- مستحيل أن أخرج عملين مسرحيين في وقت واحد وهذا ينطبق أيضاً على المهرجانات
عبدالحميد الخطيب
اكد المخرج علي العلي استفادته من عمله في مسرح السلام عند خوض تجربة «السندريلا»، مشددا على ان مسرح الطفل لابد من التعامل معه بحذر لأنه يحمل بين طياته رسالة تربوية للأجيال المقبلة.
واوضح انه سيقدم مسرحا شاملا في المستقبل ملمحا الى انه يتمنى تطبيق القانون عند تطبيق الرقابة على الأعمال المسرحية.
«الأنباء» التقت المخرج علي العلي في هذا الحوار الشائق، فإلى التفاصيل:
حدثنا بداية عن تجربتك مع مسرح الطفل في مسرحية «السندريلا»؟
الجميع يعلم ان بدايتي كانت مع مسرح السلام وهذه اول مرة اطلع واخرج عملا مسرحيا بمفردي لذلك كانت تجربة مرعبة ليس لأنني كما قلت بمفردي فقط انما لأنني انتقلت فيها من العمل في مسرح الكبار الى الصغار ولكن مازاد من ثقتي في نفسي وامكاناتي النص الجيد الذي كتبه امير رجب والظروف الانتاجية المناسبة التي وفرها رجب مع يعقوب عبدالله خصوصا من النجوم المشاركين معنا في المسرحية.
ما الفرق بين الإخراج للكبار والإخراج للصغار؟
مسرح الكبار سهل لأننا نتعامل فيه مع اناس يفهمون ويأتون للمسرح بغرض الاستمتاع وتغيير الجو والضحك لذلك نعطيهم الكوميديا الهادفة التي يحتاجون اليها بعكس مسرح الطفل الذي يحتاج الى جهد مضاعف حتى يتم ايصال الرسالة المطلوبة بحذر مع مراعاة السلوك الاجتماعي النابع من احداث القصة لأن الطفل صاحب مخيلة واسعة ويجب ان تكون في الحسبان حتى لا نقع في خطأ توجيهه بطريقة غير سليمة.
يبدو انك استمتعت بتجربة «السندريلا»؟
بالفعل وسأكررها في القريب العاجل خصوصا انني احببت وتعلقت بهذا المسرح الرائع.
كيف استفدت من عملك مع مسرح السلام عندما اخرجت منفردا؟
العمل مع النجم عبدالعزيز المسلم يحتاج الى شغل وعرق لأنه يقدم فنا حقيقيا على خشبة المسرح، فعندما يعمل اي انسان مع المسلم اكيد سيستفيد وهذا ما حدث معي فأبوعبدالله كان يريد عمل «فلترة» لي كمخرج مسرحي وبالفعل استفدت منه ومن نصائحه وتشجيعه حتى الآن وأتوجه من خلال «الأنباء» بالشكر له على وقوفه الدائم بجواري.
أحببت مسرح الصغار وستستمر فيه الفترة المقبلة هل ستترك الكبار؟
لا، بالعكس كلامي لا ينفي انني سأعمل في مسرح الكبار لكن اذا توافرت العناصر القوية لخوض التجربة مرة أخرى.
تعني انه من الممكن ان نراك في عملين احدهما للصغار والآخر للكبار؟
مستحيل ان تجد بنفس الوقت اسمي على عملين في نفس الوقت وهذا ينطبق على مشاركاتي في المهرجانات خصوصا انني احب التروي ودراسة الاعمال التي اقدم عليها جيدا ولكن لا مانع من الاشراف على عمل وفي نفس الوقت اخراج عمل آخر لأنني في النهاية لست سوبر مان، وللعلم افكر في محاولة تقديم مسرحية شاملة وقد اطبقها في المستقبل.
وما هي؟
ان اقدم مسرحية موجهة للأسرة كلها بحيث يستمتع بها الكبار ويستفيد منها الصغار وهذا موجود في أوروبا ويمكن إيجاده بسهولة وقد طبقناه في مسرحية «الحاسة السادسة» وحظيت بنجاح كبير.
تهتم بمتابعة ردود الأفعال حول أعمالك؟
دائما اتابع الصالة ووجوه الناس فإذا وجدتهم لا يتكلمون اعرف ان المسرحية ناجحة واشعر بسعادة غامرة لأنني اعلم انهم مستمتعون رغم اختلاف امزجتهم.
وماذا عن الرقابة في المسرح؟
للأسف في السنوات الأخيرة اصبحت الرقابة مزعجة جدا.
ماذا تعني؟
نحن كفنانين كويتيين نعرف حدودنا جيدا وعلى مدى اكثر من ستين عاما والفنان الكويتي مؤدب ولا يقدم إلا قضايا تهم المجتمع كله فلماذا الخوف منه وللاسف الذي يحكم موضوع الرقابة هو بعض الأمزجة وليس القانون والمشكلة الكبرى انهم ليسوا خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية واتمنى ان يعلموا ان المسرح من ارقى الاماكن ووجه حضاري المفروض ان نفتخر به وليس هدمه وذبحه، ومن خلال «الأنباء» اوجه رسالة اقول فيها «يا واضع الرقابة ألا تعلم أننا الآن في عصر الانترنت والفضائيات ولا يمكن منع اي صوت من الوصول إلى الناس».
ويضيف: نحن الحمد لله في بلدنا عندنا حرية والدستور كفلها وهناك مادة 14 تقول «الدولة ترعى الفنون والآداب والثقافة والبحث العلمي»، فلماذا الوقوف امام ابداع الفنان بالكويت خصوصا انه لا يسيء الى أحد.
لماذا لا يجتمع الفنانون ويعلنون استياءهم من أداء الرقابة؟
كلامي لا يعني انني ضد الرقابة أو اشخاص بعينهم لكن انا ضد آلية تطبيقها وما نطالب به هو ان يتم تطبيق القانون، تكون الرقابة فقط على الجودة الفنية حتى نرتقي ونقدم ما يفيد الناس.