مفرح الشمري
Mefrehs@
يبحث النجوم الكبار عن تقديم أدوار استثنائية على الشاشة خصوصا في شهر رمضان، حيث تبلغ نسب المشاهدة لأعمالهم مستويات قياسية، وأهم الطرق الى ذلك الظهور في قصة مثيرة تستقطب الناس وتلامس مشاعرهم.
مسلسل «اقبال يوم اقبلت» نموذج جميل على ذلك، وهو «الضالة» التي كانت الفنانة القديرة هدى حسين تبحث عنها لتقدمها لجمهورها من الخليج الى المحيط بطريقتها الخاصة حتى نتعرف عن قرب على المعنى الحقيقي للبطولة المطلقة في الأعمال الدرامية التي يتهرب منها الكثير من «الكبار» حاليا لأن «نَفَسَهم» لم يعد يتحملها كما تحملتها هدى بكل قوة وإصرار في «اقبال يوم اقبلت»، حيث قدمت لنا رائعة جميلة من روائعها الإنسانية والفنية في آن.
المؤلف د.حمد الرومي كتب في مقدمة رواية «اقبال يوم اقبلت» كلمات شعرية منها «اسمها اقبال.. طيبة ابنة حلال.. اخذت الشعر مجال.. فعاصرت كل الأجيال.. لها مشية غنج ولها رعشة دلال.. بالحب لها جواب وبالعشق لها ألف سؤال.. قلبها سهل الوصول وعقلها صعب المنال»، وهذه الكلمات كانت المفتاح السحري للمخرج منير الزعبي ليضع رؤيته الإخراجية المبدعة حيث سحرنا بـ «قطعاته» و«كادراته» التي كانت تنقل كل حركات «اقبال» بالتفصيل الممل.
تقمص هدى حسين شخصية «اقبال» بهذه الطريقة دليل واضح على أنها فنانة تمتلك قدرات عالية تفوق ممثلات الصف الأول في الخليج، وهذا الأمر لم يأت من فراغ، وإنما بالإحساس بقيمة الدور الذي تقدمه هدى حسين والقضية التي تحملها لتوصيلها للمشاهدين، هدى لم تكن تمثل فحسب بل جسدت الشخصية بمنتهى الواقعية والصدق كما جاءت في الرواية التي كتبها بحنكة د.حمد الرومي وحافظ من خلالها على قيمنا وعاداتنا الكويتية من الاندثار وإحياء المفردات القديمة التي تلاشت في جيلنا الحالي..!
مع نهاية شهر رمضان أصبح «اقبال يوم اقبلت» حديث الناس ككل لأنه مسلسل لامسهم من الداخل ويتضمن حوارات قوية وجميلة و«تهز» الجبال، رغم ملاحظتنا أنه خلال الحلقات الأخيرة تركزت احداثه في الجزيرة التي لجأت اليها «اقبال» لتعيش مع نفسها بعيدا عن «الناس» لأنها «زهقت» من كذبهم وخداعهم حتى من اقرب الناس لها، ما أبطأ ايقاع العمل ودفع المشاهد قليل الصبر الى التململ رغم الحب الذي زرعته اقبال في قلوب الجميع.
أقول للفنانة هدى حسين «كثر الله خيرچ» على الجهد الذي بذلته في «اقبال يوم اقبلت»، وأتمنى في أعمالك الدرامية المقبلة مزيدا من التألق والنجومية التي تستحقين أن تكوني عنوانا ساطعا لها.. شكراً هدى.