Note: English translation is not 100% accurate
«مدينة يعرب» سقطت في فخ التكرار والاستهلاك
الاثنين
2007/2/19
المصدر : الانباء
مفرح الشمري
رغم انه من الأعمال الرصينة والمعدة جيدا، لم يرق عرض مسرحية «مدينة يعرب» الختامي في الدورة الرابعة لجائزة محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي الى مستوى التوقعات التي ترقبها المتابعون للمهرجان، خاصة ان النص من تأليف د.حسين المسلم وهو الاكاديمي المرموق وصاحب الخبرة الطويلة في التأليف والاخراج.
لقد شاهدنا مسرحية عادية نصا وجيدة اخراجا ولكن العرض بالمجمل افتقد عنصر التشويق، ولعل السبب الرئيسي في ذلك التشابه الكبير بينه وبين «خارج نطاق التغطية» الذي حصد جائزة افضل عرض السنة الماضية.
واذا نالت «مدينة يعرب» الجائزة نفسها هذا العام (التحليل كتب قبل اعلان النتائج) فسيكون ذلك نتيجة لضعف المنافسة أكثر منه تقديرا لقيمة العمل نفسه.
فكرة النص مستهلكة، لا جديد فيها سوى انها تأتي لتضاف الى سيل التجريح بالعروبة وهو أمر أصبح «موجة» و«موضة» هذه الايام واسهل قضية يمكن التطرق اليها دون تبعات ودونما حاجة لأي مستوى من الجرأة، ومن يتابع المسرحية يشعر ان المؤلف يريد تصوير العروبة وكأنها المرادف للاعلام الكاذب والتزوير والتضليل مع ان ذلك غير صحيح على الاطلاق وان كانت الأمة تمر في مرحلة من التراجع الخطير.
كما اراد المؤلف من خلال تمرير كلمة «مغامرة» الربط بين نكسة 1967 والاوضاع بالعراق ايام النظام المقبور من جهة والعدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان من جهة اخرى، (حيث شاع استخدام كلمة «مغامرة» خلاله)، ليربط بالتالي بين القضيتين الاوليين والثالثة برابط وهمي لا وجود له.
أما من ناحية الاسلوب فقد حفل النص بكثير من الحشو والاطالة. اخراجيا، كانت واضحة لمسات د.المسلم رغم ان مخرج العمل هو سعود القطان وهو من الشباب الواعدين، ولكن اسلوب الاخراج والعزف الحي وغيرها من الملاحظات بالشكل الذي تابعناه من سمات مسرح د.المسلم وربما ساعد التشابه بين «مدينة يعرب» و«خارج نطاق التغطية» الذي اشرنا اليه بداية في تعزيز هذه القناعة وترسيخها لدى الحضور.
ديكور المسرحية الذي صممه د.عنبر وليد كان مميزا وجميلا وأعطى لمسة جمالية للعرض المسرحي خاصة خلال عملية القصف، ويستحق وليد الاشادة على هذا الديكور الجميل الذي كان يواكب النص اكثر من أي ديكور آخر في العروض السابقة.
تمثيليا، لابد من التنويه بأداء علي كاكولي وعبدالله التركماني فقد امتلك كل منهما دوره وأضاف اليه. باختصار لم تنجح فرقة «الجيل الواعي» في تقديم ما توقعناه من «مدينة يعرب».
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )
اقرأ أيضاً