- شيئان لا يمكن لهما العودة الموت والولادة
- تعرضت للحروب.. و في مسرح الخليج كنا نقدم مسرحية كل شهرين
- الخروج عن النص يرجع تقديره لي كممثل وأراه عدم احترام الكاتب
- أنا عرباوي نشأ في الأشبال لعبت الإسكواش 3 مرات في الأسبوع لمدة 10 سنوات
- لعبت مع الرئيس مبارك وقلت له إذا غلبتك ما راح تدخلني مصر.. فضحك
- احنا كأسرة المنصور أصابنا الحسد.. وكان هناك من يقول: اشمعنى هذه العائلة هي التي تشتغل؟
- جيراننا في المطبة الروضان والنصف والنجدي والسبيعي والراشد
- ولدت في شرق ونشأت في القبلة عند خوالي العمران
- تعلمنا من الرواد الأوائل الالتزام وكنا نداوم في أشغالنا أكثر من البيت
- زوجتي شجعتني وساندتني 40 عاماً وكانت الناقد الأول لي في كل أعمالي.. وهي موجودة في حياتي وبكل أروقة البيت
- تصوير «بس يا بحر» استغرق سنتين وقدم للمشاركين فيه الشهرة
- كُرّم المخرج خالد الصديق عن فيلم «بس يا بحر» في أكثر من مناسبة
- نعم.. أنا خريج معهد المعلمين عام 1969 وعينت كمعلم في مدرسة المأمون الابتدائية وناظرنا كان الأستاذ سليمان المطوع
- مارست التدريس وتنقلت بين الخالدية والشامية والقادسية
- طليمات ناداني وأعجب بأدائي ووصفني بالممثل الشاطر
- رحيل منصور وعبدالعزيز وزوجتي أثر فيني جداً
عبدالحميد الخطيب
بدأ الفنان القدير محمد المنصور ممارسة العمل الفني منذ وقت مبكر، عندما كان يدرس في معهد المعلمين، وبزغ نجمه بعد بطولة الفيلم السينمائي «بس يا بحر» الذي كان النواة لانطلاقة سينمائية عالمية لم تكتمل لوجود بعض العراقيل المتعلقة بالإنتاج، لكن بجهد فني خلّاق استمر المنصور مع رفاق دربه في المسرح وامتعوا الجمهور بأفضل الأعمال التي ما زالت راسخة في الذاكرة مثل «الأسرة الضائعة» و«ضاع الديك» و«على جناح التبريزي» و«حفلة على خازوق» وغيرها، وصنع مع فرقة مسرح الخليج مكانة متميزة في كل الأقطار العربية.
محطات كثيرة مرّ بها المنصور، منذ كان في معهد المعلمين مرورا بسفره لاستكمال دراسته في انجلترا ومن ثم عودته وعمله في سلك التدريس، وممارسته لكرة القدم في النادي العربي وتحوله إلى لاعب اسكواش، لكن بموازاة ذلك كان حريصا على أداء رسالته كفنان وأصقل موهبته في التمثيل بالدراسة حتى حصل على ماجستير في المسرح من أكاديمية الفنون بالقاهرة.
المنصور في كل محطة مر بها استدعى الموروث الكويتي الأصيل من خلال أعمال مسرحية ودرامية وسينمائية، فكان من المجددين للإبداع ولم يحد عن هدفه قيد أنملة، فكان الرائد الذي يقتدي به الكثير من الفنانين حاليا.
