مفرح الشمري
Mefrehs @
انطلق امس الاول اول العروض الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ 18 على خشبة مسرح الدسمة، وذلك من خلال شركة المهندز للإنتاج الفني التي قدمت مسرحية «ليلة ربيع عين وقمراء»، تأليف فطامي العطار وإخراج ناصر البلوشي وبطولة محمد العجيمي وعبدالناصر الزاير وحسن ابراهيم والممثلة الواعدة نورا.
تمتاز نصوص فطامي العطار بالرمزية والدلالات لقضايا اجتماعية وسياسية، وفي نص «ليلة ربيع عين وقمراء» تناولت ثورات الربيع العربي، التي اندلعت متأثرة بالثورة التونسية بعد إحراق محمد البوعزيزي نفسه، ولعبت الكاتبة على مفردة «الربيع» من جانب آخر ومغاير، لأن الربيع رمز التفاؤل، أما «عين» فهو يرمز إلى الشخص المتسلط والمتحكم في حياة الآخرين.
قدمت المسرحية القضية بشكل مباشر من خلال احداثها التي تدور حول شخصية «ربيع» التي جسدها الفنان القدير محمد العجيمي وهو أستاذ الفلسفة في الجامعة يتم اعتقاله ويودع في السجن بسبب نشاطه السياسي المريب، إضافة إلى سعيه لاعتلاء منصب رئيس البلد، تكون سجانته قمراء (الممثلة الواعدة نورا) والتي تتحول فيما بعد إلى المشعوذة أو العرافة «وجه القمر»، وأخيرا إلى الممرضة «عين»، اما الرجل الغامض الذي جسده الفنان القدير حسن إبراهيم فكان المحرك لكل الثورات خلف الكواليس، وهو إشارة للأنظمة المحركة لتلك الثورات في وطننا العربي بالوقت الحالي والتي تعمل على اشعالها وقتلها اذا لم تحقق الهدف المرجو منها.
الرؤية الاخراجية التي قدمها المخرج ناصر البلوشي مقبولة نوعا ما، فقد عمل ما في استطاعته لتوصيل الفكرة للجمهور بطريقة مبسطة رغم التعقيدات الموجودة بالنص من مفردات غامضة حاول قدر امكانه تفكيكها لتصل للحضور من خلال ممثليه الذين بذلوا جهدا مضاعفا على الخشبة رغم صعوبة حركتهم بسبب الديكور الضخم الذي صممه حسين بهبهاني بطريقة جميلة متماشية مع احداث النص المتشبع بالقضايا السياسية، ولكن رغم ذلك نجح بهبهاني في تصميمه الديكور بعد ان تحولت تلك الكتل الكبيرة الدالة على «المتاهة» كسجن، إلى مقر الرئاسة، الى ان سقطت تلك الكتل بأكملها في اشارة الى سقوط الأنظمة على الخشبة في مشهد رائع فوجئ به الحضور الغفير.
أما على صعيد التمثيل، فقد وفق حسن إبراهيم في تجسيده لدور الرجل الغامض، وحضور جيد لعبدالناصر الزاير في دور رقم 3، ومحمد العجيمي في أداء مختلف عما قدمه سالفا من خلال شخصية «ربيع»، والوجه الجديد نورا، لكن تبقى مشكلة عدم وصول الصوت في الكثير من الأحيان إلى الحضور بحاجة الى حلول اخراجية عندما يعاد عرض العمل مرة أخرى.
الحارثي: المسرح النسائي في السعودية سينضج.. وعسيري: أتمنى عرضاً عربياً على هامش المهرجان
أكد الكاتب السعودي فهد الحارثي أن مهرجان الكويت للمسرح المحلي بات من أعرق المهرجانات المسرحية العربية التي تقام في المنطقة، موضحا أنه من خلال متابعاته لعدة دورات أصبح هناك حراك مسرحي حقيقي بفعل هذا المهرجان. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد للوفد السعودي المدعو لفعاليات مهرجان الكويت المسرحي المحلي الـ 18 في المركز الإعلامي.
وحول التجربة المسرحية في السعودية والجديد فيها، قال الحارثي: هناك حالة من الانتعاش والسير باتجاه الأفضل ليس على مستوى المسرح، بل على كل المستويات والمجالات في السعودية لما هو أجمل، خصوصا أننا نمتلك طاقات شبابية تمثل 70% من المجتمع السعودي مما يتطلب فقط الخطط والمشاريع لتوظيفها، في ظل الاهتمام بالمسرح المدرسي مؤخرا بشكل كبير ومنه إلى المسرح الجامعي وقد طفت على السطح تجارب مميزة من خلال عدة فرق مدرسية حصل البعض منها على جوائز في فعاليات محلية ومن الواضح اهتمام هيئة الثقافة بالسعودية في هذا الجانب، بل إنها تدعم هذا الحراك بشكل مميز.
