خالد السويدان
ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الخرافي المسرحي السابع، قدمت فرقة المسرح الشعبي مساء امس الاول على خشبة مسرح الدسمة عرضها الذي حمل اسم «جمهورية الخبز والعسكر ..الرهان يستمر» من تأليف وإخراج د.محمد مبارك بلال وبطولة نصار النصار، عيسى الحمر، منار الجارالله، مبارك بلال، مشاري المجيبل، عبدالعزيز النصار، وتصدى للسنوغرافية والاضاءة محمد الرباح والازياء جاسم الخريبط والمؤثرات الصوتية مشاري بلال أما منفــذ الإضـــاءة فكان فيصل العبيـد.
تدور قصة المسرحية حول طاغية «نصار النصار» يحاول استغلال شعبه مستعينا بمساعده «عيسى الحمر» الذي يتبعه في كل أوامره وكرس حياته في خدمته وذلك من خلال وجودهما في حفرة مع مجموعة من الشعب تحاول إثبات نفسها من خلال شعارات تطالب بالحرية واحترام الرأي الآخر، لكن الطاغية ومساعده يقومان بترهيبهم وكتم أفواههم ووأد أي مطالبة لهم في اشارة واضحة للصرخات المكتومة للشعوب التي تحكمها نظم ديكتاتورية.
رؤية إخراجية
لا ننكر ان العمل استطاع ان يوصل فكره جميلة وراقية لكن شابه بعض الخلل، خصوصا في الطريقة الاخراجية من ناحية التماسك الدرامي للعمل وأداء الممثلين الذي صاحبته رتابة وتطويل أصاب الحضور بالملل ما اثر في الفرجة المسرحية، فلم يجد المشاهد ما يجذبه لمتابعة الأحداث، وكان من الواضح ايضا ان الممثلين لم يتمكنوا من التعايش مع باقي أدوات المسرح ومنها الديكور، وظهر هذا جليا في عدم انسجامهم في عملية الخروج والدخول الى خشبة المسرح.
من جانبه، حاول الفنان نصار النصار ان يشد انتباه المشاهدين من خلال أدائه الراقي لكن «يد واحدة لا تصفق»، وهنا لا ننكر محاولة اجتهاد باقي فريق المسرحية ومحاولاتهم لكي يصلوا بالعرض الى بر الامان، لكن ما نرمي اليه هو ان القصة المطروحة سياسية من العيار الثقيل وكانت تحتاج الى ممثلين ذوي خبرة لنقل الفكرة بصورة افضل.
موقف درامي
الاضاءة كانت العنصر الاجمل والمحرك للعمل، فقد جاءت متجانسة مع اداء الممثلين والموقف الدرامي لكل مشهد، خاصة ان المخرج استطاع ان يستغلها، خصوصا مع مطالبات الشعب بحقوقه لبث روح التفاؤل والحياة الجميلة التي يتم فيها احترام الآخرين.
ختاما مسرحية «جمهورية الخبز والعسكر.. الرهان يستمر» عمل مسرحي رغم أن فكرته مستهلكة، إلا أنه حاول تقديمها بشكل جميل، ونتمنى التوفيق للمسرح الشعبي الذي يدعم الجميع ويحاول دائما ان يجعل الشباب ومشاركاتهم من أولياته.
بلال: أعمالي القادمة سياسية وفي الحفرة
اقيم في المركز الاعلامي للمهرجان مؤتمر صحافي للمسرحية اداره الزميل فالح العنزي الذي اشاد بدور المسرح الشعبي وتاريخه العريق، مؤكدا ان هذه التجربة هي الاولى للدكتور محمد مبارك بلال في الاخراج المسرحي خاصة انه من ابرز الكتاب المسرحيين في الآونة الاخيرة ولديه خبرة كبيرة في طرح مواضيع جميلة وهادفة.
بعد ذلك تحدث د.بلال مخرج وكاتب العمل حيث شكر ادارة المهرجان وراعيه الذي يهتم بالحركة المسرحية ودعمها من اجل الكويت وشبابها وواصل الشكر الى فرقة المسرح الشعبي لاعطائه الثقة ليشارك في الدورة السابعة لمهرجان الخرافي المسرحي.
وعن خوضه مجال الاخراج قال: نحاول دائما التواصل مع الجمهور والاجيال وهذا ما حاولت ان افعله من خلال خوض التجربة في ظل وجود طاقات شابة ووجود المعهد العالي للفنون المسرحية ووجود الصحافة.
واضاف د.بلال: منذ بداية كتابتي للعروض المسرحية كنت اضع نفسي مكان المخرج والممثل ومصمم الديكور وكل فريق العمل وحاولت من خلال هذا العمل ان ادخل تجربة الاخراج الجميلة بالنسبة لي.
وحول كتاباته المسرحية قال: دائما ما جعل نصوصي مرتبطة بالانسان وما يعيشه وفي هذا النص حاولت ان اتكلم عن عسكرة الانسان في المجتمعات وفرض الروح العسكرية سواء بالفتنة او بغيرها ونتيجة لهذا التفكير الخطير اصبحنا نعيش الواقع المرير في ظل عدم وجود الرأي الآخر واحترامه.
وتابع: المسرحية عبرت عن صرخة كانت مكتومة وحاولت ان ابين فيها ان الوطن للجميع ولكل من يحبه، مؤكدا انه لم يقصد المقبور صدام حسين عندما قدم المسرحية في حفرة حيث قال: الحفرة تشير هنا الى مكان كل طاغية يحاول ان يسيطر على شعبه بالديكتاتورية ملمحا الى انه مستمر في الكتابة وستكون اعماله المقبلة سياسية ايضا.
واقرأ ايضاً:
«دماء بلا ثمن» عمل مسرحي بصورة سينمائية
«شيزوفرينيا» رسالة من شباب الكويت إلى المسؤولين
«مجرد ؟ لا أكثر» عرض سعودي أدهش حضور «الدسمة»
«رسالة» فرقة الجيل الواعي وصلت لجمهور «الدسمة»