عاد الفنان والمخرج عبدالعزيز الحداد بذاكرته الى طفولته وعشقه للفن وتحديدا عندما كان يسرق اللحظات لمراقبة ومتابعة الفنان محمد النشمي عندما كان يقضي هو وحسين الحداد ساعات في التحضير لأعمالهما المسرحية، مشيرا في الوقت ذاته الى زيادة جرعة ارتباطه بهذا الفن، فقرر ان يمارسه بين اقرانه من الطلبة.
واستعرض الحداد في الندوة التي أقامها ضمن انشطة المركز الاعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب السادس والتي أدارها الزميل يوسف الخالدي، عن تجربته الاخراجية في مجال المسرح قائلا: الاخراج قيادة، هذا ما قاله البعض، وهذا صحيح، فالقيادة ركيزة من ركائز الاخراج، وهذه الركيزة لا يدركها الا المخرج العارف بشؤون عمله والمدرك ان المخرج هو سيد العمل وليس سيد العاملين، فيسود الاحترام بين الممثلين.
واشار الى ان الفنان شخص مرهف الحس، لا يحتمل التجريح، واحيانا يقبله على مضض وغصة حتى لا يفقد فرصته في الظهور أمام الجمهور لشغفه وحبه لهوايته وحرفته، لافتا الى ان حالة الاخراج سكنت ذاته منذ عام 1964، وذلك عندما تسلق عنوة خشبة المسرح في مسرحية «حظها يكسر الصخر».
واضاف: كتبت نصا مسرحيا اثناء دراستي في الخارج، وأعدت صياغته وتقدمت به لفرقتي في حينه عام 1980 ولم تتوان في مساعدتي وشجعتني بأن رصدت لي مبلغا صغيرا على ان اقدم هذا العرض كنشاط داخلي في انشطة الفرقة داخل مقر المسرح.
وتابع الحداد: مسرحية طماشة كانت المحك الحقيقي الذي بحثت فيه عن نفسي ووجدتها ولله الحمد وكان النجاح حليفها، فهوس الفن والاخراج بالذات بدأ يأخذ عمقا اكثر في نفسي فأتبعتها بمسرحية «دفاشة» التي كانت خلاصة التجربة لفحص امكانيات لقيادة فريق مسرحي انتاجا، وتأليفا وإخراجا، فاتبع قاعدة اعط كل ذي حق حقه وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتسيد العمل لا العاملين، فأصبحت هذه القاعدة أساسا للعمل لأضيف اليها مبادئ اخرى استنبطتها من تجارب مسرحية اخرى.
وقال: تجربة «دفاشة» كانت الاصعب، فقد أتى اليوم الذي تنبأ به محمد النشمي، وقبل ان يمثل دورا في مسرحية من اخراجي هو وزميله حسين الحداد وبأدوار رئيسية.
واكد الحداد ان مسرحيتي طماشة ودفاشة كانتا بمنزلة المدرسة التي تتلمذ فيها ليتجرأ ويقدم تجربة للاطفال بعد ان شاهد عشرات التجارب الغربية والعربية، فقرر خوض مسرح الطفل في أولى مسرحيات الاطفال التي قدمها وكانت مسرحية «فدوة لك» التي كتبها الأخ صلاح الساير.
وزاد بأن الدعوة مفتوحة لمشاهدة خلاصة تجاربي المسرحية في مسرحية «الضريرة والحب» والتي أزمع تقديمها من خلال مهرجان الخرافي القادم.
وفي رده على اسئلة الصحافيين، أوضح الحداد ان الجيل الحالي يضم الكثير من المخرجين الواعدين الذين يمتلكون أدواتهم الاخراجية، لكن الفارق بينهم وبين الجيل القديم ان القدماء انطلقوا من المسرحيات الخارجية وليس من المهرجانات مثلما يحدث الآن مع المخرجين الشباب، مشيرا في الوقت ذاته الى وجود بعض الاسماء الشابة التي أثبتت قدرة على تقديم شخصيات اخراجية فذة امثال عبدالعزيز صفر وعلي العلي وغيرهما.
واضاف الحداد: دائما أرى ان المؤلف مهم، وقبل أي عمل فني لكن يظل المخرج هو سيد العمل لكل مسرحية معروضة. واستغرب تداخل المهام الى درجة يقوم فيها مساعد المخرج بتوجيه الممثلين وقال: لن أسمح بذلك في اعمالي لإيماني المطلق بوجود علاقة خاصة بين المخرج والمؤلف.