القاهرة ـ سعيد محمود
كشف مخــرج أول فيلــم قطــري طويــل أن الجــن سيكونــون أبطــالا رئيسييــن فــي أحداثــه، حيــث سيرصــد الفيلــم العلاقــات بيــن الإنس والجــن دون أن يأخــذ طابــع الرعب، كما قد يظـن البعــض، مشيرا إلى أن الفيلم يشــارك فــي بطولتــه أكثــر من فنان، بينهم: علي حسن، وعلي ميرزا، وعبدالله غيفان، وصلاح درويش، إلى جانب ميساء مغربي.
وأوضح المخرج خليفة المريخي أن الفيلم الذي يحمل عنوان «عقارب الساعة» يستكشف نوعا من الفنون القطرية الفلكلورية التي يعتقد العامة أنها من إبداع «الجن».
وأضاف المريخي الذي أخرج في السابق عددا من الأفلام الوثائقية القصيرة أن الفكرة الرئيسية للفيلم تدور حول فن مرتبط بالأساطير، حيث يعتقد الكثير من القطريين أنه من صنع الجن، وتظهر في الفيلم شخصيات خفية من الجن تشارك في تحريك الأحداث، وترتبط بعلاقات مع أبطال الفيلم من الإنس.
وأكــد أن استخــدام فكــرة «الجــن» في الفيلــم ليس للتخويف والرعب، بل تــم تصويرهم بأشكال أناس عاديين من البشر، وهم يتصلون بشخصيتين هما «سعد بن خلف» الــذي يتصــل بجنية تخرج من البحــر، وتربطهما علاقة قوية تصــل بها إلى إبلاغه بأسرار الجن، وكذلك «عتيق بن بارود» الذي يتعلم فن الفجيري من كبير الجن «عدسان».
وفي السياق ذاته، أكد مخرج «عقارب الساعة» أن أحداث الفيلم تدور في ثلاثينيات القرن الماضي، ويحكي قصة مغن وطبال يبيع الساعات القديمة، حيث يأخذنا من خلال عودة عقارب الساعة إلى الوراء للتعرف على سر اكتشاف «فن الفجري» أحد الفنون البحرية المشهورة في الخليج العربي.
وحول كيفية تناول الفيلم لجانب فلكلوري في قالب أسطوري، قال المريخي: هي قصة حول شبان يعشقون فن الفجيري (نمط موسيقي طريف مقصور على الرجال دون النساء، ويؤدى على سطوح المراكب)، وهو من الفنون الخليجية الشرقية الصعبة والفلكلورية.
وأضاف: وهنا ننطلق من الاعتقاد الشعبي أن هذا الفن ليس من صنع البشر، بل هو من صنع الجن، وننطلق بالبحث عن جذوره، إلى التحليق في الخيال والدخول في عالم الجن، والمغامــرات والمخاطر التي لا تنتهي، والتي تكسب الفيلم عالما غريبا يجعله يرتقي إلى مصاف الأفلام العالمية.
وتابع: كما ودور كل الأحداث في قرية خليجية وبلهجة قطرية، كما تتعرض الكثير من المشاهد والرموز للعادات والتقاليد التي عاش عليها الأجداد والآباء في القديم.
وأشار المريخي إلى أن الفيلم شهد عمليات تقنية وأدوات فنية متطورة، لافتا إلى أنهم بدأوا من حيث انتهى الآخرون، حيث استخدمت هذه التقنيات خلال التصوير تحت الماء وفي المشاهد التي احتاجت إلى هطول أمطار، وتلك التي صورت في بانكوك، كما استعانوا بفريق مختص في الخدع البصرية من كندا.
وعن الفكرة وانطلاقها قال: فكرة الفيلم كانت بداية تسير في وجهة إنتاج فيلم قصير جدا، ولكن تم تطويرها بأسلوب روائي حتى تأخذ أبعادا أخرى كثيرة تتجاوز الإطار المحلي، وهي تجربة أولى لتمثيل دولة قطر، والفيلم لا يسير وراء فكرة التسويق، فالهدف النجاح في تجربة تعتبر الأولى من نوعها ليمكننا عرضه ضمن احتفال الدوحة عاصمة الثقافة العربية، حيث من المقرر عرضه في مارس المقبل.
يذكر أن «عقارب الساعة» من تأليف القطري خليفة المريخي، والبحريني عبدالله السعداوي، وإخراج خليفة المريخي، وإنتاج وزارة الثقافة والفنون والتراث، واستغرقت فترة التحضير للفيلم ـ الذي كتب قبل ستة أعوام ـ أكثر من عام قبل البدء بالتصوير.
ويشارك فيه عدد من الفنانين القطريين مثل: علي حسن، وعلي ميرزا، وعبدالله غيفان، وصلاح درويش، إلى جانب ميساء مغربي.