- عبدالرحمن المطيري: المهرجان يهدف إلى إبراز قدرات الشباب واستثمار طاقاتهم الإبداعية
- عبدالله عبدالرسول: الحركة المسرحية الشبابية هي المستقبل والطموح والتجدد
مفرح الشمري
Mefrehs@
وسط حضور حشد إعلامي وفني، وضيوف الكويت من الفنانين العرب، وتحت شعار «الكويت عاصمة الشباب العربي 2017»، انطلقت أول من أمس أنشطة مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية، الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب خلال الفترة من 15 إلى 26 أكتوبر الجاري، وقدم فقرات الحفل المذيعان عبدالرضا بن سالم وشيمان.
تقدم الحضور مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري، وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، مدير عام الهيئة العامة للرياضة د.حمود فليطح، ممثل جامعة الدول العربية هويدا أحمد، رئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول، مدير المهرجان علي وحيدي، وعدة شخصيات فنية وإعلامية وضيوف الكويت من الشخصيات المسرحية العربية.
في البداية، قدم استعراض غنائي مسرحي ترحيبا بالحضور، ومن ثم قدمت كلمات من الخطاب السامي لصاحب السمو أمير البلاد، والتي تدعو إلى استثمار الشباب كونهم ثروة الوطن الحقيقية.
كلمات مضيئة
بعد ذلك، ألقى مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري كلمة استشهد في بدايتها بالكلمات المضيئة لصاحب السمو أمير البلاد قائد العمل الإنساني لدعم واستثمار الطاقات الشبابية، مبينا أن تلك الكلمات هي ذاتها الفلسفة التي بلورت فعاليات الهيئة العامة للشباب في احتفالية الكويت عاصمة الشباب العربي لعام 2017، لتبدأ أولى مشاركاتها في هذا المهرجان الذي يعد ثمرة التشارك والتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمجاميع الشبابية والتطوعية.
وأضاف المطيري: يهدف مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي إلى إبراز قدرات الشباب واستثمار طاقاتهم ومهاراتهم الأدبية والفنية والإبداعية، ويتيح الفرصة أمامهم للالتقاء بأقرانهم من مختلف أنحاء الوطن العربي للتأثير والتأثر والاستفادة بشكل إيجابي من بعضهم البعض، والتأكيد على دور المسرح وأهميته كمنارة من منارات الفكر والإبداع واكتشاف المواهب، ونطمح لأن يكون هذا المهرجان مساحة للتنافس الإيجابي والحوار والنقاش وتبادل الخبرات بين حكمة الرواد وحماسة الشباب.
وأكد المطيري أن الهيئة العامة للشباب تولي المسرح الشبابي اهتماما بالغا كأحد المجالات التنموية التي يبدع الشباب فيها، إذ تقدم مهرجان أيام المسرح للشباب كل عام، وتابع: يأتي هذا المهرجان ضمن فعاليات احتفالية الكويت عاصمة للشباب العربي 2017 ويحمل بين طياته رسائل خاصة تجعله يخرج من الإطار النمطي فتضفي عليه الطابع التنموي شكلا ومضمونا، من خلال موضوعات الفعاليات والورش والعروض المسرحية المصاحبة التي تتماشى مع أحداث العصر المتطورة والمتغيرة، فضلا عن هذا أن المهرجان يتضمن جائزة كبرى باسم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، الذي أثرى المسرح الكويتي والعربي بفنه وإبداعه أكثر من 50 عاما.
وتقدم المطيري بخالص الشكر والتقدير إلى جميع الوفود الشبابية العربية، وإلى الضيوف الكرام على تلبيتهم الدعوة للمشاركة في المهرجان الذي نأمل أن يحقق أهدافه التنموية لاحتضان الطاقات الشبابية وإبرازها، خاصة في مجال الفنون المسرحية، متمنيا للجميع إقامة طيبة على أرض الكويت أرض الشباب، مقدما الشكر إلى شركاء العمل من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجاميع الشبابية والتطوعية التي بذلت قصارى جهدها حرصا على إنجاح هذا المهرجان وإخراجه بالصورة المشرفة التي تليق بالمسرح الشبابي.
كما تم الكشف عن عروض المهرجان وهي «همس الكراسي» من دولة قطر، «شمعة أمل» من المملكة الأردنية الهاشمية، «مراكب الموت» من جهورية السودان، «ليس إلا» من المملكة العربية السعودية، «مروح على فلسطين»، عرض «الليل نسى نفسه» لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الجمهورية العراقية مسرحية «ون وي»، وتقدم سلطنة عمان عرض «لقمة عيش»، ومن جمهورية مصر العربية عرض «بينوكيو»، ومن المملكة المغربية عرض «سوالف الكاميرا»، ومن الكويت عرض «ريا وسكينة»، وستقدم فرقة المسرح الشعبي عرضا مسرحيا هامشيا خارج المسابقة الرسمية بعنوان «ثنائي القطب».
الفن النابض
وألقى رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول كلمته وجاء فيها: «تحتضن الكويت انطلاقة مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، والذي تقيمه الهيئة العامة للشباب بمناسبة الكويت عاصمة الشباب العربي، ويقام المهرجان بحضور هذا الحشد المسرحي العربي ليؤكد المكانة المهمة لدور شباب المسرح في المسار المسرحي العربي، كما يؤكد الدور الكبير للكويت في صناعة الفكر والثقافة والفنون والتنوير، ويأتي المهرجان لفتح آفاق الإبداع والطموح لخلق حراك مسرحي شبابي عربي، يعتمد على التأصيل والتجديد والأسلوب العلمي بالنهج والرؤية المسرحية».
