- السنعوسي: كنت خائفا على شادي الخليج من الغناء وهو مريض
- السريع: أحدث نقلة نوعية في وزارة التربية عندما جاء إليها فبدأت الحفلات تظهر منها
- خاجة: نعتز بتراثنا وموروثنا لذلك اخترنا شعار «من الكويت نبدأ» ليكون فيه تركيز على الفنون الكويتية والفنانين الكويتيين
- بورحمه: أشكر «جابر الأحمد الثقافي» على اختيارهم لي لإخراج الأوبريت
مفرح الشمري
Mefrehs@
بأجواء حبية، استضاف الملتقى الثقافي للأديب والروائي د.طالب الرفاعي في باكورة موسمه السابع الفنان الكبير عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» أمس الأول في منزله بمنطقة السرة وذلك وسط حضور كبير من المثقفين والاعلاميين يتقدمهم وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي ووزير الصحة الاسبق د. هلال الساير ووزير التربية الاسبق د.رشيد الحمد ود.شملان العيسى ونائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد والكاتب المسرحي القدير عبد العزيز السريع والملحن القدير أنور عبدالله والفنان جمال اللهو ومدير عام تشغيل مركز جابر الاحمد الثقافي فيصل خاجة والمخرج يعرب بورحمة والإعلامية عائشة الرشيد ود.نرمين الحوطي واخرون.
أدار الأمسية د.طالب الرفاعي الذي أثنى على شادي الخليج وموهبته الكبيرة مشيرا إلى اعتراض الأسرة على اشتغاله بالفن في بداياته وكادت هذه الموهبة تضيع لولا حمد الرجيب الذي أوجد للشاب الصغير الموهوب حلا للخروج من هذه الأزمة حيث أطلق عليه لقب شادي الخليج الذي ولد عام 1939 فعاصر الكويت القديمة أيام الفقر والبساطة كما عاصرها بعد الطفرة النفطية فدرس الفن وعلومه وأصوله ليصبح أحد نجوم الزمن الجميل في الطرب والغناء وتساءل الرفاعي لماذا كان الشياب والكبار يخرجون ويرقصون ويغنون في الماضي فيما الشباب يستحيون الآن. وهنا سؤال الأمسية كيف يتعايش المجتمع الكويتي مع الموسيقى وما الذي تغير في الناس؟
غرفة بسيطة
ومن ثم تحدث الفنان الكبير شادي الخليج معبرا عن سعادته بالوجوه الطيبة التي حرصت على الحضور والمشاركة في هذه الأمسية وكذلك جميع الذين استقبلوه بعد رحلة العلاج الطويلة مما أسعده وأثلج صدره وكان له أطيب الأثر في نفسه.
وتطرق شادي الخليج إلى مولده في غرفة بسيطة مغطاة بالسعف معلق فيه أحبال تحمل لحوم عيد الأضحى لأنه لم تكن هناك ثلاجات لحفظ اللحوم فكانت الأوضاع فقيرة ولما دخلت الكهرباء سوق الداخلي بالقرب من المدرسة المباركية اشترى لنا الوالد مروحة للطاولة وعندما دارت اقتربت منها فغنيت امامها فكان الهواء يضرب ذبذبات صوتي وكنت أتصور أن الناس تسمعي في الخارج وهذه المروحة تنقل صوتي عبر الأثير فتحمست للغناء وكان عمرى وقتها ست سنوات ومرت سنوات وتعرفت على محمد السنعوسي وعبد الرحمن البعيجان وبدر فرج العتيبي وكنا فريج واحد ونخرج معا الى سوق الغربللي ونقتطع جزءا من شعر الحصان ونركبه على العلب الفارغة والخشب بطريقة معينة وأغني ويعزف على شعر الحصان العتيقي والبعيجان فنمت الموهبة منذ الصغر.
