مفرح الشمري
الصرخات الانسانية الموجودة في النص المسرحي الفرنسي لمؤلفه جان لويس غاليفرت «غني وثلاث فقراء» اختفت نوعا ما في العرض المسرحي الذي قدمته فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية مساء امس الاول على خشبة مسرح الدسمة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان ايام المسرح للشباب السادس بقيادة المخرج الشاب عيسى ذياب الذي تناسى مضمون النص الانساني وركز على الشكل فلم يكن هناك ترابط بين اسم المسرحية وما شاهده الحضور الذين «ضاعوا» بـ «الطوشة» وكثرة المجاميع على الخشبة.
شعار المهرجان
ولكن من باب الانصاف يحسب لمخرج العرض انه لامس نوعا ما شعار المهرجان وهو «حرفية ادوات المخرج في المسرح المعاصر» وان كان الاسلوب الذي اتبعه في الرؤية الاخراجية ليس جديدا، خاصة انه يذكرنا بأعمال المخرج السوري مانويل جيجي الذي قدم هذا النص المسرحي في سنوات سابقة والذي يتفنن قدم هذا النص في السابق وتفنن فيه لتصل فكرته للمتلقي بطريقة جميلة مركزا على المضمون لا الشكل كما فعل عيسى ذياب.
في الحلقة النقاشية التي تلت عرض مسرحية «غني وثلاث فقراء» اشاد عدة نقاد واساتذة بالمعهد بالفكرة والأداء رغم اشارتهم إلى ان هناك بعض الاخطاء التي ظهرت على خشبة المسرح مثل تحريك المجاميع وتوزيع الاضاءة وعدم توضيح السبب في لجوء بطل المسرحية محمد صفر الى تقطيع «المنيكان» التي دخلت عن طريق احد الممثلين برجل واحدة، بالاضافة الى استخدام «الطنبورة» واسم البطل «ميشيل»، تلك الاخطاء جعلت الحضور يتساءلون ماذا يريد المخرج من هذا العرض؟!
أداء الممثلين
وعلى صعيد الممثلين فقد كان الاداء جيدا خاصة انهم حاولوا بشتى الطرق توصيل ما يريدونه بطريقتهم، لاسيما محمد صفر وعيسى الحمر وحمد اشكناني الذي استعان به المخرج عيسى ذياب في تحريك الدمية وقد نجح كثيرا في ذلك وهو امر يحسب للمخرج الذي وجد حلولا بديلة عن الاستعانة بممثلة ربما لا تستطيع ان تقوم به «دمية» حمد اشكناني.