خالد السويدان
ضمن انشطة مهرجان الخرافي المسرحي السابع قدمت فرقة مسرح الشباب التابعة للهيئة العامة للشباب والرياضة عرضها المسرحي في المسابقة الرسمية والذي حمل عنوان «دماء بلا ثمن» رؤية واخراج علي العلي وبطولة يعقوب عبدالله، بسام الكندري، عبدالعزيز القعيد، حنان المهدي، بدر الشعيبي، فاطمة القلاف، حمد الداود، خلود العظمة وتصدى لتنفيذ الديكور م.فهد المذن.
قـــصة المسرحية تــــدور حـــول الظـــلم والاضطهاد المنتـــشر في كثــــير من دول العالم وذلـــك من خلال قصة «الحلاق» يعقوب عبدالله الذي يسعى الى الوصول الى «محبـــوبته» خـــلود العــظمة، والتي في نفس الوقت يحتجزها «القـــاضي» بــســام الكندري طمعا فيها خصـــوصا انه هـــو من تبناها وربـــاها حـــتى كبرت واصبحت بهذا الجمال، لذلك يتـــصدى بكل قـــوة لمحاولة الحلاق ويأمر بحبسه لمدة 15 ســـنة مما ينـــمي روح الـــحقد والكراهية عنـــد الحلاق تجاه القاضي الظالم فيحاول الانتقام مـــنه بعد خروجه من السجن لــــكن تأتي نهاية المسرحية على يد «طــــفل المستقبل» بدر الشعيبي الذي يقضي عــــلى الحلاق في اشارة الــى المستقبل القاتم الذي ينتظر الاجيال المقبلة اذا ما انتشر الظلم في العالم.
غمار المنافسة
رؤية مسرحية رائعة صاغها المخرج علي العلي بعد سلسلة من النجاحات التي حققها في اعماله المسرحية السابقة، فقد اثبت انه مدرك لادواته ولديه الموهبة لخوض غمار المنافسة وسط اسماء لها باعها في عالم الاخراج، فقدم لنا عـــــرضا بصورة سينمائية بما فيها من جمال وروعة ولعل اكثر ما يبرز هذا العرض هو اعتماده على طاقات شبابية كويتية استطاعت ان تكون صورة جميلة استمتع بها كل الحضور في الدسمة، وهنا نشيد بالاداء الرائع للفنان يعقوب عبدالله الذي استطاع ان ينسينا بأدائه المتمكن ادواره التلفزيونية وتعايش معه المتلقون، واعطى مثالا حيا ان المسرح هو المنشأ الحقيقي للفنان وسر ابداعه دائما، وايضا لا ننسى اجادة باقي الممثلين والذين استطاع المخرج الامساك بهم وتوجيههم بصورة منظمة على خشبة المسرح، وكذلك الديكور جاء متناسقا وملائما لاحداث المسرحية وايضا الازياء كانت اكثر من رائعة.
شباب موهوبون
في النهاية نقول ان المخرج علي العلي استطاع ان يحقق خطوة جديدة تنضم الى نجاحاته رغم بعض الاخطاء الاخراجية البسيطة في العرض والتي تحمل بعضا من التقليد خصوصا في جزئية الفيلم لكن هذا لا يقلل من قوة العمل ككل وبالفعل هو اضافة لمسرح الشباب الذي عودنا دائما على اعطاء الفرصة للشباب الموهوبين للتعبير عن رأيهم في ظل وجود رئيسه الفنان علي وحيدي والذي يدعم كل صاحب موهبة من اجل رقي الحركة المسرحية الكويتية وبقائها في القمة.
علي العلي: أحداث المسرحية تشابه واقعنا الذي نعيشه
بعد انتهاء عرض «دماء بلا ثمن» أقيم في المركز الإعلامي للمهرجان مؤتمر صحافي لفريق عمل المسرحية اداره الزميل صالح الدويخ، حيث شكر المخرج علي العلي الممثلين المشاركين في العمل على مجهودهم وكذلك مسرح الشباب على دعمه لهم ووصل الشكر الى ادارة مهرجان الخرافي المسرحي السابع التي وفرت الأجواء المناسبة للمشاركة والإبداع لكل محب للمسرح في الكويت.
واضاف العلي قائلا: أنا أحب الفيلم السينمائي لذلك حاولت تقديمه على خشبة المسرح ليساعد في ترجمة أحداث المسرحية، واعتقد اننا تناولنا القصة بموضوعية وتطرقنا فيها الى الكوارث التي تحدث والمشاكل التي يعاني منها الناس.
وأوضح ان العمل به تيمة إنسانية لو طبقناها في أي مكان في العالم فسنجدها تعبر عن واقع الحياة خصوصا ان الثقب الذي نرى منه المشكلات مازال موجودا وإذا لم نحاول سده بأخلاقنا وسلاحنا وعلمنا فسيظل مفتوحا.
واشـــار العلي الى ان الفنان حمد اشكناني قــــال له: لا أريد ان يتم ترشيحي لأي جائزة ويكفي انني شاركت في هذا العمل رغم ظروف دراستي وتصويري لأعمال درامية وهذا الكلام ينطبق على الفنان بدر الشعيبي.
وتابع: أنا شخصيا أُتهم بالسوداوية في أعمالي وقد حاولت في هذه المسرحية ان أرى دما ولحما على المسرح وبالفعل حاولت وأتمنى ان أكون قد وفقت وان يكون العمل قد حاز اعجاب كل من شاهده.
أمــــا الـــفنان يـــعقوب عــــبدالله فأكد انه لا يـــمكن ان يستغني عن المسرح، مشيرا الـــــى انه اثناء رجوعه الـــى خشبته يلــــتقي بمن يساعده عــــلى تصحيح مساره الفـــني ملمحا الى ان التـــلفزيون في الفترة الماضـــية قد سرقه من المسرح. واضاف قائلا: المسرح هو عمل جماعي ولا يمكن لأي فنان ان يبدع بمفرده ومن هنا اشكر مسرح الشباب على ثقته الكبيرة التي اعطاني إياها للمشاركة في المهرجان وتحديدا في هذا العمل.
واقرأ ايضاً:
«طب وتخير» واحدة من مفاجآت «ليالي فبراير 2010»
جوائز من غير أسئلة الليلة في «ألو فبراير» على «كويت fm»
كواليس