وانتقل شادى الخليج إلى مرحلة أخرى في الأندية الصيفية والكشافة حيث كان يساهم في ليالي السمر وكان بصحبته صديقه محمد السنعوسي فاشتهرت في الأندية والكشافة لسنوات حتى جاء عام 1953وخرجنا في معسكر كشفي على الحدود السعودية ـ العراقية وكان معنا الشيخ عبدالله الجابر ومحمد التتان عازف الكمان وسمعنا الشيخ عبدالله الجابر وشجعنا وفي عام 1958عندما تأسس مركز الفنون الشعبية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية وكان حمد الرجيب مدير إدارة فيها وكان التتان يعرفنا فلما تأسس المركز دعانا لزيارته وكنت وقتها طالبا في ثانوية الشويخ فلما ذهبت التقيت بحمد الرجيب وسعود الراشد واحمد باقر واحمد الزنجباري ونخبة كبيرة جدا ورحبوا بي واستمعت لألحانهم واستمتعت بعزف سعود الراشد على العود وغنيت سمرا ياسمرا لكارم محمود لأنني كنت عاشقا له ووجدت تجاوبا كبيرا من الحضور.
مركز الفنون الشعبية
ويضيف شادي الخليج وفي عام 1959 انتقل مركز الفنون الشعبية من شارع فهد السالم الى منطقة على البحر وكانت به صالة كبيرة كمسرح وهي التي سجلت فيها «لي خليل حسن» كلمات احمد العدواني وألحان احمد باقر وكنا وجدنا هذه الكلمات في احدى الغرف فقام بتلحينها احمد باقر وغنيتها وذهبنا الى حمد الرجيب نسمعه ولا تتخيلوا كم فرح بنا الرجيب والعدواني وطلبوا نعمل بروفات ونسجلها فاستدعوا فرقة عودة المهنا من الاذاعة وسجلناها وايضا كانت مناسبة اخرى وهي الاحتفال بعيد الأم فاتصل سعود الراشد بالشاعر أحمد أبو بكر وكلفه بعمل أغنية «أمي أمي» ووضع الراشد اللحن في 21/3/1960 وذهبنا للإذاعة وسجلناها وأذيعت للناس وكانت الأدوات بسيطة ولا يوجد مونتاج فإذا أخطأ أحد تمت الإعادة كاملة وكانت المواد الإذاعية لا علاقة لها بالكويت في الأغلب الأعم فكانت لي خليل حسن من انتاج مركز الفنون الشعبية الكويتي فاحتفلنا بها لانها كانت تذاع كثيرا كأغنية كويتية وتتالت الأغاني فقدمنا أغاني الهولو وفرحة العودة وجاء عوض دوخي وبدا في يامن هواه وبدأت الحركة الفنية تنتعش في ذلك الوقت، ليختتم بوعلي حديثه متسائلا: ليش بچت الناس في أوبريت «مذكرات بحار» الذي أعيد تقديمه مؤخرا؟!
ليفتح بعد ذلك باب الحوار والنقاش مع الحضور وكانت البداية مع وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي الذي قال: كنت خائفا على شادي الخليج من الغناء وهو مريض لكنه عرف كيف يختار المقطع المناسب لصوته في هذه المرحلة وعندما ظهر على المسرح قامت الناس ترحب به وتصفق فشعرت أنه انتشى وفرح وهكذا الفنان الأصيل في مواقف من هذا النوع يسعد الآخرين ويعطيهم من طاقته وقدراته وعندما بدأ الشادي يؤدي شعرت أنه عاد للخلف ثلاثين عاما في مرحلة الشباب من قوة صوته وأدائه.
وأشار السنعوسي إلى مرحلة وزارة التربية في حياة شادي الخليج حيث بدأ بمعهد تدريب المعلمات وتأهليهم لتعليم الأطفال الموسيقى فعمل مصنعا لتصنيع الأدوات الموسيقية مثل الطبل والطار والمرواس لتوزع هذه الأدوات على المدارس والتف حوله الفنانون الشعبيون في جمعية الفنانين الكويتيين. وقدم الإعلامي المخضرم محمد السنعوسي نقداً فنياً للأوبريت المعاد تقبله القائمين عليه بصدر رحب.
