خالد السويدان
قدمت فرقة الجيل الواعي مسرحية «ماكبث 2009» من تأليف الكاتب العالمي وليام شكسبير واخراج د.حسين المسلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المحلي الحادي عشر وهي من بطولة احلام حسن، علي كاكولي، محمد المسلم، محمد الفيلي، رشا فاروق، ايوب دشتي، حسين سالم ومجموعة كبيرة من الشباب.
حالة استثنائية
ومن المعروف ان مسرحية «ماكبث» قد تم تناولها من قبل في أكثر من شكل واطار وبأوجه مختلفة لعدد من المخرجين، لكن ما شاهدناه علــى خشبة مسرح الدسمة مساء امس الاول من ابداع هو محاولــة للدمج بين ماكبث شكسبيــر وماكبــث حسين المسلم 2009 الذي حــاول خلــق حالة استثنائية للمتفــرج تجعلــه يعيش الاحداث باستمتاع وتمعــن واستفادة بالاضافة الى استمـتــاع العيــن بروح الفريــق الواحد التي شكلت جـزءا مهما في احشاء المسرح.
لقـد اراد المخــرج ان يوصل لنا صــورة واضحة عــن ان الدنيــا زائلــة واذا حــاول الانســان ان يتجــرد مــن انسانيتــه فهنــا تنتهــي حياتــه ولا يستطيــع ان يتعامل مع البشر والعكس.
من الواضح ان العمل اخذ وقتا كثيرا في اعداد البروڤات والتمعن في مفرداته اللغوية حيث ابدع المخرج في تحريك كتلة الشباب «المجاميع» على اجزاء المسرح بشكل سليم كونهم المحرك الرئيسي للعرض حيث قدموا ادوار السحرة.
اداء رائع
الاداء التمثيلي للفنانين المشاركين كان في قمة الروعة خاصة من استاذة التمثيل والاخراج في المعهد المسرحي الفنانة احلام حسن التي ابدعت في دورها مع علي كاكولي وكذلك بعض المواهب الجديدة التي تستحق ان نقدم لهــا الشكــر على ادائهم الرائع مثل الفنــان المبــدع محمد الفيلي الذي جسد اكثر من شخصية وكان صوته جهوريا سواء في لفظ الكلمات او في الغناء.
اما ديكور المسرحية فقد كان في منتصف المسرح على شكل افعى واحيانا تراه كأنه مغارة يمارس فيها السحرة تعويذاتهم وايضا تم استخدامه ككراسي للسلطة او الحكم حيث تعامل فريق العمل مع مكونات الديكور بشكل منظم ودقيق.
العمل بشكل عام فرجة مسرحية من العيار الثقيل سادت معها المتعة وتستحق الاشادة وتشرف الحركة المسرحية الكويتية.
مكان خاطئ
لكل جواد كبوة وكبوة «ماكبث 2009» ربما تكون في قليل من المشاهد لبعض الممثلين الذين كانوا يقفون في مكان خاطئ مما جعل المشاهد لا يستطيع رؤيتهم جيدا، بالاضافة الى وجود الشاشة في اسفل فضاء المسرح حيث حُجبت الرؤية عن بعض المتواجدين في صالة مسرح الدسمة ولم يستطيعوا الحكم على رسالة المخرج التي طرحها من خلال فيلم وثائقي عرضت فيه مجموعة من الصور للدمار والقتل الذي يسود العالم، وما لفت الانتباه مشهد ابراج الكويت اثناء الغزو الصدامي الغاشم وهي تحترق فكانت رسالة مهمة مفادها «من تهجم على حرمة احد تجرد من انسانيته وسيأتي يوم يشعر فيه بهذا الظلم».