وتابع عبدالرسول: يجتمع في الليالي المسرحية الشبابية العربية القادمة عشاق المسرح من العالم العربي للتأكيد على أن المسرح هو ذلك الفن النابض بالفكر والعطاء والإبداع، مبينا أن المسرح هو المنارة الفكرية التي ترتقي بنا لفتح أبواب التعبير وصياغة الحياة من جديد والخروج من الحالة النمطية، لخلق مناخ مسرحي متجدد يقاوم كل عناصر الإبهار، ويكون هو كلمة الوعي والموقف والبناء.
وأردف: الكويت وهي تحتضن فعاليات مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي تؤكد أن الحركة المسرحية الشبابية العربية هي المستقبل والطموح والتجدد لرسم الحالة المسرحية الحقيقية للمستقبل، مستمدة من نهج وتاريخ وأصالة المسرحيين العرب الرواد الذين أرسوا قواعد نهضة المسرح العربي بالتاريخ الحديث، كذلك تعتمد على العلم المسرحي والحداثة واستخدام كل الأدوات والسبل والتطوير لإظهار النهج المسرحي الحقيقي للحراك المسرحي الشبابي العربي للمستقبل، ويكون المسرح الشبابي العربي هو ذلك الكيان الفكري المستنير ليبني الشراكة الحقيقية بين الشباب والمسرح والحداثة، نحو مسرح يعتمد على الركوز بكل أدواته وعناصره الفنية.
وتقدم عبدالرسول باسم الهيئة العامة للشباب بالكويت الترحيب بضيوف الكويت في هذا المحفل المسرحي العربي، متمنيا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني ضيوفا كراما في عاصمة الشباب العربي، كويت السلام والإنسانية والإخاء.
مراسم التكريم
بعد ذلك، جرت مراسم التكريم، حيث صعد على خشبة المسرح كل من مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري، يرافقه مدير الهيئة العامة للرياضة حمود فليطح، وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول، مدير المهرجان علي وحيدي، في البداية تم تكريم الشخصية المسرحية العربية للرواد الفنانة القديرة مريم الصالح رائدة المسرح الكويتي والخليجي وسط هتاف وترحيب وتصفيق الحضور.
كما تم تكريم مجموعة من الفنانين الشباب الكويتي في مجال المسرح الشبابي، وهم عبدالمحسن القفاص، د.عبدالله العابر، عبدالله البدر، عبدالعزيز صفر، علي العلي، سعد الفلاح، علي الحسيني، عبدالعزيز الصايغ، فهد المذن، حصة النبهان، حمد أشكناني، نصار النصار، علي كاكولي، أحمد حسن كنكوني، سامي بلال، نوف السلطان، عبدالله الخضر، هاني عبدالصمد، صادق بهبهاني، ناصر البلوشي، إبراهيم الشيخلي وإبراهيم بوطيبان.
وبعد ذلك تم تكريم اللجنة الفنية التي ترأسها د.عبدالله العابر وتضم كلا من د.نورة العتال، د.أيمن الخشاب، د.ابتسام الحمادي، المخرج علي الحسيني، المخرج يوسف الحشاش، ليعلن بعد ذلك أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها الفنان القدير محمد المنصور وتضم بعضويتها كلا من د.سهى سالم من جمهورية العراق، المخرج غنام الغنام من المملكة الأردنية الهاشمية، د.سامح مهران من جمهورية مصر العربية، أستاذة المسرح بالجامعة الأميركية في الجمهورية اللبنانية د.وطفا حمادي، د.جاسم الغيث وأحلام حسن ود.عنبر وليد من الكويت.
«يا سادة يا كرام»
أعقب مراسم حفل الافتتاح تقديم العرض المسرحي «يا سادة يا كرام» تأليف الكاتبة تغريد الداوود، إخراج يوسف الحشاش، بطولة كل من الفنانين يعقوب عبدالله، علي كاكولي، نصار النصار، روان مهدي، عبدالمحسن العمر، إبراهيم الشيخلي، يوسف الوادي، إيمان الحسيني، صالح الدرع، سعود بوعبيد، علي بولند، سامي مهاوش، عبدالله البصيري ومجموعة من المواهب الشابة.
وتناول العرض بشكل استعراضي ودرامي الشخصيات المسرحية العربية من جيل الرواد والمؤسسين التي أثرت الحركة المسرحية وساهمت في تقديم الإبداعات التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور العربي، بينهم رائد المسرح الكويتي الفنان الراحل محمد النشمي ونخبة من الشخصيات المسرحية العربية مثل العراقي الراحل يوسف العاني والسوري الراحل سعدالله ونوس.
وكانت الرؤية الإخراجية للمميز يوسف الحشاش واضحة للحضور، حيث إعطاء كل شخصية من الشخصيات التي سلطت الضوء عليها مؤلفة النص تغريد الداوود وذلك لعطاءاتهم التي لا تحصى في الحركة المسرحية العربية. ورغم أن العرض مدته طويلة إلا أن المخرج يوسف الحشاش استطاع أن يسيطر على الحضور من خلال موسيقاه الحية وتوزيع إضاءاته التي صممها عبدالله النصار بصورة مريحة وملائمة لطبيعة العرض، ما أضفى جوا من الراحة في نفوس الحضور.