مفرح الشمري - بشار جاسم
تواصل «الأنباء» رصد تعليقات أهل الفن في الذكرى الأولى لوفاة عملاق الفن الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي أعطى الكثير للساحة الفنية الكويتية والخليجية والعربية على حساب صحته، وذلك لعشقه للفن وبحثه الدائم عن تقديم الأفضل لجمهوره من المحيط إلى الخليج، «الأنباء» لليوم الرابع تستكمل نشر كلمات زملائه الفنانين وأبنائه من الفنانين الشباب في الذكرى الأولى لوفاته.
قال الملحن المميز مشعل العروج: مازلت أتذكر أول لقاء جمعني بالعملاق الراحل، وكنت وقتها ملحنا شابا في بداياته! فرحتي كانت كبيرة جدا بشوفته والجلوس معه وحديثه المشوق وكان معجبا وقتها في اغنية «كل شي فيك انت حلو» واتفقنا ان يغني الاغنية في مسرحية مراهق في الخمسين وتوالت بعدها الاجتماعات والتدريبات واللقاءات التي مازالت تحيا في الذاكرة، تعلمت منه في هذا العمل الكثير، الله يرحمه.. كان آخر ما جمعنا افتتاح دار الاوبرا، يطول الكلام عنه ويقصر ولا نوفيه حقه حبيب الشعب ابوعدنان.
استذكرت النجمة نوال الكويتية بكلمات مؤثرة الراحل بو عدنان مؤكدة أن جمهوره «ولهان عليه» واضافت قائلة: نحس دايما ان بوعدنان ما فارقنا وهذا الشي دايم احسه مع اللي احبهم وأخذ أمانتهم الرحمن واذكر مرة من المرات طلب مني مجموعة أغاني ووصلتها له ومن كثر ماهو فعلا كبير في كل شي كلمني بنفسه يشكرني،
وقالت: حبيبي بوعدنان ولهنا عليك، وأكيد انت في مكان احسن من مكاننا مضيفة: الله يرحمه ويغفر له ولن ننساه ودايم سيبقى بوعدنان في قلوبنا.
اكد الفنان والمخرج القطري صالح المناعي ان الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا فنان ليس له مثيل ولا بديل ليس فقط في إبداعاته الفنية الرائعة، بل في صفاته وخلقه الراقي مع زملائه وأصدقائه وتواضعه وحبه للناس جميعا، كما كانت له بصمة واضحة ومؤثرة في الفن الخليجي.. فهو مدرسة فنية تعلمنا منها وسوف يتعلم منها الأجيال القادمة وسيظل عبدالحسين عبدالرضا علما وقيمة كبيرة لن ينساها تاريخ الفن العربي، يموت الفنان بجسده ولكن تظل أعماله الفنية الراقية والهادفة باقية وخالدة وجزءا من تاريخ الفن الخليجي والعربي الأصيل.
ذكر الفنان محمد الصيرفي الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا قائلاً ان الكلمات لا توفيه حقه.
واضاف: عبدالحسين لم يمت مازال يعيش معنا ذهب جسده ولكن روحه معانا في حديثنا مع بعض هو موجود في أعماله هو موجود في ذكرياته هو موجود تعلمنا منه في حياته وفي مماته أيضا مازلنا نتعلم منه الله يرحمه ويغفر له وأنا من الفنانين اللي ذهبت الى قبره أزوره اكثر مما كان عايش اسأل عنه لأني كنت انحرج ان يفهم زيارتي له أني أبي اشتغل معاه، وطبعا لي الشرف أني اشتغلت معاه.
الفنان القدير الإماراتي د.حبيب غلوم بكل أسى استذكر الذكرى الأولى لوفاة بوعدنان الذي جعله يعشق الفن، حيث كتب: «ما أذكر من طفولتي في بيتنا الصغير بغرفتين إلا ذاك التلفزيون الصغير بالأبيض والأسود غير بوعليوي اللي كبرنا واحنا نبتسم معاه وشدتني شخصيته للفن وعلمنا الفرح وشاءت الأقدار اني ألتقي فيه في مسلسل مرمر زماني بدور المحامي ماله يعني لصيق فيه في كل المشاهد تقريبا ارتعبت في أول يوم تصوير وحسيت نفسي صغير أمام عملاق كبير وبذكاء شديد علشان يذوب هالخوف طلب مني انا والأخ حسن رجب نطلع معاه بعد التصوير السوق بيشتري كم غرض، وفي ثاني يوم تصوير عرفت ليش طلب منا نطلع معاه لما شفت نفسي مرتاح وأنا واقف جدامه في التصوير وقبل سنة من وفاته كنت مدير مهرجان السينما الخليجي في ابوظبي واتصلوا فيه من مكتب الوزير يدعونه فاعتذر لأنه مو صاحي وبعد ما خبروني بالاعتذار اذكر اني اتصلت بالأخ حسن السلمان اتطمن عليه وبلغته السلام وأمنيتي بحضوره وكلها دقايق إلا حسن متصل فيني يبلغني بوعدنان يقول دام انه حبيب مدير المهرجان ما راح نخليه بروحه واحنا جايينك كانت هذي من أرقى لحظات حياتي وتقدير لشخصي من فنان عملاق ما أنساها طول عمري.
الفنان العراقي جواد الشكرجي استذكر الراحل بو عدنان بمقالة جميلة جاء فيها: الراحل الكبير الفنـــان عبـدالحسـين عبدالرضا أيقونة الكويت الماسية وألقها الذي لن يزول.. رحل ابوعدنان عن عالمنا بجسده الفاني وبقيت روحه الخالدة ترفرف علينا وفينا.. رحل العملاق وبقي ظله شامخا لن يتزعزع.. فالراحل الجسدي ابوعدنان كان زميلا وصديقا وأخا وأبا ومعلما وحبيبا لكل من عرفه ولم يعرفه..
كان قلبا كبيرا يمشي على الأرض تاركا خلفه فضاء من محبة وأزهار عشق للفن والحياة والوطن والإنسان..
لم يترك الراحل الكبير فراغا في الحياة الفنية الكويتية والخليجية والعربية بل فضاء رحبا من العطاء لكل المبدعين، فضاء ممتلئا بالتفرد في كل شيء.
واضاف: فلن يكون هناك بديل لعبدالحسين عبدالرضا إلا عبدالحسين عبدالرضا وسيبقى قامة عربية خالصة عالية جدا لا تتكرر ولا تطال وبصمة لا تشابهها بصمة أخرى الولاء لوطنه والإنسان، والعشق للفن بمهنية عالية، والاعتدال والتوازن في النظرة الى الإنسان بغض النظر عن هويته وقوميته وعقيدته ودينه ومذهبه وعرقه ديدنه وهاجسه الأبدي الذي تركه لنا وفينا.