بيروت - جويل رياشي
بعد تمديدات عدة تلبية لإقبال الجمهور، عرضت مسرحية «بتقتُل» البوليسية الكوميدية لجو قديح للمرة الأخيرة على مسرح الجميزة، فودع الممثلان طلال الجردي وبرناديت حديب شخصيتيهما «فريد» و«ليلى» بعدما شرحا علاقتهما الزوجية تشريحا مستفزا لا يخلو من التشويق وروح النكتة وبعض البهلوانية على الخشبة.
النص مستوحى من عمل الكاتب اريك ايمانويل شميت «جرائم زوجية صغيرة» ويحكي عن ثنائي متزوج يبحث عن أسباب البقاء معا.
حوارات ساخنة واتهامات متبادلة و«زلازل» كلامية بين الزوجين يشهدها المنزل الزوجي المتواضع الذي يعود اليه فريد بعد فقدانه الذاكرة اثر حادثة لا يتذكرها.. ثم بعد كر وفر نكتشف ان فقدان الذاكرة لم يكن سوى حيلة ابتكرها لمعرفة مشاعر زوجته تجاهه، وهي بدورها لا توفر حيلها وألاعيبها إلى أن تحين لحظة الحقيقة بينهما.
مسرحية مشوقة قد يكون عنوانها ظالما لها لما ينذره من خفة ليست من صلبها، ولا شك أن نقطة القوة هي تآلف الممثلين إلى أبعد الحدود في تجسيدهما الثنائي المضطرب، وقد أعادانا الى فيلم «لما حكيت مريم» (2002) اللذين برعا في بطولته للمخرج اسد فولدكار.
أحداث متلاحقة تسقط الأقنعة وتعري الزوجين وتحط بهما في نهاية المطاف أمام نقطة انطلاق جديدة ينبعثان منها من الصفر في ظل براعة إخراجية مثقلة بالحركة البهلوانية التي تجيدها برناديت حديب حد سيطرتها على زوايا الخشبة الأربع.
وتجدر الإشارة إلى أن ترجمة نص شميت تولته ماري كريستين طياح والكتابة والإخراج واللبننة لجو قديح، فيما تولت طياح أيضا المساعدة في الإخراج، وصولانج تراك إدارة الإنتاج، وتصميم اللوحات الراقصة مازن كيوان والإضاءة جايمس شهاب.