- هناك شاعرات لكن بعضهن يربطن كل ظروفهن بالقلم ويتوقفن أما أنا فقد استمررت في الكتابة
- لم ألتق الشاعرة د.سعاد الصباح لكنني تعلمت منهاالعباءة رفيقتي التي تلازمني وتمسح دمعتي وتتحدث معي
عبدالحميد الخطيب
من عطور المحرق جاءت زهرة البحرين لتنثر شذاها بكلماتها الشعرية التي تغنى بها الكثير من الألسن، ونزلت على قصائدها الدمعات، امتعت الجمهور بأعمالها واستحقت التقدير لعطائها ووفائها لوطنها وزوجها وبناتها واحفادها ومحبيها في كل مكان.
الشاعرة الكبيرة فتحية عجلان حلت ضيفة على برنامج «الكارت مع بركات»مع الاعلامي المتميز د.بركات الوقيان على شاشة تلفزيون «الراي»، وامتعتنا بحضورها وثقافتها العالية، فكان لقاء مختلفا اداره الوقيان بحرفية عالية وباقتدار كبير، جعل الضيفة تخرج ما في مكنون صدرها بأريحية، واسهبت في الكلام، كاشفة عن جوانب جديدة في حياتها الشخصية والعملية.
ولم تخل الحلقة من بعض المواقف الانسانية التي اثارت الشجون في نفس الشاعرة الكبيرة، فقد بكت عندما شاهدت فيديو لابنتها «فيّ» وهي تتحدث عن فترة غياب والدها عنهن، وانها لم تعرفه عندما فتحت له باب البيت عند عودته.
وحلّ ضيوفا على الحلقة كل من: مدير تحرير «الأنباء» الزميل محمد بسام الحسيني والشاعر القدير سامي العلي والناشط بـ «السوشيال ميديا» عبدالمطلب نذر.
تعتمد فكرة «الكارت مع بركات» على طرح ثلاث مجاميع من الاسئلة، احداها لمقدم البرنامج، والاخرى للضيوف، وأسئلة من هاشتاغ برنامج «الكارت» على «السوشيال ميديا»، وللضيف الحق في الرد على اسئلة مقدم البرنامج او الغائها، وان يعكس السؤال على الضيوف اذا اراد ذلك، او تغير سؤال «السوشيال ميديا» بسؤال آخر.
بدأت الحلقة بسؤال بركات للشاعرة فتحية عجلان عما يقال بأنها تتصنع القوة، فأجابت: انا قوية بالله، وعلى قدر ضعف مشاعري لكن المواقف الحياتية جعلتني قوية، وتعلمت من ضعفي واحاسيسي المرهفة ان اكون اكثر قوة.
وبسؤالها اين القوة من الرومانسية؟ ردت: القوة هي من صنع الانسان وتكون حسب الظروف التي يتعرض لها مع قلة الحيلة، اما الرومانسية فهي الاحاسيس، مستدركة: ما تعرضت له لم يكسر مني شيئا بل صنع شيئا آخر، ووجود زوجي الشاعر علي الشرقاوي في حياتي صنع فتحية العجيل، فهو لم يعطني مجالا لكي انكسر، سواء بكلامه او بعدم تعقيده للامور، ما جعلني لا انحني ابدا.
وعن بناتها «فيّ وفيض وفوز»، قالت: كلهن قريبات مني، فابنتي «فيّ» اقول انها الملكة، و«فيض» كأنها تكمل شخصيتي لأن عندها قوة وحنان دافئ، و«فوز» انسانة بسيطة حالمة والامور عندها سهلة، لافتة عند عرض فيديو لابنتها «فيّ» وهي تمثل في المسرح عام 1984، الى ان «فيّ» وقتها كان عمرها خمس سنوات وكانت تلازمها في المسرح دائما، واكملت: كانوا يسمونها في البحرين «فيروز الصغيرة»، مؤكدة ان الهاجس بأن يكون لديها ولد لأنه السند لم يكن في البال، خصوصا انها تؤمن بأن «الضنى هو السند» سواء كان بنتا او ولدا، مستدركة: لم يكن بيني وبين زوجي اي اختلاف في هذا الموضوع وسعداء ببناتنا، والحمد لله رب العالمين عندي احفاد كلهم اولاد يوسف وعلي وسيف وراشد وسعيدة بهم جدا، ملمحة الى ان حفيدها علي يشبه زوجها علي الشرقاوي في كل شيء.
وتحدثت عجلان عن زوجها علي الشرقاوي وميوله السياسية وسجنه اكثر من مرة، قائلة: علي دخل في مجال السياسة في وقت كانت فيه السياسة نظيفة، تعلم ولا تهدم، وخالية من أي تحريض او تعد على الغير، وفي الاخير لا يصح الا الصحيح، وعرف من يحب الوطن، وقد تعلمت من زوجي حب الوطن وكيف افدي وطني، وكتبت كثيرا من القصائد للوطن، وللعلم اصاب بالرعب اذا ما احد اقترح نطلع برة البحرين خارج البحرين، مستطردة: بنتي فيّ كانت صغيرة وقت اعتقال والدها، عمرها اقل شهرين، ولذا اشتغلت رغم ان الاهل كانوا معارضين، لكن اعتمدت على نفسي وبعض الاصدقاء ساعدوني وعرفت وقتها من يحبني ومن يكرهني واصقلت من الداخل.
