Note: English translation is not 100% accurate
«معلومات أكيدة».. روعة اللحن والكلمة والصوت بين زياد الرحباني ولطيفة
الجمعة
2007/2/16
المصدر : الانباء
محمد ناصر
«ذكية» هو الوصف الافضل لاتجاه الفنانة لطيفة الى عالم الرحابنة، فهذه الفنانة التي تعرف دائما كيف تخطط لتطوير مسيرتها الفنية والغنائية منذ اغنيتها الاشهر «حبك هادي» مرورا بالانجاز الذكي الاول لها عبر اسناد دور البطولة لها في مسرحية «حكم الرعيان» للمبدع العملاق منصور الرحباني، وصولا الى «معلومات اكيدة» حيث ابت لطيفة الا ان تكمل النهل من المدرسة الرحبانية عبر دخولها عالم المبدع زياد الرحباني في خطوة اقدمت عليها من منطلق معرفتها التامة بأن مجرد التعاون مع زياد يدخلها في نقاشات وانتقادات مؤيدة ومعارضة وهو ما يطمح اليه اي فنان بأن يكون عمله مادة دسمة للمناقشة الموضوعية والبناءة.
وذكاء لطيفة سبق تميزها في اصدار «معلومات اكيدة» فقبلها راهنت السيدة فيروز على ابداع زياد الرحباني وحضوره الراسخ لدى جمهوره اللبناني والعربي حيث كان ابداع زياد جسر التواصل بين قديم والدته السيدة فيروز وحاضره هو والرهان على الآتي فجاءت لطيفة بألبوم «معلومات اكيدة» لتكون الحاضر بحضورها مع معجبيها في العالم العربي وربما الرهان على الآتي.
ولطيفة التي عملت بجهد على اتمام هذا التعاون الحلم منذ حوالي اربع سنوات حصلت على سبع اغنيات مميزة حلق فيها زياد في مناخات ابداعية مميزة ليست بالغريبة عنه وهو الذي ابدى اندهاشه من قبول لطيفة غناء كلمات اغنية (بنص الجو) التي اثارت جدلا كبيرا بين مويد لهذه الاغنية ورافض لها، فـ «بنص الجو» لا تحتمل حبا رماديا فإما ان يعشقها الشخص بشدة او يرفضها بشدة، خاصة انها اغنية وصفت بالجرأة الزائدة عن الحد وهي تحتمل التأويل الى حد كبير او بمعنى آخر يستطيع كل مستمع ان يفهمها من منطلقه.
(بنص الجو بيغير جو بيطفي الضو بيرعبني، ما هو لو بيخلي الضو بصير الجو بيعجبني. ما صار لك جمعة مصاحبني). هذا هو زياد بتعابيره التي تضحكك من القلب حيث ادخل لطيفة بهذه الاغنية الى اعماق اعماق اللهجة اللبنانية (لشو هالهز وكتر الفز لا تجدبها لا تجدبني ، ماهو اللز..).
وقد تميز المخرج سعيد الماروق باخراج كليب الاغنية حيث حاول تورية معانيها المباشرة والبسها ثوبا زياديا بامتياز، تذكرنا معه للوهلة الأولى مسرحيات زياد الأخيرة خاصة مع فتيات الملهى ببشاعتهن الواضحة وشعرهن المنكوش بطريقة زياد الكاريكاتيرية، الا ان ما لفت الانتباه ايضا هو قدرة لطيفة التمثيلية حيث تعابير الوجه التي تعطي الكلمات بعدا كوميديا انسانيا.
ولا شك في أن هذه الاغنية تعني الكثير لزياد الذي عادة ما يشارك بصوته في الأغنية التي تكون الاقرب اليه وهو ما فعله في أغنيتين «بنص الجو» و«امنلي بيت» التي رد فيها زياد على تهمة حبه للجاز والألحان الغربية بلحن شرقي عتيق يسبر التاريخ ولا يتوقف السبر على الاجواء الشرقية فيصطحبنا معه الى الحالة السياسية لزياد وربما لطيفة.
فالأمر في هذه الأغنية ليس مقطع «مشتاقة شوفك» التي تغنيها دويتو مع زياد بل هي نتاج حرب تموز والمناطق الامنة وغير الامنة لنرى صورة تغرق في السخرية يترجمها صوت لطيفة بوعي سياسي عميق وصوت ينقل الحاجة الانسانية لقرب الجيب وان كان بيت في منطقة غير آمنة، فجاء زياد ليخترق الاجواء السياسية اللبنانية بكلماته ولحنه الذي يستصرخ الآه من أعماقك، بالاضافة للصوت الذي يقطر حنانا في هذه الأغنية التي تستعيد وانت تسمعها مناخات اغنية السيدة فيروز (سلملي عليه). وعلى لطيفة مسؤولية ايصال هذه الأغنية عبر ضرورة تصويرها لتأخذ حقها الطبيعي بين زحمة الاغاني المنتشرة.
اما الأغنية الثالثة لزياد «عشقانة» وهي أغنية وطنية وجدانية في حب مصر، وعدتنا لطيفة ان تكون لقاء بين عملاقين هما أحمد فؤاد نجم وزياد الرحباني الا ان عائقا ما حال دون هذا اللقاء فتمت الاستعانة بالشاعر اللبناني الياس ناصر.
وتطرح اغنية «نفد عبكرة» نفسها كأكثر الاغاني جدلية في العمل بعد «بنص الجو» فهذه الأغنية كان مطروحا ان تسمى «ابن الحرام» الا ان لطيفة رفضت التسمية على اعتبار انها كلمة غير لطيفة! فتم الاستعاضة عنها بعنوان غارق حتى اذنيه باللهجة اللبنانية (نفد عبكرة).
وعلى الرغم من وجود مئات الأغاني العربية التي تتحدث عن الغش والخداع بين الحبيبين، الا ان لهذه الأغنية مذاقا خاصا ونكهة مختلفة لونتها لطيفة بصوتها الرخيم، والكورال المتداخل في هذه الأغنية المميزة.
يتبع...
اقرأ أيضاً