مفرح الشمري
Mefrehs@
قدمت فرقة المسرح الشعبي امس الأول عرضها «موعد مع» على خشبة مسرح الدسمة، وذلك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ 18، وهو من تأليف وإخراج خلف العنزي وتمثيل جمال الردهان ونصار النصار ودانة حسين، يوسف مطر، فهد الرويشد، جراح مال الله، وصمم ديكوره د.وليد عنبر، وأزياء خلود الرشيدي، إضاءة نصار النصار، وموسيقى محمد الزنكوي.
ناقش العرض قضية مهمة، خصوصا عند بعض العلماء وطلاب العلم، فعندما يصلون إلى مستوى عال في تعليمهم تصيبهم حالة غريبة وعجيبة تصل لمرحلة الإلحاد نوعا، فيعتقدون أنهم غير الأشخاص لأنهم باعتقادهم يتعرفون على موعد مغادرتهم حياتنا الفانية، فيعملون على التمتع بملذات الحياة التي حرموا منها طوال فترة علمهم، ولكن في النهاية الأعمار بيد الله ولا دخل للبشر فيها.
النص الذي كتبه خلف العنزي فلسفي لأبعد الحدود، وكان يحتاج لمخرج آخر لا أن يخرجه الكاتب بنفسه، لاسيما انه لا يوجد لدينا مؤلفون يخرجون أعمالهم الا ما ندر، خصوصا مع نصوص ذهنية وفلسفية.
ورغم أحداث المشهد الأخير فإن حواراته مكررة وكان باستطاعة المخرج اختصاره بتطويع بعض حواراته إلى لغة بصرية معبرة عن الحالة التي كان يعيشها بطل العرض جمال الردهان.
وكانت الرؤية الإخراجية التي قدمها خلف العنزي لنصه مقبولة نوعا ما، ولو ركز عليها أكثر لكانت أجمل لكنه اكتفى بتركيزه على الأداء التمثيلي بالدرجة الأولى، إلى جانب الديكور والأزياء، ولعل الاستعانة بمهندس ديكور متخصص في الأعمال الذهنية وهو د.عنبر وليد كانت لها الأثر الكبير في أن يصل العرض الى بر الأمان، وعلى الرغم من ان الديكور كان سهلا وبسيطا ومعبرا عن كل حالة، لكنه لم يكن مبهرا.
من جانب آخر، كانت قراءة د.خلود الرشيدي واضحة ومميزة لاستخدامها أزياء تراثية، وهي أحد الحلول الناجحة في المشهد المسرحي على الخشبة، حيث كانت اختياراتها موفقة نظرا لطبيعة العرض. وتفوق الفنانان جمال الردهان ونصار النصار في الأداء التمثيلي، وكانا في حالة انسجام كبير، ولعل لجوءهما إلى الأداء الكوميدي كان لكسر حالات الجمود والرتابة والملل التي دارت حولها الفكرة الأساسية للنص.
أما الممثلة الواعدة دانة حسين التي أدت دور الجارية الهاربة، حسب قدراتها، فما قدمته على خشبة المسرح يفوق تجربتها الفنية، وربما كان لأداء الردهان والنصار دور في معايشتها للشخصية وهي موهبة واعدة وتحتاج إلى الرعاية لصقل موهبتها.
أشرف زكي: مشكلة هيفاء .. انتهت
ضمن أنشطة المركز الإعلامي في مهرجان الكويت المسرحي، أقيم مؤتمر صحافي جمع كلا من د.أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر ود.أحمد صقر رئيس قسم المسرح في جامعة الاسكندرية والفنانة د.رانيا فتح الله أستاذ التمثيل والإخراج في جامعة الإسكندرية، وأدار المؤتمر الزميل مفرح الشمري.
في البداية تحدث د.أشرف زكي عن إقامة مهرجان الكويت المسرحي واستمراريته، قائلا: المهرجان يدل على وجود حراك مسرحي، فالمسرح في الكويت يسير في خط تبايني متصاعد، ومادامت هناك مهرجانات مسرحية أخذت مكانتها على الخريطة فهذا يدل على ان المسرح بخير، وايضا المسرح في مصر يتصاعد، خاصة ان هناك اشتياقا للمسرح في ظل التجارب الشبابية وأيضا لأن كل الوسائل بدت مملة، لذلك يبقى المسرح عاملا مهما في الخريطة الفنية. وأضاف زكي: أحيي الكويت على إقامة تلك الفعاليات التي تجمع الفنانين والمواهب وأهل الخبرة، وما ينقصنا هو التطور التكنولوجي، فنحن لسنا عاجزين عن تحقيق ذلك بفضل التقدم والأدوات التي يجب ان تستغل مادامت هناك تقنيات حديثة تعمل على الإبهار، ولا نبقي على مسرح الكلمة، وما نقوم به حاليا من الدعم المالي للمسرح هو إعادة ترميم وليس تطويرا.
وأردف: نطالب في مصر بأن يكون لدينا ممثلون عند الجهات المسؤولة لأننا نطالب بالاهتمام، خاصة في ظل الثورة العمرانية، نود ان يكون هناك مسرح في كل منطقة ولا تنحصر المسارح في منطقة معينة مما يسبب تكدسا وازدحاما.
