خالد حسين
صرح د.نبيل الفيلكاوي نائب رئيس الهيئة العربية للمسرح بأنه في ظل التراجع الكبير والوهن والفتور الذي اصاب المسرح في الوطن العربي ونظرا لضعف العروض التي ترشحت للمسابقة الرسمية، تقرر إلغاء الدورة الثانية لمهرجان المسرح العربي الذي كان من المقرر إقامته في تونس الشهر المقبل، وقد اصدرت الهيئة بيانا بهذا الخصوص جاء فيه:
لما كانت مبادرة صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات حاكم الشارقة، الداعية لتأسيس الهيئة العربية للمسرح تهدف للمساهمة الفاعلة في الارتقاء بالحركة المسرحية والعمل على تعزيز الجهود المبذولة للنهوض بالمسرح في الوطن العربي، وضعت الهيئة جملة من التصورات والخطط والبرامج والآليات الكفيلة بتفعيل أهدافها النبيلة وغاياتها السامية وفق تطلعاتها لتأمين وجود مسارح عربية، حيوية، ومتنوعة تكون فاعلة ومتفاعلة مع واقع مجتمعاتها ومقومات الحياة العربية فيها. وعلى هذا الأساس وقع تأسيس مهرجان المسرح العربي باعتباره آلية تنشيط مسرحي، قد تمكن المسرحيين العرب من تتويج جهودهم في البحث والعمل والاجتهاد والتجريب والإنتاج، وتكون مناسبة للاحتفاء بهم والاحتفال بإبداعاتهم وعرضها على الجمهور هنا وهناك على امتداد الخارطة العربية في موعد ثابت ومتواتر سنويا، أطلقت عليه «اليوم العربي للمسرح».
واستعدادا لتنظيم الدورة الثانية للمهرجان واليوم العربي للمسرح في الفترة ما بين 10 و16 يناير 2010 تمت تلبية رغبة ومقترح رئيس مركز الهيئة بتونس لإقامة الدورة الثانية للمهرجان بها مشاركة ومساهمة من الهيئة في الاحتفالات بمئوية المسرح التونسي الشقيق.
وبناء على استعداد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لدعم المهرجان، وأخذا بمقترحات المركز التونسي، وافقت الهيئة على تخصيص الدورة الثانية لمسارح الهواية من الشباب، حتى يتميز المهرجان ويتفرد ويولي عنايته إلى المستقبل والقادم، ولهذا الغرض وضعت الدورة تحت عنوان «شباب.. شغف.. مسرح».
وبحثا من الهيئة عن كل ما من شأنه أن يحفز النفوس ويشحذ الهمم لمزيد من البذل والاجتهاد والعطاء فقد أقرت تنظيم مسابقة بين الفرق المشاركة ورصدت لها سبع جوائز ذات قيمة مالية ومعنوية ليتنافس المتسابقون على نيلها بتونس فيما بين 10 و16 يناير 2010، وتكليف الفنان المنصف السويسي، نائب رئيس الهيئة ورئيس مركزها بتونس بإدارة المهرجان وبالتالي، تم اتخاذ كل الإجراءات والاستعدادات لإقامة الدورة الثانية وتنظيمها بتونس، وكلف المجلس التنفيذي للهيئة لجنة لفرز وانتقاء العروض العربية المرشحة للمشاركة في المهرجان ومسابقته، إلا أن معظم العروض المرشحة (34 عرضا)، لم ترق إلى المستوى الأدنى من القيمة الفكرية والجمالية، وكانت مخيبة للآمال.
وأمام هذا الوضع المؤسف، وبعد الدرس والتحليل، توصل أعضاء المجلس التنفيذي للهيئة إلى اتخاذ قرار صعب وجريء وحاسم يقضي بإلغاء إقامة هذه الدورة، والدعوة لضرورة الإسراع بدراسة أوضاع مسارح الهواية في الوطن العربي وإصلاحها بالعمل الجاد على انتشالها مما أصابها من وهن وفتور وتراجع مفزع لا يليق بسمعة ومستوى مسارحنا العربية، على أن يتم الاستعداد من الآن لإقامة الدورة في موعدها السنوي 10 يناير 2011، إذا توافرت الشروط الموضوعية، وتم تحفيز إنتاج عروض تتسم بالجمالية والعمق الفكري، تكون جديرة بالاحتفاء والاحتفال بها مهرجانيا.
وإذ تعتذر الهيئة لأصحاب الأعمال المقبولة من بين الأعمال المرشحة والتي تعتبر استثناء للقاعدة فإنها تهيب بجميع مراكز الهيئة العربية للمسرح الى العمل على استكشاف القدرات والإمكانات والمواهب القادرة على تثوير الواقع المسرحي وإيجاد البدائل المغايرة والمغيرة للراهن البائس إلى قادم مشرق.
وتعلن الهيئة أنها ستقيم الاحتفالية السنوية باليوم العربي للمسرح في موعدها بتونس مشاركة للمسرح التونسي احتفاءه بمئويته، وتقديرا منها لكل رجالاته من المبدعات والمبدعين.
ولهذا اختارت الهيئة أن تكرم هذه السنة الفنانة التونسية منى نور الدين، بينما كلفت الكاتب المسرحي المتميز عز الدين المدني بتحرير كلمة الفنان المسرحي العربي وإلقائها بنفسه في يوم المسرح العربي بتونس.
وانتهى البيان بتمني الوصول مستقبلا إلى استخدام فواعل جديدة في عملها وإسهامها الإصلاحي للكينونة المسرحية العربية.
يذكر ان الهيئة العربية للمسرح حددت يوم العاشر من الشهر الأول من كل سنة، تاريخا ثابتا لإقامة المهرجان وقد تولى الفنان العربي اللبناني يعقوب الشدراوي إلقاء الرسالة الأولى للمسرح العربي بمدينة الشارقة في العاشر من يناير 2008، وفي السنة التالية 2009 كان من المقرر إقامة الدورة الأولى للمهرجان بالقاهرة في نفس الموعد، ولكن ظروف حرب العدوان على غزة فرضت تأجيل موعده من 10يناير إلى 6 مايو 2009، حيث تولت الفنانة سميحة أيوب إلقاء كلمة اليوم العربي للمسرح، وتم تكريم الفنان المخرج أحمد زكي، وقد نظمت الهيئة الدورة الأولى للمهرجان بالقاهرة، علما بأن المجلس التنفيذي للهيئة قد سجل في تقييمه للدورة استياءه لضعف أكثر العروض المسرحية المشاركة وتراجع المستوى العام، آملا في تدارك الوضع مستقبلا والحصول على أعمال مسرحية أكثر نضجا فنيا وفكريا.