من مرحلة طفولته ونشأته في منطقة شرق وقبلة والمرقاب، وامتهانه للتدريس في عدة مناطق مثل الخالدية والشامية والقادسية، مرورا بأعماله الفنية المختلفة، وجمعية «النوير» التي أنشأها لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، كان الحديث مع الفنان القدير محمد المنصور، حيث كشف، أثناء حلوله ضيفا على ديوانية «الأنباء»، الكثير من الجوانب الإنسانية في شخصيته والتي لا يعرفها الكثيرون عنه، متطرقا برحابة صدر للعديد من القضايا التي تهم المجتمع والوسط الفني، فإلى التفاصيل:
أنت مواليد 1948، لو قلنا المرقاب وقبلة وشرق والمطبة، ماذا تعني لك هذه الأماكن؟
٭ أنا مواليد 9 يوليو 1948، وولدت في منطقة شرق، وكانت الكويت في هذا الوقت فيها ثلاثة أماكن أساسية ظهر فيها قصر الحكم والمجتمع في المرقاب وشرق وقبلة، وأنا نشأت وترعرعت بين قبلة وشرق، حيث ولدت بشرق ولكن أهل أمي (خوالي) بيت العمران من قبلة بفريج سعود، هذه الأماكن تعني لي الكثير ولا استطيع الابتعاد عنها، وحاليا عندما اذهب الى شرق انظر الى مبنى الهيئة العامة للاستثمار بجوار البنك المركزي لأنه مكان بيتنا، وقبل التثمين واحد اشتراه وكان يتكون من ثلاثة احواش وكنا نسكن في اكبرها ونؤجر الثاني والثالث حوش للغنم، وكان المؤجر اسمه ابو منصور وهو سوري وعياله تربوا معانا.
تتذكر اصدقاءك في المطبة وقبلة؟
٭ بيوت الروضان والنصف والنواخذة علي النجدي وصالح السبيعي وبيت عدنان الراشد كانوا جيرانا لنا، كنا نلعب معا ونحن صغار، وأتذكر ان الصيد كان بالطاروف، وللعلم لقد قرأت رواية النجدي للكاتب طالب الرفاعي وقلت ما يميز العم الراحل علي النجدي انه شخصية قوية وكان يحب البحر وغرق فيه
.كثيرون لا يعلمون انك في الأساس معلم.
٭ نعم انا خريج معهد المعلمين عام 1969 ومارست التدريس وتنقلت بين مدارس الخالدية والشامية والقادسية وغيرها اثناء فترة التدريب العملي، وعينت بعد التخرج في مدرسة المأمون عند المربي الفاضل سليمان المطوع.ماذا كنت تدرس؟
٭ الموسيقى، والغريب انه كانت هناك منافسة علي في معهد المعلمين لتدريس الموسيقى وايضا لتدريس التربية البدنية، خصوصا انني رياضي، وكنت ألعب كرة القدم في النادي العربي، حتى عندما بدأت التمثيل وقتها كنت ألعب بالدرجة الثالثة وطلب مني شقيقي منصور وصقر الرشود (رحمهما الله) ان اشارك في مسرحية «الاسرة الضائعة»، ووقتها كنت عائدا من معسكر عالمي للكشافة اقيم في اليونان ولم امانع وكانت المسرحية اول اعمالي الفنية.
تتذكر دفعتك في معهد المعلمين وزملاءك بالتدريس؟
٭ خالد نايف واحمد القطامي وهو الآن في فرقة التلفزيون ومبارك السويد وجاسم حسين وسليمان القماز ومحمد عباس ومجموعة مميزة من افضل المربين الأفاضل.
دراستك بالمعهد استمرت كم سنة؟
٭ اربع سنوات، سنتان دراسة عامة وسنتان في بعثة بانجلترا.
حدثنا عن مرحلة انجلترا؟
٭ عندما بدأ التلفزيون في انشاء التلفزيون التعليمي اختاروني انا وزميلي الفنان الموسيقي صالح حمدان لكي نعمل بالوسائل التعليمية، وسافرنا سنتين في بريطانيا واقمنا في البداية في بوستون وهي مدينة هادئة تقع على البحر، ومن ثم ذهبنا الى لندن ودرسنا في معهد سيدويس وتخرجنا فيه واخذنا دبلوما في الاعداد والاخراج.
رجعت الى الكويت بعد ذلك ووجدت فيلم «بس يا بحر» امامك.