أجيال متعاقبة
وقال الكاتب المسرحي القدير عبدالعزيز السريع شادي الخليج أمتع أجيالا متعاقبة من أبناء هذا الوطن بصوته وفنه بالإضافة إلى الانجازات التي حققها على المستوى الإداري فأحدث نقلة نوعية في وزارة التربية عندما جاء إليها فبدأت الحفلات تظهر ومنها الحفل الشهير الذي أقيم لجلالة الملك خالد ونجح الشادي في إقناع المسؤولين بأن يتبنوا فنه الذي أصبح جزءا من تراثنا وعواطفنا وحقق انجازات كبيرة فأنا أطلق عليه شيخ قبيلة الفنانين .
ليس لها طعم
وتحدث الملحن القدير أنور عبدالله قائلا: إن الناس بكت في أوبريت مذكرات بحار لأنها ولهانه على الأغنية الوطنية الراقية ومتشوقة لشادي الخليج لأنه مهيب والأغنية الوطنية مهيبة خاصة اللايف والمباشرة لأن الأغنية البلاي باك ليس لها طعم وتساءل عبدالله أين الاوبريتات الوطنية واين يوسف المهنا وسليمان الملا وغنام الديكان كملحنين وتساءل كيف يقوم أربعة شعراء مع أربعة ملحنين بعمل أوبريت هذه تابلوهات ولوحات غنائية وليست أوبريتا.
ومن ثم تحدثت الإعلامية عائشة الرشيد قائلة: الناس بكت لأنها تذكرت ذلك الزمن الجميل حينما كانت محطات الخليج تسعى لنقل أوبريت العيد الوطني لأنها كانت تحكي تاريخ الكويت مثل «مواكب الوفاء» و«صدى التاريخ» وأنا أول من تصدى للاوبريتات الفاشلة !!
وتساءل مدير الأمسية وصاحب الملتقى د. طالب الرفاعي من أين جاءت فكرة إعادة عرض «مذكرات بحار» ليرد مدير عام تشغيل مركز جابر الاحمد الثقافي.
فيصل خاجة قائلا: إن التردي أصاب كثيرا من مجالات الحياة وليس الفن أو الأوبريتات فقط سواء على مستوى الكلمة أو اللحن أو الذوق العام حتى المسرح والرياضة وغالبا لأسباب سياسية وهذا التردي لم يكن وليد اليوم بل استغرق سنوات طويلة لكننا اليوم نحاول أن ننهض من جديد وهناك بوادر حيث تم بناء مجموعة مسارح وفيه اتجاه مغاير علينا أن نسانده والكويت دولة متفوقة فنيا ونعتز بتراثنا وموروثنا ولذلك اخترنا شعار من الكويت نبدأ ليكون فيه تركيز على الفنون الكويتية والفنانين الكويتيين ووقع اختيارنا على «مذكرات بحار» لأنه عمل متكامل كما يمكن استغلال التطور والتقنيات الحديثة لتحبيب الجيل الجديد في تراثهم خاصة أن هناك حبكة درامية وإخراجا يعتمد على الإبهار وأسسنا أوركسترا خاصة بالمركز بها 70% من الكويتيين وهذا فخر لنا ونرحب بالنقد الايجابي لكن أن يقال إننا حولناه إلى عمل تجاري يهدف للربح فهذا غير صحيح فالإيراد بالكامل لمدة ثلاثة ايام لم يغط ثلث التكلفة وكان هناك دعم كبير من الديوان الأميري وهذا هو دور الدولة.
من جانب آخر شكر مخرج أوبريت «مذكرات بحار» يعرب بورحمه مركز جابر الأحمد الثقافي على اختيارهم له بإخراج هذا الأوبريت الذي تربى عليه حسب قوله.