Note: English translation is not 100% accurate
«عقول في القفص» رسالة عميقة لرفض الحجر على العقل
الجمعة
2007/2/16
المصدر : الانباء
خالد السويدان
حاول فريق عمل مسرحية «عقول في القفص» تعرية حالة الديموقراطية المزيفة والمقنعة والتراجع الثقافي في الكثير من المجتمعات عبر عرض جريء من اجمل عروض الدورة الرابعة لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي قدمته مؤسسة «فروغي» للانتاج الفني.
تدور فكرة النص ـ الذي كتبه فيصل العبيد ـ في مستشفى للمجانين تجتمع فيه عدة شخصيات تمثل اطيافا اساسية من المجتمع بينها المهندس والتاجر والقانوني والطبيب، وتكون حواراتها منطلقا لتجسيد البيئة الشمولية ومحاولات الحجر والكبت وقتل الابداع التي تمارسها بعض الانظمة لتجفيف خصوبة الفكر الانساني لدى مواطنيها.
الفكرة ليست جديدة، لكن المؤلف نجح في قولبتها بإطار جديد فصّله على قياس مشاكل شائعة في منطقتنا تحديدا وعبرت شخصياته «المجنونة» عن خطورة تكميم الافواه وسحق قدرات الانسان وبذور الامل والعطاء في داخله، وشل قدرته على التفكير والتعبير، ففي النهاية تحويل البيئة المحيطة بالبشر الى سجن كبير لا تختلف عن حالات الظلم والاعتقال التعسفي على المستوى الفردي، لأنه بالحالتين هناك جريمة ومجرم وضحية.
ولا بد من التنويه بجهدي المؤلف والمخرج في تصوير حالة الجنون بأقصى درجة من الواقعية والعفوية حيث امتزجت في حوارات أبطال المسرحية الحكمة حينا بالعبثية والخيال الجامح واللامنطق احيانا أخرى.
باختصار، كان السؤال المطروح: الى متى ستظل بعض الانظمة تفرض حالة التقوقع الجبرية والحجر النفسي على مواطنيها؟ وجاءت النهاية عندما نطق المفكر بعد صمت مطبق، فخرج عن سكوته في محاولة ذكية لإظهار ضرورة التحرر الفكري وكسر حواجز الديكتاتورية مهما زادت وطأة الهموم وضغوط الحياة ومهما ضاقت هوامش الحرية وحوصر العقل.
تمثيليا، ارتقى اداء ابطال العمل مبارك سلطان، سليمان المرزوق، عبدالعزيز الصايغ ونوار القريني والمميز علي العلي وشجون الهاجري الى مستوى جيد جدا، ولم تعبه سوى بعض الاخطاء اللغوية، على غرار العروض السابقة بالمهرجان بالاضافة لتداخل بعض الحوارات بين الممثلين. ويحسب للممثلة شجون الهاجري حضورها واداؤها الذي نال استحسان الجميع، خاصة ان هذه المشاركة هي الثانية لها في عمل اكاديمي على خشبة المسرح.
اما اخراجيا، فيمكن اعتبار العمل تطورا كبيرا بمسيرة المخرج الشاب نصار النصار، فقد شاهدنا سينوغرافيا متماسكة وبديعة وظف فيها عناصره وادواته الاخراجية بشكل منظم مع توزيع مميز للمجاميع على المسرح، كما نجح في توظيف المؤثرات والموسيقى الحية من خلف الكواليس اكثر من اي عرض سابق حتى الآن.
ومن الامور التي وفق فيها النصار انه استطاع مع مؤسسة «فروغي» ان يجمع بين نجوم الساحة الفنية وابطال المسرحية من خلال مشاهد خارجية عرضت على «الپروجكتور» واغنت العرض، كما اسهمت في منع سقوطه في فخ الرتابة والتقليدية.
وبالنسبة لمصمم الديكور والاضاءة محمد الرباح ومصممة الازياء هبة الصانع، فقد اهتما بأدق التفاصيل ونجحا في عكس الحالة النفسية لشخوص المسرحية والصورة التي خطط المؤلف والمخرج لتوصيلها.
«عقول في القفص» كان عرضا قويا، وقوته هذه ترشحه للعديد من الجوائز في المهرجان.
ولا بد من الاشادة ختاما بالتجانس بين جميع المشاركين فيه وهو ما يعكس الاعداد والاستعداد الجيدين له.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )
اقرأ أيضاً