- الحركة المسرحية في السعودية يعود تاريخها إلى ما قبل 100 عام
خلود أبوالمجد
ضمن انشطة مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، أقيم صباح أمس مؤتمر صحافي للفنان وعضو مسرح مصر حمدي الميرغني الذي يحل ضيفا على المهرجان وتصدى لإدارة المؤتمر رئيس المركز الاعلامي الزميل مفرح الشمري.
الميرغني أعرب في بداية حديثه عن سعادته بتواجده في الكويت واتاحة الفرصة له للمشاركة في هذا الحدث الفني المهم، مشيرا الى أنه ليس غريبا على الكويت نجاحها في إقامة مثل هذا المهرجان الضخم، بما يحمله جمهورها الذي نلتقيه سنويا من خلال عروضنا من ذائقة فنية وثقافية عالية تجعله مستوعبا لكل هذا الكم الكبير من الفعاليات والعروض التي تقدم في هذه الدورة للمهرجان، مضيفا أن المهرجان فرصة للتعرف على فنون مسرحية جديدة وفكر مختلف، خصوصا ان المسرح مرآة عاكسة للواقع المجتمعي، ومنه يمكننا التعرف على ثقافات الشعوب وحضاراتها.
وعن علاقته بالمخرج خالد جلال، قال: شهادتي فيه مجروحة فهو يعد ابو الفنانين على الرغم من صغر عمره كونه من أخرج للساحة الفنية أغلب نجومها الشباب والذي يشار لهم بالبنان، فهو يعمل على تأسيس الفنان بالشكل السليم ويضعه على «الدرجة» الأولى في طريقه الفني، وما لا يعرفه الكثيرون أنه عندما بدأت فكرة «تياترو مصر» كان الاستاذ خالد جلال هو أول من يخرج عروضنا، ويكفي أن أي فنان يخرج من تحت عباءته يعامل بكل تقدير لأن الجميع يعلم مدى المجهود الذي يبذله في تعليم طلبته، وأنه ينتقيهم بعناية.
وعن اسباب نجاح مسرح مصر، قال الميرغني: مبدئيا هو «رزق» من عند رب العالمين، ولكن إن قلنا إننا نخطط لهذا فنكون نسعى لمغالطة أنفسنا، فنحن أصحاب المشروع متفاجئين بما حققناه، ولكن النجاح جاء من مدى التقارب الذي تحمله الفكرة والأشخاص العاملين فيها من الجمهور الذي تقدم لهم العروض، هو مشروع يشبه الناس بمختلف حالاتهم ومعاناتهم ومآسيهم وايضا افراحهم، كما ان الفنان اشرف عبدالباقي كانت فكرته من تأسيس هذه الفرقة هي عودة المسرح التجاري الذي كان توقف في القاهرة منذ سنوات كثيرة، وهذا ما يجعل البعض يختلف معنا، ولكنه درس عيوب المسرح التجاري التي جعلته يتوقف وحاول الابتعاد عنها تماما في العروض التي نقدمها، فمن يشاهدنا يعلم تماما بأننا بعيدون عن المط والإطالة، التي كانت تشعرنا بالملل في السابق، فنحن نقدم الفكرة مركزة ومليئة بالضحك باللغة التي يتحدث بها الجمهور.
واعترف بأنه مقصر جدا في متابعة الحركة الفنية بشكل عام حتى في القاهرة، لكنه بصورة عامة يمتلك العديد من المعلومات عن المسرح في الكويت ومساهمة الفنان زكي طليمات في تأسيسه. وبسؤاله عن وجود مسمى النجم الاول في الفرقة رفض الميرغني هذا مؤكدا أن الجميع في فرقة مسرح مصر يتعامل بأنهم أسرة واحدة، فكلهم نجوم ويحملون نجاح الفرقة، وكل شخص يتميز عن الآخر، فهناك عروض يتواجد بها علي ربيع وأخرى لا، وهو يشارك في بعضها والبعض الآخر لا، فالتواجد بحسب الاضافة التي ستكون للعرض فقط.
من جانب اخر، حل الكاتب السعودي فهد ردة الحارثي ضيفا على المركز الاعلامي للمهرجان، متناولا الشأن المسرحي الشبابي في السعودية.
الحارثي صاحب التجرية الادبية المسرحية الطويلة على مستوى الخليج ويتواصل مع كل المهرجانات على مستوى الخليج والعالم، قال ان المهرجانات تمثل حالة جدلية الآن حول اختفاء المواسم المسرحية واستبدالها بزخم المهرجانات في الدول العربية، وهو حدث يمثل حالة تلاقح كبيرة ومختبرية مهمة للوضع المسرحي.
وألمح الحارثي الى ان هناك ثمة ازمة امام الناشط مسرحي إذ كيف له ان يشارك بعمل امام النخبة ويتواجد جماهيريا في نفس الوقت؟، لكنه اكد ان الشباب في حاجة ماسة الى تلك المهرجانات كي يستفيد ويتعلم خاصة ان بلداننا العربية هي مجتمعات شابة.
وعرج الحارثي على التجربة الشبابية المسرحية في السعودية موضحا ان المسرح هناك يعود تاريخه الى ما قبل 100 عام، لكن الفعل المسرحي متقطع، ويحتاج الى مشروع، ففي عام 1974 تم انشاء قسم المسرح في الرئاسة العامة لقسم الشباب، وبعده تمت اقامة برنامج متكامل بدأ من الاندية الرياضية لتقديم عمل مسرحي سنوي، ووضعت خطة تدريب جُلب لها خبراء مسرحيون، وتمت طباعة عدد كبير من النصوص المسرحية واختيار 4 اعمال لتنفيذها مسرحيا بشكل دوري.
ولفت الحارثي إلى ان هناك اكثر من مهرجان مسرحي سعودي مثل مهرجان الشباب في الاحساء، والعروض القصيرة في الدمام، ومسرح الطائف للشباب، والمسرح السعودي شاب يقوم على اكتاف الشباب، مضيفا ان جمعية الثقافة والفنون شبه احترافية تقدم دورا مهما، وهناك 16 فرعا لها على مستوى المملكة.
واكد الحارثي انه ليست هناك ازمة نص وإنما توجد ازمة «منفذي للنص» والنصوص الجيدة موجودة مثل نصوص سعدالله ونوس التي تنفذ في كل الوطن العربي، فأينما كنت ستجد الكثير من الافكار المحرضة على الكتابة، فالافكار ملقاة على قارعة الطريق والحياة مليئة بالتجارب الانسانية.