وعن المسرح النسائي في السعودية ودور المرأة في الدراما، قال: المسرح النسائي فكرة بدأت منذ خمس سنوات تقريبا بصيغة تجارية ترفيهية لم تصل حد النضج لكنها ناجحة من حيث الإقبال الجماهيري عليها وقائمة على حضور النجم، وهي في العادة عروض موسمية مرتبطة بالمناسبات وتحتاج للاهتمام وأعتقد أنها ستنضج مع مرور الوقت ومن الممكن أن نرى في فترة قريبة عرضا مسرحيا متكاملا على خشبة المسرح من النساء فما يمنع ذلك هو مانع مجتمعي تقاليدي ليس أكثر وفي ظل التركيز على المسرح المدرسي والجامعي سنرى نجاحا لهذه التجربة عاجلا أم آجلا، فهي موجودة الآن كمذيعة وممثلة في الدراما لذا سيكون وجودها حقيقيا وصادقا على المسرح.
من جانبه، تحدث إبراهيم عسيري مدير مكتب الهيئة الدولية للمسرح قائلا: من الجميل استقطاب المهرجان المسرحي المحلي للرواد من نجوم الكويت أمثال الفنان سعد الفرج في الدورة الماضية وكل من إبراهيم الحربي وهيفاء عادل ومحمد العجيمي في الدورة الحالية، وأتمنى أن تكون هناك في الدورات المقبلة استضافة لعرض عربي على هامش المهرجان.
وعن المسرح السعودي قال: «في السعودية حالات مسرحية تخلق بفعل تنوع المدن وثقافاتها، وهذا الحراك شجع الشباب على تقديم كل ما يمكن في ظل الدعم الموجود، والهيئة الدولية للمسرح منظمة تابعة لليونسكو تهتم بالمسرح في السعودية لكن دعمها بسيط، لذا نتمنى أن يكون هناك دعم أكبر من هيئة الثقافة للفرق المسرحية السعودية».
وأضاف: «هناك ما يقارب 18 فرقة مسرحية لا يمكن تامين احتياجاتها من الميزانيات التي تقدم لهم خصوصا في ظل وجود عدة أنشطة وتشمل أيضا رواتب الموظفين، وأتمنى أن يتم إشراك القطاع الخاص حتى لو جبرا خصوصا أنني متفائل بالفترة القادمة».
زعيمة: بلاغية العمل سببت أزمة للممثل
بعد انتهاء العرض المسرحي «ليلة ربيع قمراء» عقدت ندوة تطبيقية عقب عليها د.محمد زعيمة وأدارتها الناقدة البحرينية زهراء المنصور في قاعة الندوات بمسرح الدسمة. وقال د.زعيمة: تعودنا من المؤلفة فطامي العطار من خلال مؤلفاتها ان لديها الحس الوطني الذي يكون عاليا، وقد كانت هناك مجموعة من الدلالات، وإلى اين تريد ان تذهب بنا الكاتبة من خلال تلك الدلالات؟ وكيف يتعامل المخرج معها؟ فنحن امام علامات رمزية عبر شخصية «ربيع» الذي لم يحدد ما هو؟ فقد كنا امام المعتقل والثائر والحاكم، وتداخل العمل في عدة ازمنة، حيث تم التعامل مع الرموز بحركة مرواغة العلامة، كما ان المخرج استخدم العديد من الالفاظ السمعية التي تذهب الى اشارات متعددة لذلك حصل التباس ادى الى تشويش الصورة.
وتابع: ان الخطاب فيه نوع من المباشرة، والبالون الذي كان موجودا مع «ربيع» لها دلالة على ان هناك تهيئة للشخصية لمدة معينة، وان هناك من يعمل خلف الستار، واحتوى العمل ايضا على جمل بلاغية كثيرة سببت ازمة للممثل والمخرج مما ادى الى ان يقولها الممثل بدون اي معني، وهناك افتعال بدون صدق وبقت على انها جمل تعبيرية من المؤلف.
من جهتها، قامت الكاتبة فطامي العطار بتوجيه الشكر للجميع وقالت: خلال مرحلة كتابة القصة كنت اقف امام مرحلة تصوير على عتبة الذات واسمع ملاحظات ما ارمز اليه وأنا بحاجة الى تلك الوقفة، ومن ناحية الجمل البلاغية فإنني اتفق بشدة في انني مارست بعض الحرفية في وضع كلمات وجمل سحرية في ان يقع على الجمهور اثر كبير، ولكن في الواقع هو مخالف لأن الممثل بحاجة الى جمل سريعة تتوافق مع العرض.
اما المخرج ناصر البلوشي فقال: اشكر الجميع على اتاحة الفرصة لي، وأنا سعيد لأنني اشارك للسنة الثانية، وان استفيد من كل الملاحظات التي قيلت في الندوة التطبيقية من اهل الخبرة والاختصاص، وقد قدمت وجهة نظري، واشكر فريق العمل.