٭ ليس فقط «بس يا بحر» بل هناك مسرحية «ضاع الديك» حيث وجدت أخي عبدالعزيز والفنان صقر الرشود ينتظران عودتي لأشارك فيها وقد كان.هل تصوير «بس يا بحر» مازال في ذاكرتك؟
٭ استغرق التصوير سنتين وكان اغلبه في شرق وقبلة والفحيحيل والشعيبة وجليعة وكانت تسود روح الحب والود بين كل زملائي حياة الفهد وسعد الفرج ومحمد المنيع واحمد الصالح وعبدالعزيز المنصور وعبدالعزيز المسعود، فالجميع على قلب واحد ليخرج هذا الفيلم في وقت سادت فيه افلام المقاولات العربية، ورغم ان التصوير الملون ظهر وقتها إلا أننا قصدنا ان يكون بالاسود والابيض ليعطي نوعا من القدم.
هناك ملاحظة في أن الفنانين الذين شاركوا في هذا الفيلم اخذوا معظمهم من الشهرة لكن مخرجه خالد الصديق لم ينل التكريم الذي يستحقه؟
٭ لا، فلقد كرم الصديق عن الفيلم في أكثر من مناسبة، وللعلم وزارة الإعلام لم تقصر معنا لانجاز العمل وساعدونا بكل قوة ليظهر في افضل صورة، وبعد ذلك احتفلوا بنا تحت رعاية صاحب السمو الأمير وعندما كان سموه وزيرا للارشاد والانباء ووزيرا للخارجية.
بعد نجاح «بس يا بحر» وانتشاره لماذا لم نجد نموا في صناعة السينما بالكويت؟
٭ النية كانت موجودة بأن نسير على منوال «بس يا بحر» خصوصا ان السينما هي العنصر الاساسي لذاكرة الانسان من ولادته حتى مماته ومع احترامي وتقديري للاذاعة والتلفزيون والمسرح، فنحن نعلم ان الافلام تنعش ذاكرة الناس ومن خلالها نوجه الرسائل المنوطين كفنانين بتوصيلها لخدمة المجتمع وفي نفس الوقت لدينا موروث كبير يحتاج الى ان نقدمه بشكل طبيعي ونعرضه كما هو، لذلك بعد ان حصل «بس يا بحر» على تسع جوائز في العالم والناس فرحت جدا بهذا الانجاز، لكن لكي نستمر بالمسيرة لابد من الذهاب إلى التاجر أو صاحب المال فيبدي موافقة لكنه يسأل «متى بترجع لي فلوسي» فنرد «بعد سنة» لان الفيلم يحتاج الى تصوير ومن ثم توزيع في دور العرض، فيقول إن الفترة طويلة ويبتعد عن الإنتاج وقد قضى ايضا على اندفاعنا وراء مواصلة النجاح السينمائي والحب والعشق لهذه الصناعة وسبب لنا الاحباط أيضا وجود الاسهم والسندات والشركات والتي شهدت اقبالا كبيرا من الناس لارباحها الكبيرة وانشغلوا عن الاعمال السينمائية، ولكن استمررنا في عمل اجود واحسن الاعمال المسرحية التي كانت تنافس في كل مكان وكانت كل الاقطار العربية وقتها تدعونا للمشاركة في المهرجانات عندهم لقوة عروضنا.
هناك محطة مؤلمة في حياتنا وهي رحيل زوجتك المربية الفاضلة انيسة عبدالوهاب الماجد والتي عملت بالتعليم وقدمت الكثير لوطنها في عدة مجالات.. كيف تلقيت الحادث؟
٭ هي موجودة في حياتي وبكل أروقة البيت.
زواجك منها كان تقليديا؟
٭ كان هناك نوع من الارتياح فهي درست نفس دراستي في انجلترا وقد التقيتها في إدارة الوسائل بالكويت وتراضينا وتزوجنا واستمررنا تقريبا 40 سنة وهي راعتني وشجعتني وساندتني.
