دمشق - هدى العبود
تحدث الفنان محمد خير الجراح عن جديده، فقال في تصريح لـ «الأنباء»: منذ فترة طويلة أي قبل الأزمة كنا نفكر بخلق مسرح شعبي بعد غياب العديد من الفنانين الذين رحلوا مثل هادي بقدونس وحسن دكاك، محمود جبر فرقة قنوع، فرقة دبابيس، إضافة إلى فرقة حلبية كان لها نشاط، وفي كل لقاء صحافي كنت أتحدث عن المسرح الشعبي، لأنه حاجة ملحة لكل مواطن عربي أينما وجد وليس في سورية فقط، ان يكون هناك عرض مسرحي مخصص للعامة، لكن الحرب أدت إلى انعدام النشاط المسرحي، تخللته أعمال مسرحية خجولة بسيطة قدمتها مديرية المسارح، ولذلك كنت أحاول البحث عن نص أنا والمخرج غزوان قهوجي، وتحديداً من تأليف العبقري الراحل محمد الماغوط، واسم المسرحية «المهرج» كتبها في أوائل السبعينيات، وانني استغرب لماذا لم تعرض المسرحية منذ ذلك الوقت مع الكبيرين دريد لحام ونهاد قلعي؟ واقترحنا أن تحمل المسرحية اسم «السيرك الأوسط».
وعن مضمون المسرحية، رد الجراح: تتحدث عن العالم العربي وما يجري في سورية بشكل خاص، لذلك قمنا بعملية إعداد تلاءم الوضع الذي تمر به سورية وبعض البلدان في الساحة العربية بشكل عام، وواجهنا معاناة مع اغلب الفنانين يتحدثون عن الاشتراك بالعمل، وعندما جلسنا على الطاولة استغربت ان أعذارهم كانت مختلفة، والسبب الخفي هو ضعف الدخل المادي، كما أن المسرح يحتاج إلى طاقة وتعب ومثابرة لأنك تواجه الجمهور، وليس هناك مونتير يحذف ومخرج يقيم لك عملك ويرشدك أثناء العرض في حال كان هناك أي خطأ.
وحول ما الذي يميز المسرحية، قال: النقد السياسي، والنقد على كافة الصعد وسيكون العرض بتاريخ 19 يوليو الجاري، أنا أحب العمل مع الشباب لأنهم طاقة ويخلقون أشياء جديدة، وعلينا ألا نذهب باتجاه التحنيط، إضافة لوجود فرقة رقص اسمها خطى، كما يقدم مجموعة من الممثلين السوريين عرضا مسرحيا يضم نصوصا مقتبسة من أعمال الكاتب السوري الراحل محمد الماغوط، إضافة إلى مقالات تم اقتباسها من كتاب «سأخون وطني» التي تتحدث عن أحداث مرت بها سورية، وهو عبارة عن إسقاط لما يجري اليوم في الداخل السوري والعربي لبعض البلدان.
وبسؤاله لماذا غاب الفنان دريد لحام عن مسرحية الماغوط، أجاب محمد خير الجراح: أريد ان أجيب عما يدور بأذهانكم انتم الإعلاميون، عندما نقول «عمل مسرحي للماغوط» مباشرة يفكر الجميع ان النجم دريد لحام هو البطل، لكن اليوم مع الأسف أصبح من الصعوبة أن يكون لحام في المسرحية لأن العرض ساعتان والتدريب طويل وصحته لا تساعده، والنجم لحام رمزنا الدرامي والمسرحي وملهمنا، أخذنا إلى أقاصي الفن، وخلد اللهجة السورية التي فرضها على السينما والدراما في الوطن العربي، وكانت له أفلام كثيرة في لبنان ومصر واشترط أن تكون باللهجة السورية.
وتطرق خير الجراح الى مسرحية «مش حتقدر تغمض عينك»، وقال: قدمتها خلال شهر رمضان الماضي على مسارح المملكة الأردنية الهاشمية، اتسمت بأنها مسرحية ناقدة للأعمال الفنية العربية التي عرضت على الفضائيات، واستطيع أن أصفها «بالغثة» وأقولها صراحة للمعنيين بالدراما العربية: من حق المشاهد العربي ان يشاهد دراما خلاقة تناقش مشاكله، لأن المشاكل والصعوبات التي يعاني منها المواطن العربي تتشابه بنسبة كبيرة، ويستحق هذا المواطن الذي عانى ولا يزال يعاني من مستلزمات الحياة الصعبة، ان يجلس نهاية اليوم مع أسرته ليشاهد أعمالا فنية بناءة، وللعلم المشاهد ليس غبيا على الإطلاق، فقد كانوا يثنون على الأعمال الجيدة ويسمونها بأسمائها، فمثلا مسلسل «فوضى» كانوا ينتظرونه في عمان ويناقشوني ويسألون عن نهاية الأحداث التي كانت تشغلهم لليوم الثاني، ليقفوا على حقيقة ما يجري، كذلك حظي مسلسل «وردة شامية» بمشاهدة واسعة من قبل المشاهد الأردني.
اما عن مسلسل «وردة شامية» وهل هو اقتباس لمآسٍ عالمية، قال: ردا على سؤال وجهه لي شخصيا بأن مسلسل «وردة شامية» نسخة مقتبسة من «ريا وسكينة» المسرحية التي كانت بطلتها الراحلة شادية وسهير البابلي والقدير عبدالمنعم مدبولي بأن «ريا وسكينة» متواجدة في كافة المجتمعات العربية والعالمية، لأن الفقر والحرمان والظلم يولد الجريمة، من هنا أقولها صراحة ان «ريا» تسكن كافة المجتمعات، لذلك ترك الكاتب مروان قاووق القصة ومجريات أحداثها مفتوحة ليكمل نهاية الشقيقتين ومصيرهما المر، «شامية» على يد ابنها الذي سرق منها يوم مولده لتحرم منه طيلة حياتها والذنب الذي اقترفته أنها خادمة فقيرة وزوجة الباشا العثماني التي لا تنجب، فكان لزاما عليها ان تعطيها ابنها عنوة، هذه الأحداث تولد الجريمة والقتل والإجرام.
وانهى محمد خير الجراح كلامه، بالقول: أريد أن أكون منصفا لصناع الدراما السورية وفخورا بها بنفس الوقت، ان الدراما العربية تصنع بأدوات وبتكنيك سوري، لكنها مع الأسف لا تحمل الهوية السورية، وأقصد هنا الأعمال العربية المشتركة التي تضم فنانين ونجوما مصريين ولبنانيين وخليجيين وسوريين اغلبها من إنتاج سوري وكتاب ومخرجين سوريين، وهذا يدعو إلى الفخر بأننا نمتلك تكنيكا سورياً وخبرة، وانتظروني بأعمال جديدة، بجزء جديد من «وردة شامية» و«حريم الشاويش» و«بقعة ضوء» و«باب الحارة»، وسأصور خلال الأيام المقبلة فيديو كليب بمدينة حلب بعنوان «عرم».