وبسؤاله عن الاعتراضات التي تواجهه كونه نقيب المهن التمثيلية في مصر، رد: هي ظاهرة طبيعية ان يكون هناك مؤيدون ومعارضون للنقابة. أما عن مشكلة الفنانة هيفاء وهبي فأكد أنه اجتمع معها وطلب منها أن تتفق على حل لمشكلتها مع المنتج محمد السبكي أولا، وأن المشكلة انتهت، مشيرا الى انه يتمنى ان يكون هناك تعاون بين نقابة المهن التمثيلية ونقابة الفنانين الكويتية ويكون تعاونا حقيقيا.
الجمعان: توقعت عرضاً أقوى!
بعد نهاية العرض المسرحي «موعد مع» لفرقة المسرح الشعبي عقدت ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، ادارها الفنان العماني أحمد البلوشي، والمعقب الرئيسى لها د.سامي الجمعان من المملكة العربية السعودية الشقيقة وذلك بحضور مخرج ومؤلف العمل خلف العنزي.
وقال المعقب د.سامي الجمعان: توقعت خلال قراءة النص تنفيذ أقوى للعرض المسرحي، وكنت أتوقع ان النص سيعتمد على حيلة ولعبة الاضاءة، والتي كانت تحاول ان تسيطر على الحيل، لكن وجدت فيها خللا، وكانت الاضاءة هي في منزل الناسك والملك، كما ان الاداء التمثيلي في البداية كان فاترا كثيرا ونمطيا وتلفزيونيا وأشبه ما يكون بالاذاعي، فقد كنت اتمنى خلق حالة درامية، وحتى الموسيقى التصويرية شعرت بانها بعيدة او لعرض آخر وليس لهذا العرض.
من جانبه، قال المؤلف والمخرج خلف العنزي: استفدت من ملاحظات
د.سامي الجمعان، ولكن لم يذكر اسم ناسك بالعرض بل الموجود هو شخصية العابد، وفعلا مر البطل بالكثير من المواعيد على الطريق، ولم يناقض نفسه بطل المسرحية، اما بداية العمل فلو أعدت العرض فسوف أعيدها، وبما ان النص كلاسيكي لم اود اظهاره في جانب كلاسيكي، وبالنسبة للديكور فلـكل شخــص ذوقه ورؤيته.
واردف: هناك نقاط اردت طرحها كما انني شطبت بعض الحوارات، اما الاضاءة فهي مشكله ازلية بسبب المسرح وتسلمه.
وتابع العنزي: أعترف اني لست مسرحيا، وهذه ثاني تجربة لي بالمسرح، وأعتقد ان بعض الملاحظات جيدة، وأشكر سيد اسماعيل على تدوين الفعاليات، وأشكر جميع من عملت معهم.
البراري: هناك مجاملات في المهرجانات
استضاف المركز الإعلامي صباح امس في فندق جي دبليو ماريوت الوفد الأردني المكون من الأمين العام لوزارة الثقافة الأردنية الكاتب المسرحي والروائي هزاع البراري ورئيس مهرجان المسرح الحر الدولي الفنان علي عليان وأستاذ مشارك في قسم الفنون المسرحية بالجامعة الأردنية د.عمر نقرش، فيما أدار المؤتمر الزميل مفرح الشمري.
وتحدث الأمين العام لوزارة الثقافة الأردنية الكاتب المسرحي والروائي هزاع البراري، قائلا: تعتبر هذه الزيارة الخامسة لي في الكويت، والأولى لي في المشاركة بالمهرجان الكويت المسرحي الـ 18، مشيرا الى أن دعوته للمهرجان تخلط ما بين الصعيد العملي كونه أمينا عاما ورئيس اللجنة العليا للمهرجانات سواء كانت مسرح طفل أو كبار أو سينما، وعلى الصعيد الشخصي فإنه كاتب مسرح ومهتم بالحركة المسرحية العربية.
وحول تكرار الوجوه في أسماء الضيوف بالمهرجانات، أوضح البراري: الأمر يختلف من مهرجان لآخر، فالهدف من دعوة هذا الضيف تكون إما مرتبطة بتكليفه لتغطية الندوات الفكرية أو التطبيقية، مشيرا الى ان هناك بعض أسماء الضيوف غير فاعلة ولا تراه فقط إلا بحفل الافتتاح أو الختام، وقال: لا أنفي ان هناك جانبا من المجاملات في أي مهرجان عربي، وأنا مع ضرورة البحث عن أسماء جديدة في كل دورة.
وقال الفنان الأردني علي عليان عن فوز مسرحية «عطسة» التابعة لفرقة المسرح الكويتي بالجائزة الذهبية، قال عليان: مسرحية «عطسة» عرضت مرتين ولاقت استحسان الجماهير، وتستحق الجائزة الذهبية، فالعرض خاطب الجمهور العادي والمختص، مؤكدا انه عرض ناجح متكامل متناغم، لافتا الى أنه ولأول مرة لم يكن هناك احتجاج من قبل أي فرقة مسرحية، كما حصلت كذلك وفي نفس المهرجان مسرحية «شواهد الليل» على جائزة ذهبية متكررة.
ومن جانبه، تحدث د.عمر نقرش، قائلا: دائما العرض الكويتي ينظر إليه بعين التفاؤل، وتكون هناك عليه مراهنات من حيث الجودة، مؤكدا ان العمل المسرحي الكويتي نابع عن عشق حقيقي.