وكانت الناقد الأول والأخير لي في كل أعمالي، وبعدين هي ربت أجيالا وأنا كذلك ربيت جيلا وأجيالا عبر 54 سنة من العمل الفني، لقد كان هناك نوع من التوازن بين خطها التربوي والتوجيهي عندها وعندي، والجميع يعرف مدرستها في الفنطاس وكيف كانت نموذجية ويشيد بها كل من في وزارة التربية ويحتذي بها.
تؤمن بمقولة ان الكويت ديرة حسد؟
٭ أؤمن بها جدا «فعدو المرء هو من يعمل بعمله» وبالنسبة لنا كأسرة المنصور أصابنا الحسد فعندما بدأنا بإنتاج المسلسلات عام 1953 وأعدنا الدراما الكويتية لما كانت عليه من ريادة وقام وقتها عبدالعزيز المنصور، رحمه الله، باستقطاب الفنانين من دول الخليج،وانتشرت اعمالنا وكان المشاهدون يتسمرون أمام الشاشة ليتابعوها، ومع احترامي للجميع في الوسط الفني والمنضمين له كان هناك من يقول: «اشمعنى هذه العائلة هي اللي تشتغل» وقد توقفنا بعد وفاة عبدالعزيز منذ عام 2006 وحتى الآن.
منصور وعبدالعزيز كلاهما يشكل جوانب من شخصيتك وطموحاتك وأحلامك.. هل انعكس رحيلهما على أعمالك خصوصا انك أصبحت مقلا فيها؟
٭ رحيل منصور وعبدالعزيز وزوجتي اثر فيّ جدا، وتحملت من بعدهم مسؤولية كنت أتشاركها معهم، خصوصا عندما واجهنا مشكلات مع شركاء لنا في الانتاج الفني حيث فوجئت بالشركاء يأخذون كل شيء و«يقطون الواحد على صخر».
كأنك فقدت البوصلة برحيلهم؟
٭ البوصلة موجودة لكن «يدا واحدة لا تصفق».
وشقيقاك حسين وعيسى؟
٭ موجودان ولهما عطاؤهما لكن أنا تحملت المسؤولية بعد ان أصبحت الأخ الأكبر، كذلك عندنا تركة والتزامات يجب ان نوفيها، ونحن كإخوان نعتمد على زملائنا اللي شادين الحيل فيهم.
أشعر من كلامك انك تعرضت للظلم والخديعة؟
٭ بالفعل وتعرضت للحروب أيضا.
في حياتك مسرحيات مفصلية مثل: «على جناح التبريزي» و«ضاع الديك» و«حفلة على الخازوق» هل هذه المرحلة مرتبطة بصقر الرشود؟
٭ هذه المسرحيات لها دلالات كثيرة ومعنى كبير خصوصا انها تظهر مدى حب الراحل صقر الرشود لعمله فقد كان، رحمه الله، يتعب علينا كفنانين ولا يجازف وكان يتعاون معنا عبدالعزيز السريع في التأليف، بالإضافة الى وجود مجموعة متجانسة من الفنانين ومنهم خالد العبيد واحمد السريع وعبدالعزيز المنصور وحسين المنصور وزملاء آخرين لا أستطيع عدهم، وقد أنشأ الرشود فرقة مسرح الخليج وكانت الوحيدة التي تبحث عن التميز، وكنا أول فرقة تشارك خارج الكويت بمسرحية «الحاجز» أو «الملالة»، وكان صقر الرشود يتعب لتوصيل مفهوم كل دور لكل فنان خاصة الأدوار التي تحمل طابعا سياسيا وهذا انعكس على قوة العروض التي كنا نقدمها وفي شكلها حيث نجد فيها محاكاة للزمن الحالي، وانا اعتبر صقر الرشود مدارس في مدرسة وبفقده فقد الوطن العربي علما من أعلامه.
الرشود تتلمذ على يد زكي طليمات..
