- منال العمران: فكرة البرنامج كانت للشيخ فهد المبارك وسعيدة لأنه اختارني لتقديمه
دلال العياف
«لا هود الليل وانا في ونيني.. يوم أقبل الصبح وأنا في نواحيه.. يا عاذلي نطرت ليتك تجيني.. وتنظر الحال خلك كيف داعيه.. كني محموم ولي اربع سنيني.. لا اقدر امشي ولا اقدر اداعيه»، هذه السامرية من أجمل السامريات التي تغنت بها الراحلة عايشة المرطة، ومثل ما نقول «قديمك نديمك»، هكذا نشتم منها أحلى خنة ودهن عود معتق، طيبه فواح على الساحة الغنائية كان ولا يزال في الذاكرة، وبعنوان هذي الغنايا اطلقت المعدة الأصيلة المتمسكة بعبق الماضي الأصيل منال العمران على برنامجها اسم «هود الليل» لتعيدنا لماضي الفن الجميل الذي لايتكرر، هو برنامج من نوع خاص طغت عليه الروح الطيبة من غناوي اول، لكن تم استحداثها بأصوات جيل اليوم والذين أعادوها بطريقتهم لكن لم يتخلوا عن الشجن المتواجد فيها وارتباطهم بما كان في القدم.
«الأنباء» تواجدت في أروقة المسرح بوزارة الاعلام في الاستوديو الخاص ببرنامج «هود الليل» حيث قضينا ليلة متميزة أحياها الفنان ذو الصوت الشجي طارق سليمان الذي ابدع وسلطن وأعادنا إلى أجواء الماضي، حيث شدا بأجمل السامريات والفنون منها الطمبورة والسواحلي، وسافر بنا إلى البحرين وتغنى بفنونهم وأجمل إيقاعاتهم وأخذنا معه إلى اليمن وكانت لنا صولات وجولات بالفن العريق المتأصل بكل دولة تغنى بفنها الراقي والتي زخرت مكتبة الإذاعة والتلفزيون بها.
وطغى على المعدة منال العمران الطابع الأصيل والحجيات الكويتية العميقة لتوصل لشبابنا اليوم رسالة بأن يتمسكوا بمخارج الحروف الكويتية والحفاظ على التراث من خلال ذلك البرنامج الذي أدخل الفرح في قلوبنا بتمسكه بالتراث، وأيضا تفاعل الفرقة مع الجمهور المتواجد الذي لم يتوان عن التصفيق والشربكة طوال الوقت الذي مضى سريعا ولم نشعر به، كما أدهشنا فريق عمل البرنامج بتعاونه وتماسكه فكل فرد وكأنه عود من حزمة.
في كل فترة تحرص منال على اختيار مطرب أصيل يتغنى بأجمل غنايات الماضي والجميل بالموضوع مع انتهاء كل غناية تكون فترة قصيرة لشرح بعض المفردات الكويتية والإيقاعات ونوعياتها وبعض المواقف التي ارتبطت بها أنذاك.
وفي تفاصيل السهرة فقد بدأت بغناء طارق سليمان لسامرية يتشفق القلب لها وهي «سبب قلبي عيونه هيضني» ومن بعدها تم الحديث تلك السامرية الأصيلة بطلاقة ومن ثم تم تقديم غناية «سرى حبك بدمي للفنان محمد المسباح، وتوالت الغنايات ولكن رحنا إلى البحرين وغنى سليمان لها «يالزينة ذكريني» للفنان أحمد الجميري، ومن التراث وفلكلور«ياهلا باللي لفاني ياهلا به» و«عدنا للكويت بغناية» خليجية للفنان عباس البدري، ورجع سليمان للفن السواحلي بـ«غزير الماي يا جويرة»، وفن عدني وهي «رحمتك رحمتك يا معين» وكان ختامها مسكا مع فن الطمبورة بغناية «واعليه وعلى حالي».
وعلى هامش السهرة قالت معدة ومقدمة البرنامج منال العمران لـ «الأنباء»: «هود الليل» برنامج غنائي يحيي الغنايات الشعبية القديمة الجميلة بأصوات الفنانين المتميزين وأحياء الفنون الشعبية في جميع مجالاتها سواء فنون بحرية كفن الصوت او السامري والخماري والنقازي وغيره، وقد بدأنا في البرنامج بموسمه الأول لغاية رمضان وتوقفنا، وعدنا بفناننا طارق سليمان ولا يزال البرنامج مستمرا.
وتابعت العمران: فكرة البرنامج كانت للشيخ فهد المبارك الصباح وكيل الاذاعة في وزارة الإعلام، وانا جدا سعيدة لانه اختارني لتقديمه، خصوصا انني متمسكة بماضي الفن الجميل والتراثي، وبلشت بالاذاعة بداية يناير 2016 بفضل من رب العالمين وبمباركة الشيخ فهد، وطبعا لا أنسى دور مداخلات المستمعين التي تأتينا ومشاركاتهم من اوروبا واميركا والقطبين وتفاعلهم مع البرنامج.
جدير بالذكر ان برنامج «هود الليل» يبث يومي الاثنين والاربعاء من كل اسبوع على الهواء مباشرة عبر اثير محطة «الغناء العربي»، وهو من اعداد عبدالعزيز صباح، منال العمران، تقديم منال العمران، تنسيق ومتابعة محمد العويد، هندسة دلال الشريدة، تنفيذ محمد شمساه، اخراج حمد الوهيب وتواجد خلال الحلقة فرقة «أيوب خضر».
فهد المبارك وتشجيع فريق البرنامج
كل الشكر للشيخ فهد المبارك الذي شجع طاقم برنامج «هود الليل» اثناء بث الحلقة، الامر الذي ينعكس ايجابا على فريق العمل ويعطيه دفعة قوية للامام ويرفع روحه المعنوية، فالمبارك اصر رغم انشغاله على حث فريق البرنامج على الاستمرار بالنجاح، ومثل ما نعرف ان بومبارك دائما وابدا هو «دينامو الاذاعة» الذي لا يهدأ ويتابع بنفسه سير العمل وحركته الدؤوبة.