وفي فقرة اسئلة الضيوف، وجه مدير التحرير الزميل محمد بسام الحسيني سؤالا للشاعرة البحرينية الكبيرة، قال فيه: لو في مسلسل يحكي قصة حياتك، هل هناك قصيدة تصلح لان تكون مقدمة لهذا المسلسل؟ ومن هي الفنانة التي تصلح ان تؤدي دورك؟ فأجابت: اذا ما تم تقديم قصة حياتي، فسأكتب قصيدة حديثة تواكب الحدث والسيناريو، وبالنسبة لمن تصلح ان تؤدي دوري اعتقد انهن بناتي، خصوصا في مرحلة بداياتي، لأنهن قريبات من شخصيتي، اما مرحلة الكبر فكثير من الممثلات يستطعن ان يقدمن شخصيتي.
وتوجه الناشط على «السوشيال ميديا» عبدالمطلب بسؤال عن كيف كانت علاقتها بأسرتها عندما سافرت برفقة زوجها للعلاج، قالت: انا لا استغني عن اسرتي، ومهما ابتعدت المسافات يكون هناك تواصل دائم من خلال الهاتف، كما انني اكثر من مرة اخذتهم معي في السفر لأني «ما اسلاهم واسوي اللي يبونه وانا بعيدة»، ورغم صعوبة الموضوع الا انني تغلبت عليه، وهم جميعا قريبون من قلبي، وكتبت معاناتي مع علي في الغربة، وقصدت:
فزت حروفي تطلب العون وما عان
تجمعت كل المواجع في ايديني
ناديت رد الصوت شتقول يا فلان؟
من يسمعك في وقت ما في نعيني
قالت حروفي اكتفي بسكر الباب
واللي نخيتي يبتسم من شجوني
نامت حروفي فوق كفي وانا كتاب
مفتوح يا دمعة تطل من عيوني
قلبي انا بعدك خبر من حب الاحباب
من قال كبر السن غير شعوري
وفي سؤال آخر وجهه الزميل الحسيني عن علاقتها بالشاعرة الشيخة سعاد الصباح وهل تتواصل معها او تقرأ لها اجابت: لم يحدث لقاء معها، لكن انا تعلمت منها لأنني كنت متابعة لها ومعجبة بشخصيتها وجرأة الكتابة عندها.
وتحدثت الشاعرة فتحية عجلان عن المحرق، عندما سألها الشاعر القدير سامي العلي عن حياتها فيه وماذا يعني لها، قائلة: المحرق هو العشق الحقيقي في حياتي ومنه تعلمت كيف احب الآخرين وما هي المبادئ الصحيحة، هو مدرسة كبيرة مفتوحة وتعطي الكثير للكل، مؤكدة ان القيم والمبادئ والحب بين الناس في المحرق موجودة حتى اليوم ولم تندثر.
وعن سبب عدم وجود شاعرات اخريات في البحرين يكتبن بالعامية مثلها، اوضحت: هناك شاعرات دائما لكن بعضهن يربطن كل ظروفهن بالقلم ويتوقفن، اما انا فقد استمررت في الكتابة، مشددة على انه لا يوجد احد يميزها، لكنها هي من تميز نفسها بنفسها. وحول «اللوك» الذي تعتمد فيه على ارتداء العباءة بصفة مستمرة، قالت: العباءة رفيقتي التي تلازمني وتمسح دمعتي وتتحدث معي، هي هوية خاصة بي وتميزني عن الاخريات واصبحت جزءا مني.
وفي فقرة اسئلة «السوشيال ميديا» وردا على ما يقال بأن «حكي اهل المحرق شعر»، ألقت الشاعرة الكبيرة بعض الابيات الشعرية، جاء فيها:
هالمحرق
اذا مريـــت غنتلـــك شراييني
وردتنـي لايامــي وفرح عيني
وقالتلــي ترا كل الوفـــا فيني
هالمحرق
واقول الليل باحلامي يناديني
فراش انتي وازهاري البساتيني
وانا صغير اراكم في وسط حضنج
اذا ضاقت بي الدنيا تواسيني
هالمحرق
عدد ايام عمري وفرحة سنيني
امسيج بمحبة يا نظر عيني
وبسؤالها عن الطباخ، قالت انها تطبخ لبيتها بنفسها، مؤكدة في جانب آخر ان تغريدة نبيل الحمر المستشار الاعلامي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بكلمات قصائدها شرف لها.
وختمت اللقاء الممتع الذي مر سريعا ببعض كلمات من قصائدها، قالت فيها:
شلون لا شفتك ما ناديلك
وانت ضحكاتي اللي بعيوني ومناديلك
نيشان ذاك الوطن ما بدل غيرك
وحتى اوراق الشجر صارت تناديلك
صار القمر للقمر يتبع مووايلك
يضوي طريق الالم عنك ويناجيلك
مر مرة بالغلا.. مرة وانا اجيلك
فريق عمل «الكارت مع بركات»
فكرة وتقديم: د.بركات الوقيان.
إخراج: د.علي حسن
إعداد: علي العلي، صالح الدويخ , سلطان المناع.
منتج البرنامج: ماريان داكسيان.
المنتج المساعد: علي حسين.
إنتاج مشترك: مجموعة «الراي» الاعلامية وشركة «قلم» للدعاية والاعلان.
قناة العرض: تلفزيون «الراي».
موعد العرض: يوميا مساء خلال شهر رمضان.