٭ (مقاطعا).. لا، كان منفردا، وأتذكر عندما شاهد طليمات عروضنا ناداني وقال لي انه أعجب بأدائي ووصفني بالممثل الشاطر، وكانت نصيحة لي بأن اصقل موهبتي بالدراسة، ومن هذا الوقت كنت امثل وادرس معا وحصلت على معهد المعلمين وبعده دبلوم الموسيقى ثم دبلوم التلفزيون وبكالوريوس تمثيل واخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية وحصلت على الماجستير في المسرح من اكاديمية الفنون بالقاهرة، وفي ذلك الوقت ارسى زكي طليمات قواعد المسرح في مركز الدراسات المسرحية وانضم له المتواجدون ومنهم مريم الصالح ومريم الغضبان ونحن كنا مشغولون في عروضنا، حيث كنا نقدم عرضا جديدا كل شهر او شهرين وبمحاذاة ذلك كانت لدينا انشطة ثقافية اخرى واصدرنا مجلة اسمها «الكلمة» وكنا المسرح الوحيد الذي يقيم ندوات يديرها عدد من الأدباء والفنانين مثل عبدالله الخلف ومحبوب عبدالله وصقر الرشود وعبدالعزيز السريع وعلي الربعي وسليمان الخليفي وعبدالرحمن الشايجي وغيرهم.
كثيرون هم رواد الجيل الأول هل الموجود الآن هو امتداد لهم؟
٭ شيئان لا يمكن لهما العودة «الموت والولادة».
هذه نظرة فلسفية وضحها لنا؟ خصوصا اننا نشعر بأنها تعني أنه لا يوجد في الفنانين الحاليين اي واحد خليفة لرائد من الرواد؟
لابد ان يتسلم الجيل الحالي الرسالة صح لأن هناك مغريات مثل المال والشهرة ولا ننكر أن الناس اللي دخلت المجال خربوا على الكل.
تعني ان التمثيل اصبح مهنة من لا مهنة له؟
٭ قد يكون.. فنحن كي نطلق على اي شخص أنه فنان لابد ان يتصف بالموهبة والسلوك معا، والمتواجدون الآن بعضهم قد يمتاز بالموهبة لكن سلوكه سيئ، يلعن ويسب ويضحك على الجمهور ويتأخر على شغله ويعمل بمزاجه والعكس صحيح، هل هذا هو الفنان؟! نحن تسلمنا الراية من روادنا واجدادنا وتعلمنا منهم الالتزام، وان الشغل شغل ويجب احترامه لدرجة اننا كنا نداوم في المسرح اكثر من دوامنا في البيت.
قد يكون الخطأ منكم وليس منهم؟
٭ نحن قمنا بما علينا واوصلنا لهم الرسالة صح ومستمرون في ذلك، وهذا لا ينفي وجود مجموعة نادرة من الشباب يسمعون الكلام ولديهم التزام وعطاء كبير وأفكارهم متميزة لكن البقية لا..!
هذا الكلام يأخذنا الى تأريخ المسرح الكويتي ولماذا توجد شخصيات مثل النشمي وعقاب الخطيب لم يعد لهم ذكر؟
٭ لقد وثقنا لهذه الأمور في كتاباتنا ورسائلنا وتم التأكيد على انه لولا الرواد لما كنا نحن امتدادا لهم فهم عاصروا البدايات منذ عام 1922 مع بداية البعثة التعليمية وتأثروا بالأجواء في بغداد ومصر وفلسطين وكانوا يقدمون بمسرحيات، لذلك طالما القدوة موجودة فلابد ان تكون هناك لمسة مبدعة ونحن تعودنا على القدوة بكل عطاءاتهم سواء قدوة سياسية او اجتماعية او اقتصادية وغيرها من المجالات.
