة مقدما افضل المقطوعات الموسيقية التي مزج فيها الفن بالإبداع فسحرت الجمهور الكويتي.
ولم يكن عزف د.الفريد منفصلا طوال الوقت، بل شاركه المطربون فيصل خاجة ومحمد المطيري ورحاب مطاوع ومحمد سعيد، الذين قدموا بأصواتهم الشجية عددا من الاغاني الخالدة لنجوم الزمن الجميل، وسط تجاوب كبير من محبي الطرب الاصيل الذي حرصوا على التواجد منذ بداية الأمسية وحتى نهايتها.
ويعتبر د.ألفرد جميل أحد أفضل عازفي آلة الكمان كما أن له مؤلفات كثيرة في هذا المجال، حيث يحاول من خلال الموسيقى التي يقدمها عن البحث عن طريق بديلة للتجديد الموسيقي في ظل وجود الأشكال الموسيقية التقليدية واحتوائها وقد هذه المعادلات التي بدأت منذ عهود سابقة على يد: سيد درويش، زكريا أحمد، محمد القصبجي، محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطي، كما يعمل على فكرة التحاور مع القوالب الموسيقية العربية الكلاسيكية ووصلها بالتجارب على صعيد اللغة واللحن والخلفية الحضارية للمستمع.