- أيمن زيدان لـ«الأنباء»: أتمنى أن تبقى السينما السورية ثابتة للأمام
- جود سعيد: ما نقوم به يعتبر إحدى خطوات إلى الإمام لتفعيل الفن السابع
حمص - هدى العبود
لم تتوان الجهات المعنية في إلقاء الضوء على معاناة الشعب السوري طيلة سبع سنوات، من حرب أدت إلى أن تكون الأسر السورية على مساحة الوطن تعاني من الموت والتفجير، وفيلم «مطر حمص» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ومديرية ثقافة مدينة حمص التي عانت أكثر المدن السورية من إرهاب طال الأخضر واليابس على أرضها.
المخرج جود سعيد كان اختياره أن يكون مسرح مدينة حمص للثقافة والفنون بداية العرض للفيلم، كونه يحمل اسم المدينة التي عانت من الإرهاب على كل الأصعدة، خاصة ان اغلب مشاهد الفيلم صورت على ارض مدينة حمص قبل عامين.
«الأنباء» التقت المخرج جود سعيد، فقال: الفيلم يحكي حقيقة الحصار الذي عانى منه أهالي مدينة حمص القديمة على مدى عامين، خلال الفترة ما بين فبراير ومايو من عام 2014، ويلقي الضوء على حياة شخصيات حوصرت من قبل الإرهابيين في حمص القديمة، جمعتها قساوة الظروف، فجعلت منهم عائلة واحدة تتحدى الألم، الذي فرضته تلك العصابات الإرهابية تحت شعار إقامة الدولة الإسلامية في بلاد الشام، كما يروي فيلم «مطر حمص» قصة مجموعة من العوائل الحمصية التي بقيت ضمن المدينة وعاشت تجربة فريدة من نوعها، وهو محاكاة لما جرى.
وأضاف جود سعيد: الفيلم اليوم هو إهداء لتلك المدينة الصامدة على مدى سبع سنوات من الحرب والإرهاب عليها، ولقد اخترنا هذا اليوم الذي أصبحت فيه المدينة خالية من مظاهر السلاح غير الشرعي، وخروج آخر دفعة من المسلحين من أراضيها، خاصة حي الوعر الذي اعتبروه حصنا لهم لضرب المدينة والقرى المجاورة التي لم تؤيد سياستهم وإرهابهم.
وتابع: ما نقوم به من عروض لمهرجانات وعروض أفلام سينمائية يعتبر إحدى خطوات إلى الإمام لتفعيل الفن السابع، منها البدء بترميم صالات السينما بحمص، وإعادة وضعها بالخدمة لتحريك النشاط الثقافي والمعرفي ضمن مدينة تنهض اليوم من الحرب، فالسينما هي نوع من تمرين الروح على اللاعنف، وغذاء روحي، وطقس عرفته المدن السورية منذ ستينيات القرن الماضي للالتقاء مع بعضهم البعض.
وعن رأيه في كيفية تناول الحرب على سورية على صعيد الدراما أو المسرح أو السينما، رد سعيد: الأفلام التي أنتجت في سورية، تناولت وجهة نظر السينمائيين، بمعنى أن يعبروا عن تلك الحرب ومآسيها، التي حطت رحاها على ارض سورية، ونقل وجهة نظرهم إلى الناس من خلال قالب فني موثقا وشاهدا على ما جرى، ومن هنا تأتي أهمية المهرجانات السينمائية والدراما والمسرح لأنهم في النهاية وجهان لفن واحد، فإما أن يكون فنا هداما أو فنا راقيا، ولذلك اخترنا مدينة حمص لتصوير غالبية المشاهد على أرضها نظرا لواقعية الأحداث، وتجسيد حقيقة ما جرى، واستغرق التصوير حوالي مائة يوم، وصور بفترة زمنية قريبة جدا من الفترة التي عاشتها المدينة وأهلها، وهو من إنتاج مؤسسة السينما و«أدمس برودكشن» عام 2017.
من جهته قال الفنان أيمن زيدان: دعوني أقول ذلك لصحيفة «الأنباء» وللإعلام الذي يسمعني ولكل من سيشاهد الفيلم، قبل أن ندخل لحضور العرض أقول «أفسحوا المجال للسينما»، كما أتمنى أن تبقى السينما السورية تسير خطوات ثابتة للأمام، خاصة أن الضوء بدأ يلوج بالأفق، وعلينا أن نفتح له منافذ قلوبنا ليعود وينير أرواحنا، ونعود كما كنا سوريين مثيرين للدهشة.
أما الفنان حسين عباس، فقال: من خلال «الأنباء» أقول هناك مقولة أن «الوجع لا يشعر به إلا صاحبه» لكنني اليوم أخالف هذه المقولة وأقول إن ألم سورية أوجع خمسة وعشرين مليون سوري، والشكر لكل من وقف معنا وشاركنا وجعنا، ونحن نمد أيدينا لكل من يساند السلام وإنهاء الحرب في بلادنا وفي أي مكان في العالم.
واردف عباس: الفيلم يحكي وجعنا كسوريين، ووجع أهالي تلك المدينة الصامدة، ويرصد فترة تاريخية مهمة من حياتها، والعب دور الأب «إيليا» الذي كان محاصرا من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة داخل حمص القديمة، ورفض الخروج وبقي فيها حتى النهاية هو ومجموعة من المواطنين، وكيف جسدوا حب وطنهم بعلاقاتهم ومساندتهم لبعضهم البعض ضمن هذه الظروف وتفاصيل حياتهم اليومية، وكيف تقاسموا كسرة الخبز المغمسة بالدم والقهر والظلم، كما تضمن بعض المواقف الكوميدية.
وقالت الفنانة لمى الحكيم: فكرة عرض الفيلم بمدينة حمص هي رهان كبير بالنسبة للممثلين، وأرجو أن يكون «مطر حمص» قد لامس ولو جزءا بسيطا من معاناة تلك المدينة التي تشبه بمآسيها مدينة بطرسبرغ في الحرب التي شنت عليها، واعتبر شخصيا سينما الحرب هي التوثيق الحقيقي الذي سيحفر في ذاكرة الناس، ونحن بالفيلم كنا أمينين على نقل الحقيقة كما هي.
يذكر أن أهالي مدينة حمص، وقفوا ساعات طويلة من اجل الحصول على بطاقة لدخول الفيلم ومشاهدة معاناتهم ومعاناة أخوة لهم في المدينة، ربما كانوا من أهالي الحي أو من بقية الأحياء، خاصة وان الفيلم حرك مشاعر الألم والمعاناة التي عاشوها، فهم لا ينسوا جرحاهم ومن غادرهم دون رجعة، إضافة إلى مقابر واسعة، امتدت خارج المدينة، وجميعهم من الأطفال والشيوخ والنساء، ومع هذا لا يزال صوت المدفع يسمع في الميدان، والحزن يعم الوجوه.