هل تخرج عن النص المكتوب في أعمالك؟
٭ الخروج فقط في الوقت الذي يحتاج الى ذلك، وهذا الأمر تقديره يرجع لي كممثل، حيث نواجه في بعض الاحيان أحداثا طارئة وتحتاج الى حسن تصرف وسرعة بديهة لنكمل عملنا.
تعني انك تحبذ الخروج عن النص؟
٭ لا، فما أقصده ان الخروج عن النص في وقت الضرورة فقط لأنه يجب ان تخدم الكاتب والمبدع الذي كتب النص ويريد من خلاله ان يوصل رسالة داخل المجتمع، أرى ان الخروج عن النص «التنكيت» هو عدم احترام للكاتب.
العمر له تأثير في لعبك الآن؟
٭ طبعا، فمرحلة الشباب نشاط وقوة وكنت ألعب 4 او 5 ساعات بدون أي تعب.
ما جديدك الفترة المقبلة؟
٭ منتج منفذ لمسلسل «حبابة» الجزء الثاني وسيعرض رمضان 2018، ولدي مسلسل آخر حلو لرمضان 2019 اعطاني اياه خليل مرسي (رحمه الله) وسيكون مختلفا ويناقش قضية مهمة تهم كل الخليجيين.
ما علاقتك بالريموت؟
٭ أمسكه طوال الوقت وأشاهد المباريات وأعمالنا الفنية والأفلام القديمة، وأتابع جميع القنوات بلا استثناء حتى السياسية منها أشوف بعض الأخبار.
وسط الاحداث المتلاحقة في وطننا العربي، ماذا تقول لجمهورك داخل الكويت وخارجها؟
٭ ارجو الا يتبعوا الغوغاء والشائعات والرسائل المغرضة، حتى لا يتم تداولها في دول الخليج، فنحن في النهاية احبة واشقاء ولا يصح ما يحدث الآن بين الناس، انا لا الوم احدا لكن منطقتنا واحدة وبيننا صلات قوية، وقد جلست مع الشاعر الكبير عبداللطيف البناي وقلت له: اكتب شيئا نعيد به اللحمة بين ابناء الخليج ويكون مثل لعبة كوت بوستة وكيف يتعاون اللاعبون للفوز بتعاضدهم وتعاونهم سويا.
تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي؟
٭ لا استخدمها نهائيا.
جمعية النوير، اين وصلت؟
٭ كنت افكر في هذه الجمعية منذ الثمانينيات وانشأتها مع محطة «ام.سي.سي» الطبية وهي جمعية انسانية جميلة تختص بأصحاب الاحتياجات الخاصة لتساعدهم وتنمي مواهبهم وتقبل من سن 8 سنوات وحتى 80 عاما من جميع الجنسيات، المهم ان يمتلك الشخص موهبة في الموسيقى الشرقية او الموسيقى الكلاسيكية او الفنون التشكيلية او التمثيل او الشعر والادب، وقد عممت الجمعية بعد اشهارها على جميع دول الخليج ولدينا مشكلة مع وزارة التربية في تخصيص مدرسة لها والشؤون يريدون ان يسحبوها.
مشاركتك في مبادرة «صناع الامل» كيف وجدتها؟
٭ كانت قوية والناس استبشروا خيرا وساندوني لكن الموضوع كان خاصا بالناس الذين لديهم شغل عملي في الجانب الانساني.
«عرب تويت»..إيجابية
تحدث الفنان القدير محمد المنصور عن المشاركة في مسرحية «عرب تويت» بقطروقال: منذ 22 عاما لم اعمل مسرح، لكن عندما قرأت نص هذه المسرحية اعجبت بها ووافقت على المشاركة لأن فيه رسائل ومبادئ موجهة الى الجمهور، وركزنا على جوانب ايجابية كثيرة للتوعية من الاخطار المحيطة بنا.
