خالد السويدان
قدمت فرقة المسرح الكويتي مساء امس الأول على مسرح الدسمة ضمن أنشطة مهرجان الكويت المسرحي الـ 11 مسرحية «مونولوج غربة» تأليف فيصل العبيد وإخراج فيصل العميري وبطولة علي الحسيني، حنان المهدي، نوار القريني، نصار النصار.
العمل خطوة مشرفة للمسرح الكويتي بشكل خاص وللحركة المسرحية الكويتية بشكل عام، حيث أجاد المخرج فيصل العميري في إيجاد خط من الإبداعات ارتبط بسلسلة أعماله المسرحية الناجحة ومنها «الهشيم».
كم هائل من الحزن الذي يحمله فيصل العميري في حياته الخاصة ترجمه مع العبيد مؤلف العمل من خلال إخراجه لـ «مونولوج غربة» الذي يحمل بين طياته معاناة الشاب وصراعه مع عائلته سواء مع أمه أو أبيه منذ ولادته وحتى وفاته.
هدوء تام
العمل المسرحي كان موجها للنخبة بحيث يصعب على الشخص العادي معرفة الهدف الذي يريد المؤلف والمخرج الوصول اليه، وهذا لا يتعارض مع المشاركة بالعمل في المهرجانات لأنه يساعد على ان نرتقي بالحركة المسرحية، فقد اعتمد مخرج «مونولوج غربة» على الهدوء التام في الحركة وانسيابيتها على خشبة المسرح، بداية من عملية الولادة للابن «علي الحسيني» الذي ظهر مقيدا في حوض به ماء للإشارة إلى رحم الأم، حيث يخرج الى الدنيا ويواجه المشكــلات وينتهي به الحال مقيدا لكن في كفن عند مماته.
جسد شخصية الأب الفنان نوار القريني الذي أوضح لنا ان الأب بيده ان يتحمل مسؤولية الأسرة بأكملها لكنه في نفس الوقت من الممكن ان يكون نقطة سوداء في حياة أبنائه، خصوصا اذا ابتعد عنهم ولم يسأل عن احوالهم وهذا ما حدث منه تجاه ابنه، حتى الأم والزوجة «حنان المهدي» كانت نقطــــة واضحة في حياة ابنها الذي عانى كثيرا بعدها ولم يجد لحياته معنى بدونها، ويبقى السؤال لماذا كل هذا البعد بين البشر؟ فلو عرف الإنسان ان هذه هي نهايته لعاش طوال عمره ينتظرها رغم كل ما يعيشه من حزن وألم ويحاول بشده ان يسعى للبكاء.
عمل متكامل
رغم قوة العمل إلا ان الرتم البطيء لشرح المعاناة بأكملها أضفى على المسرحية جوا من الرتابة وهذه نقطة تحسب ضد المخرج لان المشاهد يبحث عن عنصر الإثارة والتشويق حتى يشعر بالمتعة، إلا انه كان على يقين تام بأن هناك معاناة كبيرة يعاني منها المخرج ويحاول ان يوصلها إلينا من خلال هذا العمل.
من جانب آخر، حاول المؤلف إيصال فلسفة عميقة صعبة على المتفرج العادي، وهذا يدل على مدى انسجام فريق العمل مع النص والتمعن في قراءة ما بين السطور خاصة من خلال التعبير في أدائهم التمثيلي الذي لم يوفق مع الإضاءة، حيث كان من الصعب على المتفرج ان يلاحظ أدق التفاصيل في ملامح وجوه الممثلين.
من الواضح ان فريق عمل مسرحية «مونولوج غربة» سعوا بكل جهد ليقدموا لجمهور النخبة عملا مسرحيا متكاملا تبرز فيه معاناة المخرج في حياته الخاصة.