مفرح الشمري
تنطلق مساء اليوم على خشبة مسرح الدسمة أعمال الدورة الـ 6 لمهرجان أيام المسرح للشباب برعاية المدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة اللواء المتقاعد فيصل الجزاف وذلك تحت شعار «حرفية أدوات المخرج في المسرح المعاصر» حيث يشتمل حفل الافتتاح على عرض مسرحي بعنوان «فرع قطعة 6» تأليف واخراج عبدالله البدر ويشارك فيه نخبة من الممثلين الشباب الذين حققوا شهرة في الأعمال التلفزيونية الأخيرة وسيتصدى لتقديم فقرات حفل الافتتاح كل من المذيع نادر كرم وحبيبة العبدالله.
ويستمر المهرجان حتى 12 الجاري ويتضمن 11 عرضا مسرحيا هي 3 على الهامش و8 عروض في المسابقة الرسمية ومنها: «ويتكلم الخازوق» لفرقة مسرح الخليج العربي، «الحرب الباطنية» لفرقة ستيچ جروب، «مجرد حلم» لفرقة مراكز الشباب، «سأفقد عقلي» لفرقة الجيل الواعي، «غني وثلاث فقراء» لفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية، «اخو دنيا» لفرقة دور الرعاية الاجتماعية، «جريمة المسرح» لفرقة سڤن ستايل.
لجنة التحكيم
من جانبه عقد مدير المهرجان عبدالله عبدالرسول ومساعده علي وحيدي مؤتمرا صحافيا مساء أمس الأول في المركز الإعلامي للمهرجان بمسرح الدسمة حيث أعلن من خلاله أسماء أعضاء لجنة التحكيم لهذه الدورة وهم: محمد مبارك بلال «رئيسا»، شايع الشايع «عضوا»، د.نرمين الحوطي «عضوا»، أحلام حسن «عضوا»، حمد الرقعي «عضوا»، د.نبيل الحلواجي «عضوا»، فادي عبدالله «عضوا» بالاضافة لإعلانه لأسماء المكرمين في هذه الدورة من المهرجان وهم: الفنان القدير سعد الفرج، الفنانة القديرة سعاد عبدالله، الفنانة القديرة مريم الصالح، الفنانة هدى حسين، الفنانة انتصار الشراح، الفنان القدير عبدالعزيز الفهد، والزميلة ليلى أحمد.
أنشطة المركز الإعلامي
واستعرض مدير المهرجان عبدالله عبدالرسول أنشطة المركز الإعلامي لهذه الدورة والتي تشتمل على 24 نشاطا تتضمن العديد من الندوات الفكرية والمؤتمرات الصحافية وتسليط الضوء على بعض تجارب المخرجين في المسرح حتى يستفيد منها الشباب المسرحي الواعد.
وتمنى عبدالرسول من جميع الفرق المسرحية المشاركة في هذه الدورة أن تكون منافستهم بروح جميلة بعيدة عن المهاترات التي لا تسمن ولا تغني من جوع حتى تعم الفائدة على الجميع.
هوية المهرجان
سبق مؤتمر اللجنة المنظمة للمهرجان ندوة فكرية بعنوان «حرفية أدوات المخرج في المسرح المعاصر» وهو شعار هذا المهرجان تحدث فيها المخرج سليمان البسام بإسهاب حيث حلل من خلالها هوية المهرجان في دورته السادسة وأدارت هذه الندوة المذيعة زينب القلاف.
بدأ البسام حديثه حول أهمية تفعيل الحركة المسرحية من خلال هذه النوعية من المهرجانات المسرحية الحاضنة للشباب المبدع، مشيرا الى ان شعار المهرجان يحمل أكثر من بعد فكري وتطبيقي يجب الاستفادة منهما في تعميق المفاهيم بشكل إيجابي، وأضاف البسام قائلا: اعتبر نفسي أحد تلامذة المدرسة المسرحية في بريطانيا ومن خلال تجربتي وجدت ان المسرح البريطاني يعتمد في المقام الأول على «النص» كعنصر رئيسي في حين ان المخرج يعتبر عنصرا ثانويا، ولعل ذلك أفسح المجال أمام الكتاب البريطانيين للولوج الى هوليوود وتقديم الكثير من الأعمال في الأفلام الأميركية، ولا أبالغ بالقول ان المخرج البريطاني يكون «أشبه بالعبد المأمور» وخادما للنص فالأمر يأتي وينتهي من الكاتب، لكن هذه النظرية تختلف كليا عن المدرسة الأوروبية التي تعتمد على المخرج كعنصر رئيسي وأشبه ما يكون بـ«النوخذة» بلغة البحر فهو يعيد قراءة النص ويتدخل بشكل جذري ومباشر لتنفيذ رؤيته الإخراجية.