مارست الرياضة
عند سؤال الفنان المنصور عن ممارسة كرة القدم في النادي العربي ولعبه الاسكواش قال: انتسبت وأنا صغير للنادي العربي وكنت بالأشبال وتوقفت بعد سفري الى العراق لتصوير فيلم «القادسية» مع المخرج صلاح أبوسيف وبمشاركة مجموعة من النجوم العرب، حيث استغرق التصوير 6 أشهر كنت خلالها لا ألعب وكل يوم طعام وآكل ما تسبب في زيادة وزني قليلا وعندما عدت لعبت تنس أرضي فشاهدني احد المدربين وطلب مني ان ألعب اسكواش ولكنني في البداية لم أتحمس لهذه اللعبة خصوصا انها عبارة عن حائط وكأنني في سجن، لكن بعد ذلك أحببتها وكنت أمارسها 3 مرات في الاسبوع لمدة 10 سنوات من الثمانينيات الى التسعينيات عند الشيخ سالم صباح السالم (أبوباسل) ومن المفارقات الجميلة عندما حضر الرئيس المصري السابق حسني مبارك الى «أبوباسل» لعب معنا وقلت له: «اذا لعبت معك يا سيادة الرئيس وغلبتك ما راح تدخلني مصر» فضحك وقال لي «العب» وبالفعل تنافست معه وكانت يده قوية ويلعب بشدة، وهذا العام وفي العام الماضي حصلت على المركز الأول ببطولة الاسكواش التي تقام في النادي العربي بشهر رمضان المبارك.
ومضات
الوجه الآخر لمحمد المنصور!
يوسف عبدالرحمن
[email protected]
لكل صنعة ومهنة «رجال ونساء» أو ناس يسكنون قلوب محبيهم، ولا يُذكر الفن الكويتي إلا ويذكر معه الفنان محمد المنصور بخلقه وتواضعه وتدينه.
يوم المقابلة حضر مع «أذان المغرب»، فما كان منه إلا أن نزع «بالطوه ـ الجاكيت» وذهب مستأذنا إلى المسجد ليصلي، التفتُّ إليه قائلا: بو عبدالله يقولون إن الفنانين ما يصلون؟
التفت ولم ينطق «باسماً»! وهذه هي الإجابة؟
ومن قبله عندما قابلنا الفنان الرائع خالد الملا، حصل أيضا الموقف نفسه، إذن مقولة «إن الفنان بعيد عن الدين» خطأ وأكاذيب، فلربما ما لهذا الفنان وخالقه من علاقة وعبادة لا يعلمها إلا الله سبحانه.
لقد صادقت الفنان الجميل محمد المنصور سنوات طويلة، وهو يحرص على أن يكون بيننا كل ليلة خميس في ديوانية الزميل الأستاذ محمد العجيري وبقية الزملاء الكرام.
محمد المنصور صاحب الابتسامة الذهبية، أمد الله في عمره في صحة وعافية، يمثل جيل الرواد الأوائل العظام بتاريخه الحافل بالمنجزات، ما مكّن له القبول لدى مشاهديه ومتابعيه داخل الكويت وخارجها على اختلاف جنسياتهم وبلدانهم.
إنني أدعو القارئ الكريم للتعرف على الوجه الآخر للفنان محمد المنصور، وقبل أن يكون فنانا، فهو مسلم وعابد ومواطن له رأيه في القضايا والأحداث، باختصار نحن في «حضرة الفنان الملتزم فناً»، الإنسان بمشاعره وهمومه ورأيه.
الحوار مع الزميل الأستاذ محمد المنصور المواطن والمعلم والفنان متعة واستفادة في وجود أستاذ «متمرس» يحظى بمحبة جمهوره في كل مكان.
نحن شعب نفخر بكل أولادنا وبناتنا الذين يرفعون اسم الكويت عاليا، وهم والله وسام على رؤوسنا وصدورنا.. وتبقى الكلمة الفصل دائما.. اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل سوء.
وأترككم مع فنانكم المحبوب.. في حوار غير عادي وتقليدي لطرح وسماع رأيه في موضوعات شتى، والله من وراء القصد وهو يهدي سواء السبيل.