مفرح الشمري
تختتم الليلة أنشطة الدورة الحادية عشرة لمهرجان الكويت المسرحي بحضور وزير النفط ووزير الإعلام الشيخ احمد العبدالله والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي ومديرة المهرجان كاملة العياد والضيوف من الإعلاميين والفنانين الخليجيين والعرب، حيث سيشتمل حفل الختام على استعراض للفرق المسرحية التي قدمت عروضها من 8 الى 13 الجاري على خشبة مسرح الدسمة وسط تنافس شديد بين الشباب العاشق للمسرح، ومن ثم ستلقي مديرة المهرجان كلمة تشكر فيها جميع الفرق ولجنة التحكيم على جهودهم طيلة فترة المهرجان وبعدها سيتم إعلان نتائج الدورة الحادية عشرة من قبل لجنة التحكيم المكونة من احمد الهذيل ـ رئيسا، وعضوية كل من د.شايع الشايع، دخيل الدخيل، د.عبدالكريم عبدالجواد، الفنان القدير عبدالرحمن العقل.
ثورة سلمية
فرقة المسرح العربي قدمت آخر العروض الرسمية للمهرجان والذي حمل عنوان «ثورة» للمؤلف الأميركي اروين شو، ومن اخراج عبدالله القلاف وبطولة الفنان القدير سليمان الياسين، اوس الشطي، وبثينة الرئيسي، نور المولى، ابراهيم الشيخلي، ايمن عبدالسلام وآخرين. النص الأصلي للمسرحية حمل عنوان «دفن الموتى» الذي كتبه اروين وهو في ريعان شبابه، لكن المخرج القلاف قدم العرض باسم «ثورة» ليكون ثورة لكنها «سلمية» على الظلم والديكتاتورية والحروب، حيث كشفت لنا إبداعات مخرج شاب يخوض أولى تجاربه مع فرقة المسرح العربي.
الفنتازيا والواقعية
اعتمد العرض على فكرة الفنتازيا الممزوجة بالواقعية من خلال الديكور المعبر الذي صممه مشعل الموسى، حيث قسم المسرح الى مستويين، الأول أمامي يمارس فيه الجنود المحاربون حياتهم بجميع اشكالها، والثاني كان في عمق المسرح، حيث يتواجد «الجنرال» سليمان الياسين الذي يعطي تعليماته الديكتاتورية لجنوده ويحثهم على الانتصار في الحرب رغم الحياة المريرة التي يعيشونها على الجبهة.
من جانب آخر، يكون الجنرال غارقا في شرب الخمر وملذاته وسهراته حتى تحدث كارثة تهدد كيانه وعرشه، حيث يصاب جنديان إصابات بليغة ويشارفان على الموت ويجهز لهما زملاؤهم قبرا ليدفنا فيه لكنهما يرفضان ان يدفنا، الأمر الذي يقابله الجنرال بالسخرية فيطلب من أهلهما إقناعهما بالدفن مقابل مبلغ مادي كبير، لكن يستمر الجنديان في رفضهما فلا يجد الجنرال إلا ان يصدر أوامر بقتلهما لكن يتعاطف معهما باقي الجنود الذين يتحدون للقضاء على الجنرال الفاسد الذي يريد فعل كل شيء دون مراعاة شعور الآخرين.
الرؤية الإخراجية
رؤية إخراجية ناجحة للمخرج الشاب عبدالله القلاف حرك من خلالها المشاركين في العرض بحرفية كبيرة مستغلا الفضاء المسرحي كله رغم سيطرة كتل الديكور التي شغلت عمق المسرح الا انه استطاع نقل ما يريده من خلال البقع الضوئية عندما يتحول القديس الذي يناجي ربه الى شيطان ويسقط على الارض منحدرا الى الاسفل وسط اضاءة حمراء دموية تميز بها مصمم الإضاءة علي حسن.
الأداء التمثيلي
مشاركة الفنان القدير سليمان الياسين في العرض أعطت الفنانين الشباب دافعا للتميز في الأداء والمحافظة على النطق السليم للغة العربية التي كانت غائبة في معظم عروض المهرجان ومن هؤلاء الشباب: اوس الشطي، ابراهيم الشيخلي اللذان أجادا في أدائهما المقنع والمعبر عن الحالة التي عاشاها في أجواء الحرب.