وزاد: نحن بدورنا في العالم العربي تأثرنا بشكل مباشر بالمدرسة الأوروبية، ومن خلال جولاتي المختلفة في العواصم العالمية وجدت اننا أمام نقطة تحول يمكن وصفها بـ «المسرح الهجين» وهذا المسرح يستحق التأمل خاصة فيما يتعلق بعلاقة المخرج بأدواته الفنية المتعارف عليها «النص، الممثل، السينوغرافيا» ورؤيته الإخراجية، فيما يتعلق بالنص فيتردد على مسامعنا دائما معاناة المسرح الذي يعـــــاني من وجود نصوص جيدة في ظل التطورات المعاصـــرة، حيث المحاولات المختلـــــفة للتدخل في النص وتعديــــله، مثلما شاهدت في تجربة حاول فيها المؤلف الاعتماد على ما ورد في الصحف حول قضـــــية مواطن اتهم بالسرقة، هذا النـــص خلق نوعا من الرمزية لوضع بلد معاصر بعيدا عن النص المكتوب والذي أميل بطبعي للتعامل معه، حيث يصبح بمقدوري إعادة الطرح وخلق شكل متواز أو مغاير.
دور الممثل
وتابع البسام: اما فيما يتعلق بالعنصر الثاني وهو «الممثل» فالسؤال المطروح حاليا ما دور الممثل؟ وهل لايزال دوره في تجسيد الشخصية قائما أم انه ناقل للخبر فقط؟ وهنا لابد من الاشارة الى ان النظرة للممثل في أوروبا وحتى في المسرح التونسي يعتمد على لغة الجسد وليس لغة الكلام مثلما هو معمول به في نسبة كبيرة من المعاهد الأكاديمية، لذا لابد من القائمين على مثل هذه النوعية من المهرجانات أو المؤسسات الأكاديمية عمل ورش تدريبية لهؤلاء الشباب من أجل تطويرها، وفيما يتعلق بالرؤية الإخراجية شخصيا أرى ان السينوغرافيا من أدوات ديكور وموسيقى وصوت تأتي في رأس «الهرم» وهي من الجوانب التقنية التي تدخل في حيز الأمور المهمة والرئيسية للمخــــرج من أجل خلق فــــضاء داخل البروڤة.
واضاف: هنا أريد ان ألفت إلى أمرين مهمين الأول وهو أهمية الالتفات والاهتمام بعناصر مهمة خلف الكواليس مثل إدارة الخشبة والكواليس وهي عناصر مهمة في المسرح، لكن للأسف تأتي في ذيل الاهتمام حتى في المعاهد الأكاديمية، والأمر الثاني يتعلق بمسألة التوثيق وأنا ضد التوثيق برفع الستارة انما يجب ان يبدأ من أول بروڤة طاولة لأن البروڤات تشهد الكثير من الأساليب المتطورة والمختلفة وحالات جديدة تستحق التوثيق في كل خطوة.
وفي رده على أسئلة الصحافيين أكد البسام انه تعامل مع جيل الخبرة والشباب وكلاهما يملك الطموح والقدرة على تقديم الابداع، مشيرا الى ان لغة التفاهم والاحترام هي سيدة الموقف في التعامل، وعن وجود الخلل في استيراد الأفكار الغربية قال: يجب ألا نرفض الاستيراد الغربي من ثقافة وأدب رفضا قاطعا لكني ضد الاستنساخ الغبي، لأن تراثنا العربي وأدبنا يستحق منا ان نسبر أغواره ونستخلص منه الكثير من القضايا والقصص القيمة.